• Sunday, 22 December 2024
logo

أحمد عثمان : السلم الأهلي في الجزيرة السورية

أحمد عثمان : السلم الأهلي في الجزيرة السورية
تقترب منطقة الجزيرة رويدا رويدا من سيناريو حرب أهلية طاحنة، والفضل الأكبر في الكابوس القادم يعود إلى ثلة من الجهلة استغلوا الظروف والثغرات العاطفية التي مر بها أهل المنطقة البسطاء فبثوا فيها سمومهم وحقدهم، والان باتت نظرياتهم البلهاء هي السيف المسلط على رقاب المثقفين والسياسيين والناس أجمعين فمن وافقها ونفخ فيها فهو الوطني وهو الشريف ومن نقض تهافتها فهو العميل وهو العدو المبين.


وبدلا من أن يكون عدونا هو الظلم والجهل والتعصب بات الجار والشريك هو العدو

بدلا من أن تكون غايتنا هي الانسان باتت غايتنا قتل الانسان صديقا كان أو عدوا

بدلا من أن نفكر لأطفالنا بمستقبل مشرق صرنا نهيئ لهم أسباب التشرد والضياع
الحرية والعدالة والتسامح لم تعد لها دلالة أمام شعارات التشرنق والتسلح و التخندق ضد الاخر.

وهكذا أصبحنا...

ثلة مجرمة لا يهمها سوى أن توقد نار الحرب...وغالبية شعبية عاطفية تثار ببضع كلمات... وعقلاء قد انحسروا طوعا أو كرها.

الفئةالأولى تعلم جيدا الكوارث القادمة والدماء التي ستسال ولكن لا يهمها شيء مادامت ستكون في الواجهة ولها كلمة الفصل

والفئة الثالثة هي وحدها القادرة على وقف هذا الجنون.

فئة التخريب تستغل كل الثغرات وفي كل مرة يصعّدون أكثر مع الطرف المقابل.. في البداية كان شريكا لنا ولكننا نخالفه في طريقة الثورة وأهدافها.. ومن ثم أصبحت الثورة لا تعنينا.. وبعدها أصبحت ثورتنا ضده.. في تدرج ماكر تكون شرارته موقفا من الاخر تنفخ فيه هذه الفئة، ومن ثم تنشره على أوسع نطاق، ويرافق النشرأشنع عبارات التهييج ضد الآخر والعملاء الذين يتعاطون معه على حد سواء.. طبعا المقصود بالعملاء دائما الفئة الواعية التي تحاول التهدئة.

فئة التخريب في الطرفين هما انعكاس لبعضهما البعض وكل منهما يمد الآخر بشرعيته من خلال المواقف المتطرفة التي تصدر من كل منهما... فكل طرف هو السبيل لشهرة الآخر وقوته.



فئة التخريب تعلم تماما ان الفئة الواعية هي الأكثر خطرا عليها لذلك فهي لا تراعي فيهم إلا ولا ذمة وترميهم بأسوأ الاتهامات بمناسبة وبدونها فهم أعداء الشعب وهم عملاء العدو وهم الفطائس، ويستمر هذا التأليب ضدهم حتى يتشربه بسطاء الناس فيستلمون لواء التخوين منهم وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا.

والان يكمن الحل في تقوية دور الفئة الواعية، نشر ثقافة التعايش، وتجفيف منابع ثقافة التخوين وعزل فرسانه.

الفئة الواعية بحاجة إلى التكاتف اليوم أكثر من أي وقت مضى... وهي بحاجة لتشكيل لوبي قوي يستقطب له كل من لم ينجرف في تيار الجنون... يجب أن يكون اللوبي من الطرفين... وأن يحمل على عاتقه مهمة الاصلاح ونشر ثقافة المحبة والتواصل... ويجب أن يكون محصنا وقويا ضد حملات التشويه والعمالة والتخويف... يجب أن يكون متأكدا أن الخير هو الأبقى في الانسان مهما طفت مشاعر الشر... ويجب أن يكونوا هم أنفسهم متوافقين على أولويات العمل وأن يتعاهدوا على الاستمرار معا وأن يتخطوا الخلافات... ويجب ألا ينجرفوا في القضايا السياسية الخلافية الحساسة و أن يكون جوابهم الحاضر هو التركيز على الأولويات والانسان والخروج بالمنطقة من الأزمة وبعد أن تعود أجواء الهدوء يتم التحاور على كل التفاصيل.. ولكن بخطاب مقنع واضح خال من تمييع الحقوق... ويمكن نشر بعض القضايا الانسانية المتوافق عليها من الجميع في سبيل خلق تواصل انساني أقوى بين الأطراف المتناحرة... كذلك نشر بعض قصص الشعوب والمآسي التي خلقتها الحروب الأهلية والأسباب التافهة التي سببتها
Top