نفط سنجار ... من النعمة الى النقمة..............عزيز الشركاني
وأوضح الخبير النفطي غانم عناز الموصلي في كتابه الموسوم: صناعة النفط والغاز في العراق خلال القرن العشرين، والذي شارك في تأليف بعض الفصول من الكتاب المذكور ، والمنشور من قبل جامعة نوتنكهام اللندنية عن حقل سنجار النفطي : أن"هذا تركيب ضخم يقع غرب مدينة الموصل، وقد جرى حفر بئر واحد في الثمانينات من القرن الماضي وظهر وجود مواد هايدروكاربونية بكميات محددة وجرى التخطيط لحفر آبار أخرى في هذا الحقل الا أن اجتياح العراق للكويت عام 1990 أدى الى تأجيل تطوير هذا الحقل".
وبأستثاء ما ذكره الموصلي في كتابه، بين البعض من الخبراء والباحثين في شؤون الطاقة العراقية أنه : تكاد تكون الثروة النفطية في سنجار هي الوحيدة التي لم تهتم الحكومات العراقية المتعاقبة بأستغلالها وذلك لأسباب سياسية عبر الوقائع التأريخية.
ومن المعروف أن منطقة سنجار منطقة ستراتيجية من الناحية الجيوبولوتيكية، نظرآ لقربها عن الحدود السورية وغالبية سكانها تأريخيأ من الكرد الايزديديين مع أقلية مسلمة كردية، وعربية سنية شيعية، ومسيحيين.
ونظرآ لأهمية النفط السياسية والأقتصادية، سعت الحكومات العراقية منذ بداية تأسيس الدولة العراقية منذ1921، الى عدم استغلال الثروات الطبيعية كالنفط والغاز والمعادن في المناطق ذات الغالبية الكردية لتخوفها من المستقبل، وقد أضرت هذه السياسة الثابتة الى يومنا هذا، بتلك المناطق بالبنى التحتية والبنيوية لمنطقة سنجار وأهاليها خاصة وبالأقتصاد العراقي عامة .
وبناء على هذه السياسة الخاطئة العديمة الجدوى التجأ النظام العفلقي الى تغيير الواقع السكاني لتلك المناطق النفطية وخاصة كركوك، خانقين وسنجار وذلك بأتباعها التهجير القسري لسكانها ضمن عمليات التعريب .
ونظرا لأستكشاف الكميات الهائلة من النفط في سنجار وفي جبل سنجار بالتحديد، اتفقت الحكومة العراقية مع تركيا لمد خط انابيب نقل النفط العراقي الى البحر المتوسط عبر الأراضي التركية الذي سمي فيما بعد بخط جيهان، وكان لابد لهذا الخط أن يمر من منطقة سنجار، لذا بدأت الحكومة العراقية آنذاك حملات عسكرية منظمة وشرسة لتهجير القرى الكردية في المنطقة والواقعة على جانبي خط الأنابيب بأستقدام العشائر العربية من الجزيرة والوسط والجنوب العراقي.
وبقيت تلك السياسة الى هذا اليوم حتى بعد سقوط نظام صدام البعثي التي مارست تلك السياسة بكل شراسة.
فبقيت الثروة النفطية لحد اليوم غير مستغلة وحقولها معطلة وسنجار مدينة بائسة تفتقر الى أبسط الخدمات والمشاريع والبنية التحتية ونسبة الفقر فيها من النسب العالية في عموم العراق .. وهكذا تحول النفط من نعمة الى نقمة لسكان سنجار