• Sunday, 22 December 2024
logo

زنقة زنقة... بيت بيت! *

زنقة زنقة... بيت بيت! *
هوشنك أوسى
المعارضة السوريّة، بكل تلاوينها واطيافها؛ العلمانيّة والليبراليّة، لم يعد بإمكانها السكوت عن التغوّل الاسلاموي – الطالبانوي – القاعدي، المدعوم تركيّاً، في الجيش الحرّ. وعبر هذا الجيش، بات هذا النزوع الارهابي – الهمجي، يسعى لابتلاع الثورة السوريّة والسطو على كل قيمها. وهذا ما يريده نظام الاجرام الاسدي للثورة السوريّة، ان يقودها حثالة الحالثة من برابرة الاسلام السياسي.

كل اطياف المعارضة، وحتّى قادة الجيش الحرّ، (رياض الاسعد، مالك الكردي، قاسم زهرالدين...) الكلّ صرّح ان الجيش الحرّ، براء من الجلاوزة القتلة الذين غزو مدينة سريه كانيّه الكرديّة!، ولكن، لا أحد منهم حرّك ساكناً لطرد هؤلاء الدخلاء – الغرباء من المدينة المنكوبة!. وحده، حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبيّة، ومن خلفهما حزب العمال الكردستاني، وحدهم وقفوا بحزم وبطولة، وبقوّة السلاح، في وجه يتامى صدّام حسين ومرتزقة رجب طيّب اردوغان. وهذا الموقف، يجب ان يحظى بكل اشكال الدعم والتأييد من قبل القوى الكرديّة والعربيّة المعارضة. ذلك انه ينقذ الثورة السوريّة من سرطان الارهاب والتوحّش الطالبانيزمي – القاعدي، ومخاطره على مستقبل سورية مابعد الاسد.

مع كل الاخطاء والعيوب التي اعترت أداء وحدات الحمايّة الشعبيّة، إلاّ انها الآن، تتصدّر واجهة العمل المقاوم لارهاب المجموعات السلفيّة – الطالبانويّة المدعومة من تركيا. وحتّى لو افترضنا جدلاً؛ ان هذا الموقف الكبير والشجاع، كان كرهاً بحزب العدالة والتنمية التركي، وليس حبّاً بالثورة السوريّة، فيجب الترحيب به وتشجيعه وبل دعمه للحدود القصوى. وفيما بعد، يمكن فضّ كل الخلافات والتباينات والاشكالات العالقة بين القوى الكرديّة – الكرديّة، والكرديّة – العربيّة. ذلك انه الأهم من انتصار الثورة السوريّة، هو تطهيرها من دنس الطالبانيزم، ورجس التكفيريين والبرابرة. ومن يقوم بهذا الدور الآن، هي قوات الحماية الشعبيّة الكرديّة، والقوى السياسيّة الواقفة وراءها. وحزب الاتحاد الديمقراطي، حين يقوم بهذا الدور الوطني والثوري، غالب الظنّ انه يفعل ذلك انطلاقاً من فرضيّة انه يمكن التفاهم من قوى المعارضة الوطنيّة السوريّة على حلّ القضيّة الكرديّة بشكل عادل وشامل، في نظام مابعد الاسد، إلاّ انه لا يمكن التفاهم والتفاوض من قطّاع الطرق وشذّاذ الافاق، وزبانية التكفير والتهجير.

الشروط التي طرحتها المقاومة الكرديّة لهذه الكتائب الارهابيّة، فيها الكثير مما لا ينبغي التنازل عنه مطلقاً. ويمكن التحفّط على شرط عدم رفع علم الثورة السوريّة على المناطق الكرديّة. ذلك ان هذا العلم، ليس علم النظام، ولا علم الكتائب التكفيريّة، هو علم الثورة. كلنا نذكر كيف ان النظام التركي، كان يلبس عناصر الكونترا زيّ المقاتلين الكرد، ومعهم اعلام العمال الكردستاني، ويقومون بالجرائم الفظيعة بحقّ المواطنين الكرد والترك في كردستان الشماليّة. وكان الغرض من ذلك، تشويه الثورة الكردستانيّة. وعليه، ما دامت قوى المعارضة السوريّة، والقيادات الرئيسة في الجيش الحرّ، تبرّأت من هولاء القتلة، فلا مانع من رفع علم الثورة السوريّة في المناطق الكرديّة. ذلك اننا، قبلنا طيلة سنتين، ببقاء قوّات الاسد وصوره وعلمه في مناطقنا، ولم نحاول اقتلاعها منها، فلما نتحجج بأن تحت علم الثورة السوريّة، سفك بعض القتلة دماء المواطنين الكرد الابرياء!. زد على ذلك ان العلم العراقي وبالتوازي مع علم كردستان، يرفرف على كردستان العراق. وريثما يتم ايجاد علم وطني سوري جديد، بعد اسقاط الاسد، يمكن الابقاء على علم الثورة السوريّة، لئلا يتم تفسير نزع علم الثورة من المناطق الكرديّة على انه اصطفاف مع نظام الاسد.

ما تمّ الاعلان عنه، بعد صعود الدخان الابيض من هولير، عن تشكيل قوّة كرديّة موحّدة، وفتح باب التطوّع امام الشباب الكردي للالتحاق بهذه القوّة، هو أمر جد ايجابي ومرحّب به. وكان يجب ان يتحقق ذلك منذ أمد، لولا المكاسرات والمناكفات الحزبويّة. هذه القوّة الموحّدة، هي التي ستعزز وتدعم وتحمي المطالب الكرديّة في سورية مابعد الاسد، وستكون النواة الاساسيّة للمشاركة الكرديّة في الجيش الوطني السوري، في نظام مابعد الاسد. الاتفاق على هذا المطلب الشعبي الكردي، وتشكيل قوّة كرديّة سوريّة مسلّحة، سيكون رسالة الى المعارضة السوريّة والجيش الحرّ، والقوى الاقليميّة والدوليّة، وكل من يحاول النيل او التقليل من المطالب والحقوق الكرديّة الوطنيّة الديمقراطيّة المشروعة.

يبقى القول: ان من كان من شيمه الغدر والغزو، قطعاً لا يؤتمن عليه، ولا يمكن الأمان له. لذا، اعتقد ان قوّات الحمايّة الشعبيّة، يجب ان تسعى لتحرير سريه كانيه، زنقة زنقة... بيت بيت، شارع شارع...، حتّى تلقي بالغزاة البرابرة، الى حيث أتوا، من وراء الحدود.
Top