• Sunday, 22 December 2024
logo

أميركا تنتخب رئيسها.. ونحن نراهن

أميركا تنتخب رئيسها.. ونحن نراهن
مع اقتراب اللحظة الحاسمة لاختيار الشعب الاميركي رئيسه العالق بين اوباما «رجل السلام» ورومني «رجل الحرب»، امام ترقب للعالم ومراهنة على الفائز، فإما اختيار الدخول في حرب كبرى مستعرة في الشرق الاوسط، كما فعلها الجمهوريون سابقا (بوش) وأخذوا العالم الى فوضى الارهاب، ويلجأون الى حماية سفاراتهم ورعاياهم في العالم الاسلامي، في حال وجه رومني ضربة صاعقة لايران، تنفيذا لوعوده لاسرائيل، غير آبه بمصالح اميركا وقواتها المنتشرة في ارجاء المنطقة، وما قد يعرضها لردات فعل تفجيرية انتحارية وصواريخ دفاعية ايرانية قد تطول آبار النفط الخليجية! عدا تأجج الصراع في المنطقة مع روسيا والصين اللتين تحميان حلفاءهما، ان وجه ضربة عسكرية لحل الازمة في سوريا، كما وعد رومني في حال فوزه، وإما اختيار اوباما الذي يحاول حلها بكسب الوقت لاضعاف النظام وانهياره امام ضربات المعارضة القاصمة، مما يسهل وضع تسوية بحل سريع للانتقال لحكومة وطنية، وبعدها الانتقال الى مرحلة انتخابية تحدد نهج الدولة والحكومة تأمينا لمطالب الشعب السوري!

فهل يختار الشعب الاميركي اوباما الناجح بسياسته الخارجية في تدوير الازمات وتحويلها لمراحل تدريجية تعتمد التوازن في حل كل منها على حدة، باستيعابه لمطالب الشعوب العربية المطالبة بحقوقها المشروعة من ناحية، وزيادة العقوبات الاقتصادية والمالية والتجارية والعسكرية على ايران، كمرحلة اخيرة قبل لجوئه الى الحل العسكري، حيث بدأت اثار العقوبات تعطي نتائجها بزعزعة اركان النظام الحاكم امام انهيار الشعب الاقتصادي بضغطه على حكومته؟ فأوباما يعمل على عامل الوقت لنجاح خطته التي تقلق منها اسرائيل، خوفا من استغلال ايران لها، لانتاج سلاحها النووي الذي تراه مدمرا لها، فتضغط على حلفائها الجمهوريين لعرقلة اي مساع سلمية في المنطقة قد تهدد مصالحها!

وبالتالي امام الفائز برئاسة اميركا تحديات جسيمة في الشرق الاوسط اولها، النظر في تحول الانظمة الدكتاتورية الى انظمة ثيوقراطية بدل الديموقراطية، مما يهدد مصالحها في الشرق الاوسط، او يجعل الساحل المتوسطي منطقة «بلقانية» اخرى قد تمتد الى الخليج العربي. وتبدل مواقف رومني من مناظرة لاخرى قد تجعل اميركا والمنطقة في حالة مأساوية لا تحسد عليها لسيطرة اللوبي اليهودي على قراراته، وترديده لشعارات رنانة تدعو الى الحرب قد تهدد سياسة اميركا الخارجية وتعيد الى العالم الصراع التنافسي العسكري مع روسيا والصين، والذي قد قطع اوباما مرحلة كبيرة بإعادة العلاقات الى تنافسية وليست عدائية بعد توقيعه اتفاقية «ستارت 2» مع روسيا، عدا الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع روسيا والصين، التي قد يهددها تعنت رومني باتهامه سياسة اوباما بالانفتاح الاقتصادي مع الصين الذي انقذ اقتصاد اميركا مرات عدة من الانهيار، مع عمل اوباما على الحد من تنامي الدين العام بمرحلة قصيرة، وتحسين الوضع الصحي للشعب الاميركي بقانون جديد ادى الى تسوية مع الكونغرس الاميركي رغم جهود الجمهوريين بعرقلة اي نجاح سياسي واقتصادي وعسكري لاوباما في الخارج والداخل!

ورغم ان الانتخابات الاميركية تتمتع بالديموقراطية! لكنها يشوبها خلل فاضح، وهو عند حصول المرشح على اغلبية اصوات تحقق فوزه بأي ولاية، يمكن ان تغيرها اللجان المقترعة، بولاية اخرى ولو بنسبة اقل من %2 (آل غور - بوش)، مما يهدد فوز اوباما بولاية ثانية، ان تكاتف اللوبي اليهودي على اسقاطه لتوجيه دفة الحرب لمصلحته! اذاً، على الشعب الاميركي ان يجمع على انتخاب اوباما بنسبة %60 وما فوق، حتى لا يتفاقم عدد جنودهم من 6500 في افغانستان الى عشرات الآلاف يقضون اثر حرب اسرائيلية مفتعلة ومدمرة للجميع.

منقول عن "القبس" الكويتية
Top