• Sunday, 22 December 2024
logo

بغداد مزبلة..... خضر دوملي

بغداد مزبلة..... خضر دوملي
بغداد مزبلة، هكذا قالها ببساطة، القول هذا لم يأتي من صحفي ولا من سياسي، لا من مدير بلدية ولا من ناشط مدني او وزير منشغل بأمور أهله وأصحابه وأقربائه، ليس من قبل محلل سياسي او عسكري او امني، بغداد مزبلة هكذا قالها بعفوية ودون ان يعرف بالضبط ، وقد يكون يعرف بالضبط ماذا تعني له مزبلة بالنسبة لطفل،،،، لقد خرجت من فم طفل في الثانية عشرة من عمره.

بغداد مزبلة ،،،، جاء كجواب على سؤال وجه لطفل قادم من بغداد الى دهوك وبعد ان انعم بالراحة والهدوء والامان لثلاثة ايام وشاهد بساطة الحياة في مجمع سكني بعيد عن مركز المدينة لم يكن يتصور الطفل ولم نكن نتصور نحن من رافقناه ان نتلقى هكذا جواب.
مجموعة اصدقاء سبق لنا ان عرفنا بغداد وعشنا فيها سنوات، وقضينا فيها الاوقات الحلوة والمرة، ولكن لم نكن نتصور ان يأتينا طفل ليقول لنا بغداد مزبلة، كان الكلام بالنسبة لي اكثر من صدمة، الطفل هذا لايشعر بالراحة في منزله،،، اذ تبين ذلك من قولته تلك ،،،،" الزبالة بكل مكان !" هكذا اضاف الى قولته تلك.
بغداد مزبلة فعند السؤال منه لماذا مزبلة قال " يمعود الزبالة بكل مكان، و الانفجارات يومية، و الازدحام و ما كوشي حلو بيها " وهل يتعض أحد بهذه الاجابة البريئة التي قالها طفل لايعرف السياسة، ولايعرف امانة بغداد، لايعرف سامي العسكري و لا المتحدث باسم رئيس الوزراء، لايعرف وزير الخدمات ولا وزير الداخلية او الامن الوطني و البلديات؟؟؟؟؟؟؟.
بغداد مزبلة وكان مصرا على جوابه ،،،، اذ بعدما بادره احد اصدقائنا ( ليش بغداد حلوة ليش تكول هيجي ؟) كانت اجابة الطفل حاسمة "يمعود شنو الحلو بيها ".
بين قولة هذا الطفل و بين تقولات السياسيين، لأنها لاتصلح ان نطلق عليها مقولات، لأنها اكبر منها، فالتقولات كافية ووافية لتصريحات الساسة لدينا تضيع بغداد من حاضرها و تنسى ماضيها،،، والد الطفل قال لنا" لاتتصوروا اذا جئتم بغداد ان تلقوها كما كانت ايام زمان، لا تتصوروا ان تروا في وجه الناس الفرحة التي يردها هذا الطفل، ان تروا بغداد الجميلة النظيفة، بغداد الان غير بغداد التي عرفتموها، انها أشبه بمدينة ميتة تحي بصعوبة، مدينة لايوجد فيها ما يشجع ان نطلق عليها بغداد ،،، التي كانت ،،، بغداد لم تعد بغداد بسيطرة اصحاب العقول المغلقة و الافكار الهدامة الذين يريدون صناعة بغداد مظلمة ليس ألا".
يؤسف اي المرء ان يقول هذا الكلام، ويؤسف ان تكون عاصمة العراق الاتحادي بهذه الوضعية، فالامر لم يأتي من استطلاع للرأي ولا من تقييم وزراء الحكومة بل انها جاءت من عفوية طفل ووالده الذين جاءوا دهوك لأيام كي ينعموا بالراحة والامان التي لايشعرون انها موجودة في اي زاوية من زوايا بغداد .
يؤسف ان تكون حال بغداد هكذا و ميزانية الدولة العراقية أعلى واكبر ميزانية ولم تستعيد بغداد حتى الحال التي كانت عليها قبل 2003 ، في وقت كان يجب ان تكون بغداد الان ابهى عواصم العالم،،، وكان لابد للاطفال ان يقولو تعالوا بغداد أنها جميلة آمنة تنتظركم ،،،، وليس ان يقولوا بغداد مززززززبلة.
Top