• Monday, 17 June 2024
logo

الكرد والعرب والاستعمار

الكرد والعرب والاستعمار
لا احد من المتابعين للقضية الكردية وللتأريخ الكردي يمكنه ان ينفي الخصائص القومية والتأريخية للشعب الكردي والتى تميزها عن العرب وغيرهم من الاقوام الاخرى في المنطقة ، هذا لا يعني قط عدم وجود قواسم مشتركة بين الشعبين الكردي و العربي في العراق ، ولعل القاسم الاول والرئيسي بين العراقيين هو الانتماء الى الدين الاسلامي الحنيف ، فالشعب الكردي اعتنق اللاسلام وشارك من خلال علمائه في بناء الحضارة الاسلامية العربية ، ودافع عن الاسلام من خلال قادته العظام ، وللمثال لا الحصر اذكر القائد الكردي صلاح الدين الآيوبي الذى دحر الصليبيين على ابواب القدس ووحد الآمة الاسلامية . وللمثال لا الحصر ايضاً اقول : في هذا العصر نتذكر جميعاً كيف ان القوميين والاسلاميين العرب سارعوا الى تأييد كوسوفو المسلمة في استقلالها لكنهم ومع الاسف اعتبروا ويعتبرون حق الشعب الكردي المسلم في كردستان ، الملحقة وفقاً لسياسات الاحلاف والمحاور الاستعمارية بالعراق الحالي ، يعتبرون حق هذا الشعب في التمتع بالفدرالية ومطالبته بحقه في الميزانية العراقية وكأنها هبة يمنحها المركز لكردستان.... اذن اذا كان التمتع بلاستقلال حق مشروع لكل الشعوب الاسلامية ، العربية وغير العربية ، فلماذا كل هذه الحساسية المفرطة تجاه حق الشعب الكردي ، لافي التمتع بالاستقلال بل حتى التمتع بالحد الادنى من الحقوق داخل العراق اي الفدرالية ؟ اي نظام سماوي ياترى يجير هذه المعادلة السخيفة (حرمان شعب من حقوقه القومية والسياسية ومنح شعوب اخرى كل الحقوق والحريات)؟ ان هذه المعادلة يرفضها وبالتأكيد كل دعاة الحق والمساواة وكل من ينوى الدخول الى حظيرة المجتمعات المتحضرة . انا اود ان ادعو كل الاخوة العرب من الذين يقيمون الاستحقاق الكردي في العراق تقييماً ضبابياً ان يمعنوا قليلاً في التأريخ السياسي للشرق الاوسط وخصوصاً الحقبة التي اعقبت الحرب العالمية الآولى ويقفوا عند حقائقها وتفاصيل احداثها ... ان على السياسيين المنصفين على امتداد الساحة السياسية العراقية والعربية ان لايمروا مر الكرام على تأريخ هذه الحقبة المليئة بالدسائس والمؤمرات ويقيموا الاحداث تقيماً واقعياً ينسجم مع قيم الحق والعدالة الاجتماعية وكيف ان الدول الكبرى التي الحقت الهزيمة بالنازية الالمانية قامت ووفقاً لمصالحها السياسية ولاقتصادية بتقسيم تركة الدولة العثمانية فيما بينها وكيف ان الدول تلك اسست لبعض الشعوب دويلات ودول واعترفت بأستقلالها وخصوصاً في المنطقة العربية ، فالاستعمار البريطاني الذي ضيع حق احد اهم شعوب المنطقة (الشعب الكردي) في اطار مصالحها وسياستها ، هذا الاستعمار اسس العديد من الدول والمحميات للشعب العربي وساعده اقتصادياً وسياسياً ، مع كل هذه الحقائق التأريخية الساطعة لازال هناك الكثير من الاوساط العربية الرسمية وغير الرسمية تتهم الشعب الكردي والقيادات السياسية الكردية بالعمالة للاستعمار وينسون ان معظم القيادات السياسية العربية ومعظم الدول العربية لم تكن لتتمتع بأستقلالها لولا هذا (الاستعمار) الذي ضيع حق الكرد واسس للآخرين دولاً وساهم في اعمارها ، اذن كيف يكون الشعب الكردي ياسادة عميلاً لهذا الاستعمار الذي قبر كل احلامه القومية وقطع جسد كردستان واهداها

للآخرين ؟ سؤال اطرحه على الآخوة المنصفين من العرب فقط ، وهم ليسوا بقليلين والحمد لله عسى ان القى اذاناً صاغية ........
Top