طائفي انت ارضا وسما ..............جمال زه نكنة
وعلى وزن الاغنية الوطنية الحماسية التي كنا نسمعها في اواخر الستينيات من القرن الماضي اثناء الحروب العديدة الخاسرة والتي خاضتها الامة العربية دون جدوى الا وهي اغنية : عربي انت ارضا وسما، وبالرغم من ان البعض منا لم يكن عربيا اذ كان بيننا الكورد والتركمان والاثوريون واخرون ايضا في العراق والبربر والجركس وعشرات الاقوام الاخرى في البلاد العربية المترامية الاطراف الا انه كان علينا ان نقبل بالتعريف المفروض انذاك ، واليوم وعلى نفس المنوال نستطيع ان نقول وبراحة بال: طائفي انت ارضا وسماء، بمعادلة جبرية بسيطة نستطيع ان نثبت ان الجميع في العراق هم في الحقيقية طائفيون الا انهم يخجلون من الاقرار به ولاثبات ذلك تابعوا معي البديهية البسيطة التالية:
الجميع في العراق اليوم يدعي كونه ضد الطائفية وضد المحاصصة الطائفية ايضا الا انهم جميعا مع الشراكة الوطنية لجميع (مكونات العراق)؟ اللعب بالكلمات تسمى هذه اللعبة ، الشراكة الوطنية هو ان تشارك جميع "مكونات" العراق في الحكم والسلطة.
حسنا من هم "مكونات العراق"؟ الجميع يعرف من هم "مكونات العراق" وللذين لايعرفون نقول ان مكونات العراق هم نفس طوائف العراق ، فمكونات العراق هم العرب ،الكورد،التركمان، والثلاثي الكلدو اشورالسريان ...والارمن، هذا من الناحية الاثنية اما من الناحية الدينية فمكونات العراق هم المسلمون، المسيحيون، الازيدين، الصابئة والمندائين واليهود على قلتهم. المسلمون كما نعلم جميعا يتكونون من المكونين السني والشيعي اما المكون المسيحي فلهم 14 طائفة دينية في العراق اكبرهم الكلدان الكاثوليك يليهم السريان الاثوذوكس ، جوابا على سؤالنا اعلاه : من هم "مكونات العراق"؟ نستطيع ان نقول ان :
مكونات العراق = طوائف العراق ...................... (1)
ناتي الان الى موضوع المحاصصة، المحاصصة لغويا ان تعطي (حصة) لكل طرف والحصة هذه تتغير في الكم والنوع تبعا لوضع المكون من حيث العدد وطبيعة المكون ،وهذه تماما كالحصة التموينية التي توزع على العوائل تبعا لعدد افراد العائلة ويجب اشراك جميع افراد الشعب في الحصة اي اشراك جميع (مكونات الشعب) واعطائهم (حصصهم) وبذلك نستطيع ان نقول ان اعطاء حصة = الاشراك في الشيء ، بناءً على ماسبق نستنتج :
المشاركة = المحاصصة ..............................(2)
بجمع طرفي المعادلتين 1 و 2 نستنتج :
المشاركة ،مكونات العراق = المحاصصة ، طوائف العراق
بضرب طرفي المعادلة في (بين) وحشرها في المكان الملائم نستنتج:
المشاركة بين مكونات العراق = المحصاصة بين طوائف العراق
ليس هذا فقط بل ان الطائفية تتجلى في مجمل حياتنا العامة في الملبس
والكلام وربما حتى المأكل وهذا ليس عيبا اوخطا، طبعا يلبس الامام الشيعي عمامة خاصة تميزه عن الامام السني او القس المسيحي وطبعا لدينا الجوامع والحسينيات والكنائس وربما السنكاكوك وطبعا يلبس العربي العقال والكردي يلبس (الشروال) هذه امور تدخل في طبيعة البشر وحقوقه الا ان العيب او الخطأ هو استغلال واستثمار الانتماء الطائفي لاغراض خاصة ومحاولة الحصول على اكبر مايمكن من الخيرات والنعم لصالح طائفة وحرمان طائفة اخرى ،
العراقيون بجميع طوائفهم العديدة قبلوا بهذا الواقع وقبلوا بالمحاصصة الطائفية الا انهم حاولو ان يصوغوها بقالب مقبول الا وسموها المشاركة الوطنية وعلى اساسها تم تشكيل الحكومة التي يرأسها نوري المالكي الا ان سبب تصدع العقد هو لجوء السيد المالكي الى الاستحواذ على السلطة باكمله وتولي جميع المناصب الحساسة ضاربا عرض الحائط قواعد المشاركة الوطنية او المحاصصة الطائفية فبالاضافة الى كونه رئيسا للوزراء فتولى بشكل فعلي مناصب وزير الدفاع والخارجية ورفض جميع المرشحين لهذه المناصب والتي تعود الى طوائف اخرى وبهذا دفع العراق الى نفق مظلم نجهل نهايته الا انه استحق وبجدارة مقولة : طائفي انت ارضا وسما.