صدام لم يقلها؟...........كفاح محمود كريم
والحكومات في بغداد انما هي مع الأنظمة الدكتاتورية والظالمة وليس مع الشعب العربي أو العراقي خارج الإقليم، وطوال عشرات السنين من الثورات المتتالية أثبتت حركة التحرر الكوردستانية عموما انها تنضوي تحت مبادئ وأخلاقيات الفروسية التي عرفها أولئك الذين كانوا يقعون في اسر قوات الثوار البيشمه ركه، بل ان قيادة الثورة الكوردية كانت على طول الخط تتمتع بعلاقات وثيقة مع كل العشائر العربية التي تعيش قرب كوردستان وعلى تخومها وخاصة أولئك العرب الاصلاء في المدن والبلدات التي تسمى اليوم بالمناطق المتنازع عليها حيث تعرضت لعملية تعريب وتشويه ديموغرافي حاد لسلخها عن الإقليم وذلك باستقدام أناس لا علاقة لهم بالمنطقة جغرافيا وتاريخيا بإغراءات مادية وأحلام شوفينية مقيتة حتى أطلقوا عليهم اسم عرب العشرة آلاف دينار لتمييزهم عن الاصلاء من سكنة تلك المناطق؟
ورغم كل ما حصل من مآسي الحروب وصراعاتها الأليمة وما تداعى عنها من استخدام همجي للأسلحة المحرمة دوليا كالنابالم والأسلحة الكيماوية في حلبجة وكرميان وبادينان، إضافة الى حرب الإبادة البشرية التي تمثلت بجرائم الأنفال سيئة الصيت، حيث شملت مئات الآلاف من المواطنين المدنيين أطفالا ونساءً وشيوخا، لدرجة أن دكتاتور العراق صدام حسين وشقيقه علي كيماوي أمرا بإبادة الذكور البارزانيين من أعمار تسع سنوات فما فوق ليقتل ما يقرب من عشرة آلاف بارزاني خلال أشهر، رغم كل ذلك لم ينحدر دكتاتور أو جنرال أو سياسي منذ تأسيس المملكة العراقية إلى مستوى إعلان الحرب القومية بين العرب والكورد، كما هدد بها السيد رئيس مجلس الوزراء الاتحادي في العراق، البلد الذي يفترض انه غادر ذلك النمط من الثقافة الشوفينية الإرهابية، ألا ان هذا التصريح يكشف توجها خطيرا مدعما بمفاهيم مؤدلجة وحملات دعائية مبرمجة ضد الكورد وإقليمهم بما يهيئ عشرات الآلاف من الذين خسروا الكثير بسقوط نظام صدام حسين وكانوا أدوات ووسائل التغيير الديموغرافي في المناطق المتنازع عليها، وخاصة أولئك الذين نفذوا جرائم الأنفال وتهجير مئات الآلاف من الأهالي الأصليين في سنجار وزمار وكركوك وخانقين ومندلي والشيخان، وإبادة ما يقرب من ربع مليون طفل وامرأة وشيخ كوردي، للانضواء تحت راية الفاشية الجديدة التي تنوي الهجوم على كوردستان وإطفاء أنوارها وإحراق ربيعها لتغطية فشلهم الذريع في بقية أنحاء العراق الذي حولوه بسياستهم البدائية إلى افشل دولة في العالم وجعلوا من بغداد التاريخ والحضارة أسوء مكان للعيش على ارض البسيطة، بينما تنعم كوردستان بالسلم والأمن والفرح والتعايش والتسامح والتطور.
الحرب على كوردستان ومناطقها المستقطعة ليست نزهة أيها الجنرالات المخضرمين في حروب الأنفال وحركات ( الشمال )، والكوردستانيون بناة جيدون وقد بنوا وطنهم ونالوا إعجاب الأعداء قبل الأصدقاء، ولن يريقوا الدماء هذه المرة من اجل الحفاظ على الفيدرالية فقط، فاتقوا الله في العراق وأهليه من ( أولاد الخايبة )، وتكفينا أعداد الأرامل والأيتام والثكالى التي تفوقنا بها على كل دول العالم!؟
وتذكروا جيدا إن جبال كوردستان التي كانت عبر تاريخها وما زالت ملاذا يوم لا ملاذ غيرها، حطمت كل الأنظمة الدكتاتورية وجيوشها وجنرالاتها، وانتصرت لتحتضن كل العراق حينما ادلهمت لياليه ونهاراته، فكانت الحضن الأمن لكل المظلومين العراقيين من الأديان والمذاهب والمكونات التي تعرضت للإبادة والتهجير والاضطهاد!؟