• Sunday, 22 December 2024
logo

حرب المالكي حرب الأغبياء.......................عبدالكريم يحيى الزيباري

حرب المالكي حرب الأغبياء.......................عبدالكريم يحيى الزيباري
الحمقى يتسرعون خوض الحرب، الأذكياء يتربصون، يفكرون يقدرون الموقف، يستشيرون الخبراء، يناقشون خطط الدفاع، ما العمل وقد صار الرويبضة عضواً في البرلمان وقياديا في الحزب الفلاني وقائداً عسكرياً رفيعاً، من الذين طردوا من الجيش السابق، ويتبجحون اليوم بأنهم طُردوا لأسباب سياسية. نحن متفقون أنَّ صدَّام ما كان رحيماً بالأسباب السياسية، وَقَدْ أعدمَ صهره،
وأبناءَ عُمُومَتِهِ، وأصدر عشرات القوانين والتعديلات على قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 والنافذة اليوم بإعدام كل مَنْ انتمى لغير حزب البعث، يبيعُ أسئلة كلية الحرب والأركان ثم يقول طردوني لأسباب سياسية، يبيع أرزاق الجنود في السوق السوداء، يُلقى عليهِ القبض في وضعٍ مخزٍ يُتصبَّبُ الجبين عَرَقاً من التلميح إليه، أو.. أو...الخ. الطرد من الجيش السابق والإقصاء ما كان إلا بسبب الفساد أو الشذوذ الجنسي والأخلاقي هذه حقيقة يعلمها كلُّ العراقيين. شُذَّاذ الآفاق الحمقى هؤلاء يريدونها حَرباً، والمصيبة إذا طال أمدُ الحرب، ستعجز موارد الدولة عن مواكبة نفقاتها، وتفقد الأسلحة دقتها، وتنهار معنويات المقاتلين، ويبدأ القادة المخلصون والوزراء يتآمرون ويفكرون في انقلابات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتطمع دول الجوار في انتهاز فرصٍ أتاحَها تهور الأحمق ويترقبون لانهيار دولته ومؤسسته، ويضعون الخطط لفترة ما بعد الأحمق الغبي، لكن يكون بمقدور أحدٍ مهما أوتيَ من حكمة أنْ يحول دون العواقب الوخيمة، ولا توجد سابقة تاريخية واحدة تذكرُ أنَّ دولةً انتفعت من دخولها حرباً طويلة، الجنود الأذكياء لن يفكروا في قبض مرتب آخر، ولن يتعرضوا للقتل من أجلِ قائدهم الطائش ونزواته ورغباته وأطماعهِ، القائد الماهر الحكيم يُحطِّم مقاومة عدوِّه ومعنوياته دون إطلاق رصاصة واحدة، يشغلهُ بنفسهِ وحاشيتهِ، فإذا ما نجحَ في إقصائهِ من منصبهِ الذي ما كان ليحصلَ عليه بدون مساعدتهِ. (أعلِّمُهُ الرِّمايةَ كلَّ يومٍ/ فلمَّا اشتدَّ ساعدهُ رَمَانِي)وعلى قدرِ الحاجة يسيل لسانهُ متوسِّلاً، حتى إذا شَبِعَتْ بطنه وقويت شوكته، طَمَعَ في الذين أطعموه وسمنوه، وَجَوِّعْ كَلْبَكَ يَتْبَعُكَ، وأشبِعُهُ يأكلك. والحرب لا يرغب فيها عاقل، يقول الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى(وَمَا الحَرْبُ إلاّ ما عَلِمْتُمْ وَذُقْتُمُ/ وَمَا هُوَ عَنْهَا بالحَديثِ المُرَجَّمِ/ متى تَبْعَثُوها تَبْعَثُوهَا ذَمِيْمَةً/ وَتَضْرَ إذا ضَرّيْتُمُوها فَتَضْرَمِ/ فَتَعْركُكُمْ عَرْكَ الرِّحَى بِثِفَالِها/ وَتَلْقَحْ كِشَافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِمِ). يقول هارولد بنتر في قصيدة القنابل، ترجمها سـعدي يوسـف (لم يعُد لدينا المزيد من كلماتٍ تُقال/ كلُّ ما تبقّـى، القنابل التي تنفجر خارجةً من رؤوسنا/ كل ما تبقّـى، القنابل التي تمتصُّ ما تبقّـى من دمنا/ كل ما تبقّـى، القنابل التي تصقل جماجمَ الموتى).
تعميم البداية والنهاية في محيط الدائرة، كتعميم مِنْ/ إلى في محيط مقدمات الحرب الأهلية الدائرة، من الحرب الباردة إلى الساخنة، ما الفرق؟ الحرب يصنعها ويتسبب بها، ويعلنها الأغبياء، لكنَّ الحرب تُعقِّلُ المتهورين والحمقى إذا نجوا ورأوا بأمِّ أعينهم حجم الخراب الذي تسببت به كلماتهم الطائشة، في القاعدة رقم 22 يقول صن تزو في كتابه فن الحرب(إذا كانَ غريمكَ سريع الغضب، احرص على مضايقته وإثارة غيظهِ، تظاهر بالضعف حتى يتمادى في غرورهِ)لكن المصيبة أنَّ أحداً لا يتظاهر بالضعف، كلٌّ يفتخر بقوةٍ لا يملكها، وبأعداد كبيرة من الجنود لا يملك أدنى تأكيد أنَّهم لن يفروا إذا بدأت المعركة، القائد المنتصر يبني انتصاره قبل بدء المعركة، يتخوَّف بدءها، يحسبُ لكلِّ شيءٍ حسابهُ، القائد المنهزم يتعجَّلُ بدايتها لا يفكر في نتائجها بقدر ما يتبجَّح ويُهدِّد ويطلق التصريحات النارية، ويطلبُ من قادتهِ جَمعَ المعلومات عن عدوِّهِ المزعوم صديق الأمس في العلانية، فيبثُّ عيونه ليحصل على معلومات مدسوسة تجذبهُ إلى حتفهِ، كحرب دائرة بين مجموعتين أغبياء، كانتا تعيشان بسلامٍ ورفاهية أبطرتهم، يعرفُ كلٌّ منهم الآخر بشكلٍ دقيق، مجموعة تنادي: يا خالد، يخرج خالد ويقتلوه، المجموعة الثانية تنادي: يا سالم. يخرج سالم ويقتلوه، تفطن أحد الأغبياء بعد أنْ قلَّ عددُ مجموعته، قال لمجموعتهِ: عندما ينادون سليم يخرج أمجد، وعندما ينادون خلف يخرج عاصم.
Top