ابداء المخاوف حق مشروع وليس تهديداً
* تساءل البعض عن الأسباب الكامنة وراء هذا الرفض، والجواب على هذه التساؤلات هو ان اتخاذ مثل هذه الاجراءات العسكرية في المناطق المتنازع عليها يجب أن يتم بعلم حكومة إقليم كردستان لا أن تنفرد جهة باتخاذ مثل هذا القرار الهام. وعليه لابد ان تحدث مثل هذه الاشياء تجاه حدوث حالات كتلك.
هذا من جهة ومن جهة اخرى فإن المشكلة الرئيسية في هذا الموضوع تكمن في أن تشكيل هذه القيادة ليس من مصلحة العلاقات بين بغداد والاقليم وكذلك ليس من صالح علاقات الكرد وبغداد وبالتأكيد ليس من مصلحة علاقات كركوك وبغداد، ومن هنا تأتي المخاوف مشروعة، حيث يأتي التخوف من أن تصبح هذه القيادة عاملا لاعادة الشعور بالغبن لدى الكرد وتسبب في توتير أوضاع كركوك، لأنه في الحقيقة ينظر المواطنون الى هذه القيادة وقائدها كأنها حاكمية عسكرية عامة يرأسها الحاكم العسكري العام كما كان في سنوات مضت، وفضلاً عن ذلك هناك تخوف من إن تصبح هذه القيادة معرقلة لاداء مؤسسات محافظة كركوك وبذلك يتحقق شعار الشوفينيين الذين يعتقدون بأنه لايجوز للكرد أن يكونوا مشاركين في السلطة في كركوك مع المكونات الاخرى.
* يخشى الكرد أن تسبب هذه القيادة في خلق رد فعل شعبي عنيف وما يخيف أكثر هو أن يسبب في خلق حقد لدى الكرد تجاه الجيش العراقي في العهد الحاضر، لأنه في الحقيقة يحتاج الجيش الى سنوات عديدة حتى يزيل آثار الحقد القديم الذي تولد لدى شعب كردستان في الماضي، لذلك كله على القائد العام وقيادات عمليات الجيش عدم اتخاذ قرار يؤدي الى تحريك ذاكرة الانسان الكردي وتذكيره بالتراجيديا السابقة، لايجوز وضع الجيش العراقي من قبل القائد العام بمثل هذا الشكل في أجواء وبيئات حساسة ليواجه حقد الناس.
* الكرد لايعادون الجيش العراقي بأي شكل من الأشكال ولايقفون ضده، بل إنهم يعارضون اتخاذ مثل هذه القرارات المتخمة بالشبهات والتي من شأنها وضع الجيش في دوامة لايتمناها الجيش ولايريدها، الكرد لايعادون الجيش العراقي ولكنهم يرفضون القرارات التي تتخذها دائرة ضيقة من مستشاري القائد العام، اجل أنهم يفقون ضد مثل هذه القرارات التي تسبب في خلق حدة التوتر وقلب الأوضاع الى حالات غير مرغوب فيها وبالتالي تؤدي الى عدم الثقة وعدم خلق الاطمئنان لدى المواطنين تجاه قرارات القائد العام.
* نستنتج من كل ما ذكرناه أن إبداء المخاوف من قبل شعب كردستان هو حق مشروع ولايمكن اعتباره تهديداً، لذلك يستوجب على المعلقين أو المتحدثين لصالح تشكيل قيادة عمليات دجلة أن يتأكدوا من صحة مايقولونه وان ينظروا الى المصلحة العامة قبل اي اعتبار آخر.
مصطفى صالح كريم
نائب رئيس تحرير صحيفة الاتحاد البغدادية