• Sunday, 22 December 2024
logo

العسكرتارية لا تنفع مع الكورد

العسكرتارية لا تنفع  مع الكورد
تجنت حكومة بغداد لغة القوة في التعامل مع الكرد منذ 1929 وكأنه واجب رسمي واساسي في واجباتها ولما استرخت قامت حكومة بكر صدقي بشن حملة عسكرية بقيادة برقي بك صدقي وهو كردي فردت على اعقابها بعد ان قتل برقي بك حين ان السليمانية قد حولت ثورات الجبال بقيادة زعماء العشائر الى ثورة جماهيرية في شوارع وازقة كردستان.

فصارت انتفاضات متواصلة ما خبت اوارها وسقطت المرحلة الاستعمارية اذ كانت الدول الرأسمالية تسعى جاهدة للحيلولة دون سيطرة الكرد في ايران وعراق على نقطة فصارت وصية للحكم القومي العربي والطوراني التركي والبهلوي الايراني ان لا يكون للكرد كيان ولم يبقوا وسيلة مُرضية ومحرومة الا واتبعوها مع شعب لا يقل عن نفوس الدول الثلاث في القومية المتسلطة القابضة على قوة الارغام صفيت الحركات الكردية بالنار والحديد اخرها تجربة غاز الخردل ودفن العوائل الكردية باطفالها وشيوخها احياء في صحاري العراق.

اولا تحمل عقول الساسة العرب اي شعور بالذنب ولقد ظهر قائد القوة العسكرية العراقية يتحدث وكان صدام لايزال في الحكم وابو المنخذين الذي لا يصدق نفسه ان صارت له قيمة سيادية في دولة العراق الجديدة.

ان تشكيلة قوات دجلة تعيد العراق الى المربع الاول والتي تبدو وكان احدا قد فرضها ان القوات التي تقابل قوات دجلة هي جحافل كردستان التي انتشرت في بغداد يوم (فر) الجيش المليوني بجزالته العائدون برواتب ماكانوا ليحلموا بها في (الجنة) وعادوا الى سياسة (البلوف) النفخة الكذابة فجاؤا بدباباتهم الخمس والاربعين ليدقوا اسفينا جديدا بين الكرد والعرب فاذا كانت حكومة المركز تريد مكافحة الارهاب فعليها اعتماد الكرد (البيشمركة) بفتح الميم وليس بضم الميم وبلا طائرات 16F ولا اسلحة متطورة ذلك انهم يحملون لواء الصدق على الاقل كشعب ذلك ان بعض قيادات بغداد تسجل تصريحاتهم فينكرونها ويوقعون اتفاقات ينتصلون منها فالمسلمين الاوائل لو لم يكونوا صادقين لماء جاء العرب الى العراق ولا وصل الاسلام الى ارخبيل الثلاثة الاف جزيرة في جنوب شرق اسيا ولما وصلوا الى نايجيريا في اقصى افريقيا وهم الان بمئات الملايين فلو انتخب المسلمون حكومة اغلبية لما كان للعرب سوى 15% فهل سيقبل العرب بتلك الحكومة.

نحن اخوة في المقابر الجماعية ونحن زملاء السجون والمعتقلات ونحن معكم في احكام الاعدام متقاربون ولان كان معدميكم 129 الف فمعدومي الكرد كان 125 الف اما جنودكم فلا يوجد بينهم من لم تتلوث يده بدماء الكرد ورغم ذلك وبعد ان اسر البيشمركة 110 الاف جندي قالت القيادة الكردية الحالية عيب ان نحسب الجندي العراقي اسيراً فهل هذا جزاؤهم ايتها القيادة البرية الجديدة.

الكرد متكافؤن معكم الان في السلاح فلا تورطونا بمزيد من الثكالى ان دور القوة الجديدة هو تقليل الضحايا من عراقيي ديالى وكركوك وصلاح الدين لا ان يزيدوها فجيش صدام بكل جبروته وشراسته ووحشيته لم يقدر على اخضاع الكرد في معركة بنجوين 1983 اشتركت خمسمائة دبابة واليوم تاتوننا بخمس واربعين تريدوننا ان نخاف ان قطاع غزة لوحدها لا تخاف اسرائيل وتريدوننا بان نخاف من قوات دجلة فهل تريدون ان تخوضوا تجربة اخرى وبها تؤدون تجربة الشيعة في الحكم وتعرضون العراق للتجزئة الكرد اليوم ليس فيهم من يريد ان يساعد قوة غازية حتى للمناطق المتنافس عليها لا بل ان كل الجحافل التي جيشها صدام قد انقلبت عليه منذ انتفاضة اذار 1991 فصارت الهجرة الجماعية التي اجبرت حكومة بغداد على الانسحاب الى خط عرض 34 وليس حكومة من الحكومة المركزية والتي كان عليها ان تسمح لقوات البيشمركة كي يحققوا ما تصبو اليه الغاية من تشكيل قوات دجلة .

ولعل الذي يحزنني هذه البقايا للشفونية العربية التي تدعو الى انسحاب قوات البيشمركة من كركوك وكانهم القوة المخيفة المرعبة الظلامية التي جلهم تحمل الثقافة العقلية لهؤلاء.

صلاح مندلاوي
Top