الأزمات انعكاس للاحتقان السياسي!!
_pukmedia
الاجازة التي يتمتع بها حاليا مجلس النواب واعضاؤه لا اعتراض عليها كونها موافقة للدستور والنظام الداخلي للمجلس ،ولكن هناك الاهم والمهم لابد من اخذها بالاعتبار وحسب الظروف الاستثنائية التي تمر بالبلاد وانعقاده بات اليوم ضروريا اكثر من اي وقت مضى وعلى وجه السرعة لان الوقت يمر والازمات في البلاد تتفاقم ،وكما هو معلن ان الساحة العراقية تشهد الكثير خلال هذه المدة الحرجة، الانسحاب الامريكي وتداعياته ياتي في الاولوية ولابد من مواجهة كل الاحتمالات التي من الممكن حدوثها ،الانقلاب على العملية السياسية من قبل البعث والاجراءات الاستباقية التي اتخذتها الحكومة من حيث الاعتقالات للمشتبه بهم، وتفعيل مسألة الاجتثاث وشمول اعداد كبيرة بها، بالاضافة الى اقدام المحافظات على المطالبة باعلان الاقاليم، هذا ماهو معلن حاليا ولايعلم احد ما تحملها الايام من المفاجآت، ادى ذلك الى تباين في الاراء بخصوص هذه الاحداث من قبل البعض وهذه ردود الافعال اتخذت اشكالا معينة البعض منها تحمل في طياتها تهديدا للحكومة الاتحادية حال استمرارها في اتخاذ الاجراءات ضد البعث وتؤكد الحكومة انها اجراءات تأتي في السياق القانوني حفاظا على امن العراق والعراقيين، وهناك تهديدات بحرمان العاصمة من الوقود والكهرباء وكأن البلد دخلت حرب مع دول اخرى، وحسب المعطيات والتصريحات العلنية التي سبقت هذه الاحداث يفترض ان تكون هذه الاحداث على الساحة العراقية سببا لوحدة الموقف الوطني لمواجهة التحديات ولكن الامور جاءت على عكس ما هو في الواقع واصبحت من العوامل التي تزيد من التباعد بين الكتل والكيانات واصبح معها نقاط الاختلاف اكثر من نقاط الالتقاء ،ومعها ستصبح الساحة مفتوحة على كل الاحتمالات والتي بداياتها بانت واضحة وختامها غير واضحة الملامح ،السائد الان هي صراعات سياسية، ولكن الخشية ان تنعكس هذه الصراعات على الملف الامني الذي مازال يعاني قليلا من الخروقات هنا وهناك ،لايوجد حاليا اي سقف يجمع بين الكيانات المختلفة فيما بينها سوى قبة مجلس النواب لوضع النقاط على الحروف وبما لايقبل الشك ان الاحتقان السياسي الحالي سيؤدي الى خلق ازمات جديدة اضافة الى الازمات الموجودة منذ مدة ليست بالقصيرة وتعد حجر العثرة في التقارب بين المختلفين، القلق والخوف من المجهول نتيجة عدم استقرار الاوضاع السياسية يؤرق العراقيين جميعا لعدم وجود اي امل في الافق في القريب العاجل لحلحلة العقد الخلافية، والتقارب وايجاد حلول للمشكلات العالقة تتحمل مسؤوليتها الكيانات وعكس ذلك فانها تتحمل ايضا مسؤولية اي تداعيات مستقبلية والنتائج المترتبة على ذلك.