قوات دجلة وبغداد عاصمة ثقافية !
تبدو لعبة السلاح والعسكرة رائقة هذه الايام، تحلو لبطانة السلطة، يدافعون عنها برغبة شديدة وحماس، مع أني تمنيت بعض هذا الحماس ينعكس فعلا لينقذ شوارع بغداد الغارقة من طفح المجاري وانسدادها بسبب فضيحة أمطار امس.. وعودا على ميزانية مشروع بغداد عاصمة للثقافة فإن هذه الميزانية الخجولة لم تكن تكفي بالأساس لإحياء عاصمة ثقافية حقيقية، وكنت كتبت ومعي آخرون، أن المشروع مولود ميت اللهم إلا اذا كانت الثقافة بنظر القائمين عليها (بالمحاصصة) ، جلسات شعر وقصة، من دون أن يلتفت المشروع الى إحياء بنى بغداد الثقافية او إحياء تراثها المنهار وانتشاله مما هو فيه أو بناء صروح ثقافية مفقودة في المدينة.
هذه دولة تفشل حتى الآن في إنقاذ نفسها من نفسها، يقودها حكامها بمزاج سلطة فائر لابمنطق مدروس، أبرز علامات هذا الفشل أن هؤلاء الحكام لايريدون الدخول الى العصر بعين ثاقبة أو رؤية استراتيجية، مع أن كل شيء يدعوهم لذلك، ويقول لهم بس تعالوا، المال والجغرافيا والتنوع البشري والامكانيات، فضلا عن أن العالم المفتوح على مصراعيه نفسه الذي خلق هذه “الدولة”، يقول لهم ذلك، لكن الشيطان الذي يكمن هاهنا ويوسوس في الصدور، قوي، بل صار يتوعدنا جميعنا بمستقبل كئيب، غير ذلك الذي حلمنا به يوما وانتظرناه. مستقبل أكثر سواداً من سواد هذه الايام .
محمد ثامر يوسف
مدير تحرير صحيفة الاتحاد البغدادية