• Sunday, 22 December 2024
logo

عبد الكريم قاسم المالكي

عبد الكريم قاسم المالكي
تعمدت الأخوة العربية الكوردية بدم وثقته أهازيج ثورة العشرين" ثلثين الجنة لهادينا وثلث الجنة لأحمد وكراده"، والمقصود الشيخ محمود الحفيد ملك الكورد الذي قاتل منتصراً لثورة العشرين، ومن قبلها فأن هذا البطل الكوردي قاتل مع القبائل العربية في معركة الشعيبة ( أطراف البصرة) ضد القوات البريطانية في الحرب العالمية الأولى.
وكان المرحوم عبد السلام الأخ الأكبر للزعيم المرحوم مصطفى بارزاني يقود حركة سياسية مسلحة، وهو ضابط، من اجل الحقوق القومية للشعب الكوردي، وهو نضال لا يمكن عزله عن التأثير على الوعي بين العراقيين فيما بعد بشأن الدستور والحريات والحقوق.
وكان للنضال الكوردي من اجل الحقوق القومية تأثيره الكبير على إدارة الصراع ضد التسلط، فشعار ثورة ايلول 61ً: "الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان". ومع أن لقيادات كوردية، ضمنها السيد مسعود بارزاني، وجهة نظر في توقيت ثورة 1961، صارت كوردستان ملاذ المعارضين العراقيين، ولا اظن بعض المسؤولين ينسون ما قدمته لهم كوردستان من بيت وفرص تحصيل علمي عالٍ، لكن المؤسف أن بعض السياسيين المستجدين يتمادون في التجاذب والتحريض ضد الإقليم، برغم كل الجهود الجادة التي يقودها الرئيس السيد جلال طالباني للخروج من الأزمة الراهنة.
وبادرت قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني، بدعم من كل قيادة التحالف الكوردستاني وبقية القوى الكوردستانية، إلى دعوة نخبة من علماء السياسية والعلاقات وخبراء الإعلام إلى لقاءات حوارية متناهية الصراحة، بشأن تقييم مسيرة جمهورية العراق "الخامسة"(تعبيري الشخصي) بكل إيجابياتها وسلبياتها، فكان الحديث مكثف يشخص أسباب أزمة النظام عموماً، والتشنج بين الحكومة الاتحادية والإقليم. ولم ينف أي متحدث كوردي، سواء من التحالف الكوردستاني أو كوران المعارضة، وجود سلبيات في نهج الإقليم، لكن الكورد الذين ذبحوا في معارك كثيرة بعد قيام عراق 1920، وتفاقم الذبح بعد وفاة فيصل الأول، حتى كانت الإبادة الجمعية في مجازر مخزية: الأنفال المتعددة وحلبجة وغيرهما كثر، يقلقهم وجود قتلة في مواقع حساسة، خصوصاً العسكرية. ويقلقهم التصعيد الذي يدفع هولاء له تحت ستار سلطة الدولة والحفاظ على السيادة، ومنع "قوة الإقليم على حساب بغداد"، فالكورد يريدون البصرة وذي قار وميسان والأنبار وديالى والموصل كلها قوية، وليس القوة لسلطة مركزية متعارضة مع الدستور.
وقد همس لي العديد من الأخوة الكورد الذين خبرت شخصياً والعراقيون حرصهم على العراق "لا نريد تكرار تجربة المرحوم عبد الكريم قاسم البكري، الذي استدرج إلى نزاع عسكري مع الشعب الكوردي، ليقوموا بتصفيته وإسقاط الجمهورية العراقية الأولى لحساب جمهورية رعب ودماء 8 شباط."
التحدي الكبير أن يتمسك المسؤولون بيمينهم الدستوري وينطلقوا من حقيقة أن استهداف كوردستان يعني منزلق ذبح الدولة الديمقراطية الاتحادية وتدمير العراق كله وحرق فرص التقدم والرخاء.
Top