هوية المناطق المتنازع عليها لايغيرها ساسة صغار........خضر دوملي
انتشار استخدام هذه التسميات بخصوص المناطق المتنازع عليها من قبل الساسة العراقيين في الوقت الراهن، مسألة خطيرة تتطلب التوقف عندها بجدية، فهم اولا يقفزون على الدستور، الدستور الذي يتشدقون به في الحديث عنه عندما يتعلق الامر لمصالحهم، وثانيا يريدون تغير الوقائع التاريخية، ناسين ان صدام بجبروته وماكنته الدعائية والخاصة في ما يسمى ( لجنة اعادة كتابة التاريخ ) قد فشلوا في هذا الامر ( تحريف التاريخ والتسميات الاصيلة للمناطق الكوردية في شمال العراق)،،،، وثالثا وهو امر هام وخطير ان هؤلاء بأختلاف مواقعهم يريدون تأزيم الموقف بين الاطراف المتنازع عليها بشكل اكبر،،،، فعندما يغيرون الوقائع فهم لايعرفون ان في علم النزاعات بأن التلاعب بالتسميات والمساس بها، تعد عائقا كبيرا امام ايجاد الحلول لان المخاوف تبقى مما أرتكب بحق هذه المناطق و تتجدد بهذه المحاولات.
النظر الى الرؤية التاريخية لتلك المناطق، لا احد يستطيع ان يغير من كوردية ( شنكال – سنجار) ولاتزال كتب التاريخ تتحدث عن كوردية الموصل، و لايزال اهالي بعشيقة وحواليها رغم مرارة حملات التعريب التي نالوها منذ بدايات القرن الماضي يحفظون نصوصهم الدينية الايزيدية باللغة الكوردية، ولايزال رجال الدين فيها او كبار السن محتفظين بأروع الملابس و التراث الكوردي الاصيل، ومخمور رغم قساوة حملات التعريب التي جاءت بتنسيق منظم من قبل حزب البعث في المساهمة حتى في تغير اسماء وديانها بقيت كوردية، و كركوك يكفي الحديث عنها ، وخانقين لاتنسى رغم ان غالبية سكانها والسكان المحيطين بها يتحدثون عربية في الكثير من الاحيان افضل من العربية التي يتحدث بها العرب الاصلاء،،، بقي فيها الروح الكوردية وهاجة الى الان.
ان هذه المحاولات العقيمة في عدم استعداد كل الاطراف من ساسة وحكوميين و اعلاميين للاعتراف بتلك الوقائع هي دليل على تهربهم من الواقع الحقيقي، وعدم قدرتهم على الاعتراف بأن وقائع الارض والتاريخ لن تغيرها تصريحات سياسي مبتدأ وتابع، يريد فقط لفت الانظار لوقائع تنسي الناس فشله او سوء ادارته او تستره على الفاسدين و سراق اموال البلاد،،،، او وسيلة اعلام للاسف الى يوم قريب كانت منصفة وعرف عنها المهنية تروج لتسمية المناطق المختلف عليها كما هناك وسائل اخرى تستكثر تسميتها بالمناطق المتنازع عليها لتروج بتمسمية المختلف حولها،،،، بدلا من تسميتها الحقيقية ووفق اعلى قانون في البلاد وهو الدستور بأنها ( المتنازع عليها) هي جميعها محاولات النفس الاخير اليائسة من قبول الواقع الحقيقي لها.
ان افضل رد على هؤلاء وتلك التصريحات هي الوقائع على الارض،،،،، فأذا كان عدم وجود التعصب لدى الكورد في تلك المناطق هي السبب في اتقان الجميع او اغلبهم للعربية، رغم بقاء اللكنة الكوردية مختلطة بها، ألأ ان الواقع بالنسبة للعرب الذين استقدمهم حزب البعث وقبله غيرها من الانظمة الحاكمة منذ بدايات القرن الماضي بقوا محافظين على لغتهم وتراثهم وحالهم هناك كأنهم في جزيرة العرب لأنهم متيقنين بأن هذه الارض ليست ارضهم، وان هذه الديار التي استضافتهم لكل تلك الفترات ليست ديارهم، لأن قلة قليلة منهم اتقنوا لغة اهلها، و حتى الاعمار والبناء في تلك المناطق لايزال وئيدا لأنهم يعرفون ان هناك اصحاب اصلاء لتلك الاراضي لابد ان يطلبوا بها يوما،،،، عليه لابد ان يعرف من يريد تغير تسيمة المناطق المتنازع عليها بين اقليم كوردستان والحكومة الفدرالية في بغداد ان هذه المناطق مستقطعة من كوردستان وليس الاقليم وحده في العراق ووقائع الارض لايغيرها تصريحات ساسة صغار يرون فقط امتارا امامهم ويغفلون الاف الكيلومترات التي لابد ان يعرفوها ويتقنوا ما تحتويها.
وهذا ليس من باب التعصب بقدر من انها توضيح للحقائق التي لايمكن لا الساسة الصغار ولا الدكتاتوريات الشنيعة ان تغيرها.