لا.. يا رئيس الوزراء
لكن الاكثر خطورة، في ادارة السيد المالكي للخصومة مع الشركاء الكرد، يتمثل في لجوئه الى لغة التهديد، في بيئة سياسية ملبدة بغيوم سوء الظن وانعدام الثقة وتحفز المشيئات الاقليمية، وفي وقت يقف المالكي وحيدا في هذه الزاوية إذا ما اخذنا بعين النظر معارضة اقرب حلفائه في التحالف الوطني (التيار الصدري. المجلس. المؤتمر الوطني..) لهذا المنهج فضلا عن الكتل الاخرى التي تشكل قوام حكومته.
كل هذا يفتح السؤال الاستباقي المهم: على من يراهن رئيس الوزراء في حراكه هذا؟ والجواب السهل الذي نسمعه من اركان خيمته يقول ان هذه السياسة تحظى برضى الشارع، او في الادق، بتأييد ابناء الوسط والجنوب من الجمهور الشيعي، وبعض شرائح العرب من سكان كركوك لاسباب تتصل بحساسيات قومية مستعارة من عهد الدكتاتورية، فيما يتشكك كثيرون بصحة (او رسوخ) هذا التأييد.
إلا اذا كان التجييش ضد الكرد يستهدف الى حسم الصراع السياسي على السلطة لصالح المالكي، وهذا الاخر منزلق نحو نفق مظلم لا آفاق له في الحسابات الانتخابية المعروفة، وثمنه باهض، فالقوى التصويتية هذه جربت وعود كابينة رئيس الوزراء بتحقيق الرخاء والاستقرار والإدارة الرشيدة، وقد سقطت جميع تلك الوعود في وحل سنتين ونيف من ولايته، الامر الذي يستخدمه منافسوه في حملتهم الاعتراضية الانتخابية، ايضا وعلى نطاق واسع، كما نشاهد ذلك على واجهات الاعلام، وعلى مدار الساعة، وليس من غير مغزى ان تقف المرجعية الدينية في صف الحسابات الاخرى.
خطوط التماس مع الاقليم، لا تصلح ان تكون ورقة انتخابية، او مفتاحا لزيادة مناسيب الاصوات، او ميدانا لتجريب كفاءة الدبابات.. او حتى التهديد باللجوء اليها..
لا، يارئيس الوزراء.. بالتهديد لا تدار مثل هذه الامور.
“ ما يسلب بالعنف لا يحتفظ به إلا بالعنف”.
المهاتما غاندي