• Sunday, 22 December 2024
logo

قوات دجلة وبغداد عاصمة ثقافية !

قوات دجلة وبغداد عاصمة ثقافية !
في الوقت الذي تنشغل فيه (حسب التصريحات السياسية الاخيرة) وزارة الدفاع بوزيرها، وقائد قواتها المسلحة، بمناقلة حصة كبيرة من تخصيصات مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية العام 2013 الى خزينة الدفاع لشراء أسلحة، يتكفل في نفس الوقت نواب متحمسون من صقور دولة القانون شرح مهمات عسكرية ولوجستية مهمة من “خطوط التماس” المثيرة، تتعلق بطبيعة عمل قوات دجلة، هكذا يتصدى أكثر من قيادي ونائب لتحمل هذه المسؤولية الوطنية كما لو كانوا ضباطا وخبراء، (هذه قوات تنسيقية) الكلام لهم جميعا، يرددونه يوميا بنفس اللهجة والقوة والشبق، بينما يفشل الجميع أيضا في اقناع السامع بطبيعة هذا التنسيق ومع من؟، وكيف؟، أو لماذا هذا التأزيم الآن فوق ماهي الأمور عويصة ومعقدة، ثم لماذا هذه الهرجة الخطيرة التي تشغل البلاد، أو تكاد توصلها الى الهاوية ولمصلحة من؟.

تبدو لعبة السلاح والعسكرة رائقة هذه الايام، تحلو لبطانة السلطة، يدافعون عنها برغبة شديدة وحماس، مع أني تمنيت بعض هذا الحماس ينعكس فعلا لينقذ شوارع بغداد الغارقة من طفح المجاري وانسدادها بسبب فضيحة أمطار امس.. وعودا على ميزانية مشروع بغداد عاصمة للثقافة فإن هذه الميزانية الخجولة لم تكن تكفي بالأساس لإحياء عاصمة ثقافية حقيقية، وكنت كتبت ومعي آخرون، أن المشروع مولود ميت اللهم إلا اذا كانت الثقافة بنظر القائمين عليها (بالمحاصصة) ، جلسات شعر وقصة، من دون أن يلتفت المشروع الى إحياء بنى بغداد الثقافية او إحياء تراثها المنهار وانتشاله مما هو فيه أو بناء صروح ثقافية مفقودة في المدينة.

هذه دولة تفشل حتى الآن في إنقاذ نفسها من نفسها، يقودها حكامها بمزاج سلطة فائر لابمنطق مدروس، أبرز علامات هذا الفشل أن هؤلاء الحكام لايريدون الدخول الى العصر بعين ثاقبة أو رؤية استراتيجية، مع أن كل شيء يدعوهم لذلك، ويقول لهم بس تعالوا، المال والجغرافيا والتنوع البشري والامكانيات، فضلا عن أن العالم المفتوح على مصراعيه نفسه الذي خلق هذه “الدولة”، يقول لهم ذلك، لكن الشيطان الذي يكمن هاهنا ويوسوس في الصدور، قوي، بل صار يتوعدنا جميعنا بمستقبل كئيب، غير ذلك الذي حلمنا به يوما وانتظرناه. مستقبل أكثر سواداً من سواد هذه الايام .



محمد ثامر يوسف

مدير تحرير صحيفة الاتحاد البغدادية
Top