ثقافتنا الجديدة لا تعتمد على الأخوة
اكتشف كريستوفر كولمبس القارتين الامريكيتين بالخطأ اذ اراد الابحار غربا" ليصل الى الهند ولكنه وصل الى الجزر القريبة من الامريكيتين فسماها جزر الهند الغربية والناس الموجودين سماهم بالهنود الحمر ولما لم يجد مدنا" او حضارة تأكد انه اكتشف شيئا" جديدا" ففهم الاوربيون انها الارض الموعودة ، بدأت القوات البحرية تشحن السجناء المحكومين لاكثر من عشرين سنة للتخلص من مصاريفهم ونفس الاجراء كان حين وصل الانكليز الى استراليا ولا تزال السجون التي حجزوا فيها وادواتها مع وسائل التعذيب موجودة كمتحف ، والذي اسوقه هنا ان الذين انزلوا على السواحل سمحوا لهم بالركض الى الحد الذي يمكنهم استغلالها حسب قابلياتهم فصارت المقاطعات المتنافسة فأحتاجوا الى العبيد فجلبوهم من افريقيا برحلات صيد مقيتة لكن حين صاروا مدنا" احتاجوا الى عقول لادارة الدولة وعقولا" لادارة المدن وشرطة لحفظ النظام فجاؤا بعقول واستمروا على هذا المنوال ولا زالوا يبحثون عن العقول فأندمجوا في مجتمعات حديثة رفضت التراكم الاخلاقي لدولهم فبنوا مجتمعا" بدون ماضي وهم يتسارعون في الحداثة درجة انهم قد وصلوا الى المريخ في حين بقيت اوربا ودول آسيا وافريقيا تتفلسف في اقوال اجدادهم ومنشغلون بحروب طاحنة للفوز بالجنة في الحياة بعد الموت وآخر تقليعة عندنا هي القنابل البشرية ، ونهض المارد الصيني ينمو بقفزات وبلغ نموه الاقتصادي 7.5% سنويا" واوربا تبحث عن خروج من الازمة والدول العظمى التي كانت تحتل الدنيا مثل اسبانيا والبرتغال وايطاليا واليونان و.و.و على شفى حفرة من الازمات الاقتصادية وبيت القصيد ان الصينيين كانت لهم ثلاثمائة صنم مصنوعة من الخشب لكل قبيلة نوعا" من الاصنام تتوزع نماذجها على البيوت ففي الثورة الثقافية قرروا حرق كافة الاصنام ثم قرروا ان يضعوا حدا" للانجاب كل اثنان يخلفان طفلا" واحدا" انثى او ذكر وهكذا بدأت المسيرة المهولة لكل انسان.
اما نحن وحين دخل الامريكان في 2003 تبخرت الخزائن وضاعت الاموال من الذهب والعملة الصعبة فجاؤنا بثمانية عشر مليار دولار علنا نحصل على مواردنا فدارت العجلة وانتقلت اموال الدولة (البرجوازية) العراقية الى البيوت عبر الحواسم الذين شكلوا فيالق منظمة لتهريب كل ما هو في العراق من نفائس الآثار .
اليوم بدأت جحافل العراقيين تنتظم في تكتلات لا لتوزيع الغنائم على ذوي الحاجة من المواطنين وانما للاستئثار بها لذاتها وصاروا مجرمين ذوي جوازات متعددة ينقلون ثرواتهم الى الخارج وكان بين اللصوص أناس عرفوا تأريخيا" في المجتمع العراقي على انهم رموز للامانة والوفاء ذلك انهم انفصلوا عن مجتمعهم وعاشوا غربة مقلقة وانقطع امل المجتمع فيهم فضربوا ضربتهم وفروا ولا زال كل من يغتني يفر الى ان يتخلص المجتمع منهم وسيأتي المال الوفير ولو ان بداياتها قد بدأت لكن البعض ممن تضخمت ثرواتهم بدوأ بشراء بساتين وعقارات في الخارج لا بل حتى سياراتهم ووسائل بيوتهم الترفيهية لم تعد تكفي ساعات النهار لهم فعزفوا عن اعمالهم الاصلية وانشغل البعض الآخر بالسفر الى خارج العراق وملاحقة الفنانات الجميلات بأسلوب لا أخلاقي، فكيف سيتذكر هؤلاء آلآم امرأة قتل أولادها الثلاثة وخلفوا لها عشرة أيتام ليست المادة أو المال أساس وأنما كيف سيتربى هؤلاء الأيتام ومن الذي سيوجهههم؟.
وفي كوردستان ثلاث محافظات، أناس تعاني من شظف العيش بشكل رهيب فأهالي مندلي أو خانقين أو بدرة أو جصان وعلي الغربي جاؤوا الى بغداد ليمتهنوا الأعمال القاسية ولم يسرقوا ولم يختلسوا رغم شظف العيش، ولأن كان بأمكانهم فعل الخير فترجوا الخير لسكنة هذه المناطق لا أن تأتوهم بجحافل من العسكر، فالكورد لا يتوقعون ممن حمل راية الحسين الغدر، فكما قال مسلم بن عقيل مندوب الحسين الى الكوفة لابن زياد نحن لا نتقدم على الغدرة لأن دين جدنا قائم على الأثرة وقد كان جدنا (ص) يربط حجر المجاعة على بطنه ايام حفر الخندق في رمضان.