بين باعه درى وبارزان................ شيخ زيدو باعه دري
ومن حسن حظي انني تلقيت دعوة خاصة من سمو الامير لاكون برفقتهم لزيارة الضريحين الخالدين ولبيت الدعوة بكل فخر وسرور.
انها كانت زيارة تاريخية لان المجلس الروحاني متمثلا بسمو الامير وفضيلة البابا شيخ وفخامة رئيس القوالين وحضرة البيش امام وشخصيات اخرى مثل السيد علي عوني مسؤول فرع الشيخان والقيادي محمود محمود ايزيدي ومدير اوقاف الايزيدية السيد خيري بوزاني والسيد حسو نرمو قائمقام قضاء الشيخان حيث دعا جميعا الرب بان يرحم اؤلئك الشجعان وان تكون الجنة مثواهم لانهم قدموا الغالي والنفيس حتى تكون كوردستان بعز وكرامة.
ومن الجدير بالذكر بان كل من الامير والبابا شيخ ورئيس القوالين قد القى كلمة تاريخية. وقد حظيت برفقة الامير بعد انتهاء مراسيم الزيارة الرسمية لزيارة شيخ بارزان للاطمئنان على صحته , وبطبيعة الحال عند التقاء الكبار يتحول الحديث الى سرد الذكريات وعند التقاطي لصورة تذكارية للامير وشيخ بارزان تبادر الى اسماعي حديث الامير وهو يتحدث: كان هناك خلاف بين احد رؤساء العشائر الكوردية في باهدينان والثورة في مطلع الستينات وعلى اثر هذا الخلاف كان رئيس العشيرة ذاك يعيش في الموصل. ندم هذا الرئيس فيما بعد على المقاطعة مع الثورة واراد العفو فوصل الى حل مفاده بان الامير تحسين بك وحده هو القادر ان يحصل له على عفو من البارزاني بما له من مقام وقدر عال فقصد بيت الامير في باعه درى حيث طلب الامير منه مدة اسبوع للالتقاء بالبارزاني.
وفعلا التقى الامير بالبارزاني الخالد في خلال اسبوع وطلب العفو والسماح لرئيس العشير ذاك فاجاب البارزاني: اطمئن يامير فبالرغم من خطأه الا انه استجار بك ومن يقصد باعه درا ميرا كانما قصد بارزان الثورة. عندها تيقنت بان للعائلة وللمكان دوران كبيران يلعبان في صنع الامجاد والبطولات.
عندما الحديث عن الاشخاص العظام مثل حسين بك والي الموصل وهولير يتبادر الى الذهن او الاسماع كلمة باعه در حيث مجدته الاغنية التاريخية ووصفته بان سلطان السهول واسد الجبال وكذلك الامر ينطبق على علي بك الكبير وعلي بك السيوازي (نسبة الى مدينة سيواس التي نفي فيها 7 سنوات) ومن الجدير بالذكر ان لاننسى تلك ميان خاتون زوجة علي بك السيوازي تلك المراة العظيمة في التاريخ الكوردي الحديث التي اقامت في المنفى معه يوما بيوم وبعد استشهاد زوجها اصبحت هي الاميرة وبعد ان كبر ابنها جعلته وصيا على الامارة وبعد وفاة ابنها سعيد بك جعلت من حفيدها الامير المبجل تحسين بك الذي كان صغيرا في السن وقتها.
وهنا حري بنا ان لاننسى الدور الريادي للامير تحسين بك المخضرم حيث عاشر الملك فيصل وكل من الرؤساء: عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف واحمد حسن البكر وصدام حسين ومام جلال.
وبالنسبة للثورة فقد كان الامير صديقا للبارزاني الخالد في الشدائد والمحن وكذلك للمرحوم كاك ادريس ولكاك مسعود وكم هو جميل بان الامير يتبادل الزيارات مع الاخ نيجرفان وكاك مسرور.
نعم ان باعه در كانت ولاتزال مصنع الابطال فمثلا احتضنت سورميخان التي قتلت ابن احد امراء الفرس الذي حاول ان يتزوجها عنوة وقصدت باعه درا وهناك قاومت باعه درا برجالها الابطال تسليم سورميخان وقاومت الفرس.
وفي بداية الاربعينيات من القرن المنصرم احتضنت رشيد علي الكيلاني ورافقوه الى سوريا بامان. وكما تفتخر باعه درا بان الشهيد البطل محمود ايزيدي من ابنائها البررة..
اما بالنسبة لبارزان عاصمة الثورة الكوردستانية فحدث ولاحرج فاننا وبالرغم من عدم ذكرنا للاسماء الا اننا نجد انفسنا مضطرين لذكر بعض الاسماء الخالدة مثل الشهيد عبد السلام البارزاني والشيخ احمد والملا مصطفى البارزاني والمرحوم كاك ادريس. ان من الصعوبة بمكان لاي كاتب ان يكتب شيئا عن بارزان دون التطرق الى دور العائلة البارزانية في توحيد العشائر وهو نموذج جيد اذا اقتدت به الدولة الحديثة وكذلك دورهم في مكافحة الفقر وكذلك منع الصيد الا في اوقات محددة وايضا منع قطع الاشجار. ولاننسى ان نذكر بثورة بارزان الاولى والثانية ويجدر الاشارة الى وجود وثيقة مهمة بين باعه درا وبارزان في زمن ميان خاتون وثورة بارزان الثانية وكذلك ثورة ايلول الوطنية الكبرى وثورة كولان التقدمية وما الانجازات التي حصلنا عليها اليوم الا هو ثمرة تلك الثورات حيث نرى اليوم
بيشمركة البارزاني واقفين كالصناديد على حمرين لابعاد الخطر الاتي من الديكتاتور الغامض المالكي.
وهنا اضطررت ان اسال عن معنى كلمة بارزان بعيدا عن كتب ومصادر التاريخ فالتجات الى رجل ديني ايزيدي من كوردستان تركيا يعيش في المانيا الا وهو الشيخ اوصمان الذي حظي بلقاء البارزاني الخالد في لالش وقال بكل بساطة: ان بارزان لها مدلولان متقاربان: الاول يتالف من قسمين بار: حِمْل والاخر زان:علم اي حمل العلم والمدلول الاخر بتخفيف الراء اي بازانا: عند العلماء.
فنعم والف نعم لخطوات المجلس الروحاني وبذل قصارى جهودهم لاسترجاع المناطق المستقطعة(المناطق الكوردستانية خارج الاقليم) بجهودهم ونداءاتهم التاريخية الى حضن امهم كوردستان لكي نخلص نهائيا وبدون رجعة من المالكي وصعاليكه من يتامى البعث وتهديداتهم لانهم يذكروننا بايام الانفال السوداء وحتى لايحدث سايكس بيكو جديد بيننا نحن الايزيديين وكوردستاننا الام.
انني على يقين تام بان حكمة ورشد القيادة البارزانية ستجعل من عملية دجلة عملية ميتة وان الاقليات الدينية والقومية ستكون المستفيد الاول من استقرار كوردستان لان ذلك من اوليات الفلسفة البارزانية.
وكان الله في عوننا وهو من وراء القصد