• Sunday, 25 August 2024
logo

لدور الكردي الايجابي في حل الازمة العراقية

لدور الكردي الايجابي في حل الازمة العراقية
عبد الهادي مهدي*

بعد ان القت الازمة السياسية بظلالها على المشهد العراقي، والاحباط الذي اصاب المواطن العراقي نتيجة عدم وصول الكيانات الى اي تفاهم يساهم في حلحلة العقد الخلافية فيما بينها الا ان التفاؤل لم يغب عن المواطن العراقي بعد عودة الرئيس جلال طالباني من رحلته العلاجية كونه راعي الاجتماع الوطني المرتقب، وقدرته على تضييق فجوة الخلافات بين الكيانات وكما كان في كل محاولاته، وسط هذه الاجواء التفاؤلية التي نتجت عن التصريحات والهدوء السائد، جاءت زيارة الوفد الكردستاني بشقيه السياسي والحكومي الى بغداد لتفتح آفاقا جديدة في مسار العملية السياسية وامكانية الوصول الى نتائج تساهم في انهاء الازمة.

الوفد الكردستاني كان يحمل رسالة واضحة في اجندته مفادها ان حضور الوفد جاء لحل الازمة العراقية وعدم حصر الزيارة في نطاقها الضيق لحل المشاكل التي تعترض العلاقة بين الاقليم والحكومة الاتحادية انطلاقا وايمانا من القيادة الكردية ان الازمة الحالية عراقية ولابد من ايجاد حلول عراقية لجميع النقاط الخلافية، هذه الرؤية كان لها صداها عند جميع الكيانات لانها تنم عن المسؤولية الوطنية، ومن ثم يفتح الابواب امام الكيانات الاخرى لبلورة وانضاج مقترحاتها ومطالبها بغية عرضها في الاجتماع الوطني وبرعاية الرئيس مام جلال.

التعامل مع الازمة العراقية الحالية وبتلك الروحية التي بدأ بها الوفد الكردستاني مباحثاته في بغداد فان الوصول الى نتائج ايجابية لحلحلتها تكون متوفرة ولكن ضمن اعتماد ما تم اعتماده في لقاءات الوفد الكردستاني، مثل الحوار واستمراره والدستور مرجعية سياسية والالتزام بالاتفاقيات المبرمة وعدم التصعيد الاعلامي، من اجل خلق ارضية مناسبة لعقد الاجتماع الوطني، هناك افاق جديدة جاءت نتيجة الحوار ومن هنا لايمكن الركون الى من يقول انها الفرصة الاخيرة، السياسة فيها مفاجآت اللحظة الاخيرة، هذا من جانب ومن جانب اخر طالما هناك رغبة في الحوار ونية صادقة فان الفرص تبقى مؤاتية في كل لحظة، والازمة الحالية طال امدها كثيرا، وملفاتها اصبحت متشابكة وغير محصورة في جانب واحد، يعني ان المشاكل لايمكن حلها خلال جلسة حوار واحدة، اذ لابد ان تكون هناك فترة زمنية لترجمة ما تم الاتفاق عليه الى نتائج ملموسة على ارض الواقع، وما يميز الاجتماعات الاخيرة وحسب تصريحات الوفد الكردستاني والتحالف الوطني انها كانت بدون مجاملات سياسية بل الرغبة الحقيقية المشتركة لحل الخلافات.

زيارة الوفد الكردستاني يجب استغلال ايجابياتها من قبل الكتل الاخرى لاجراء حوارات معمقة وانهاء الخلافات التي يمكن انهاؤها، كي تبقى ملفات ممكن معالجتها خلال الاجتماع الوطني، لان اي اتفاق بين الكيانات الاخرى يساهم بلاشك في التسريع لعقد الاجتماع الوطني. الوفد الكردستاني وكون الكرد احد الاركان المهمة في العراق يحاولون استغلال هذا الثقل وهذا الدور لحل الازمة العراقية من خلال علاقاتهم التاريخية مع مختلف الكيانات والمساهمة الفاعلة في بناء العراق االديمقراطي الاتحادي.

*نائب رئيس تحرير صحيفة "الاتحاد" البغدادية
Top