• Sunday, 16 March 2025
logo

دبلوماسية دونالد ترامب: رحلة بومبيو الوداعية إلى الشرق الأوسط مثال عليها

دبلوماسية دونالد ترامب: رحلة بومبيو الوداعية إلى الشرق الأوسط مثال عليها
في الأيام الأخيرة لرئاسة دونالد ترامب، كان أحد أكثر مساعديه ولاء مصمماع على ترك بصمته على التاريخ من خلال زيارة أخيرة له كوزير خارجية أو كما يطلق عليها "أغنية البجعة" (وهي عبارة تطلق على أي عمل أخير قبل التقاعد أو الموت).

فقد أصبح مايك بومبيو أول وزير خارجية أمريكي يزور مستوطنة يهودية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل ليضع بصمته فعليا على سياسة إدارة ترامب التي تبنت الرؤية التوسعية لليمين الإسرائيلي. وكان بومبيو قد وضع بالفعل بصمته العام الماضي عندما ألغى رأياً قانونيا لوزارة الخارجية الأمريكية يقول إن المستوطنات "تتعارض" مع القانون الدولي.

وكان حاضرا أيضا في القدس عندما أعلن الرئيس ترامب أن الولايات المتحدة ستعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة والتي كانت محطة أخرى في برنامج زيارة وزير الخارجية الأمريكي هذا الأسبوع.

وكانت إسرائيل قد استولت على الضفة الغربية ومرتفعات الجولان أثناء حربها مع العرب عام 1967. وفي العقود التي تلت ذلك، كان مصير المنطقتين محور مفاوضات سلام فاشلة سواء مع الفلسطينيين فيما يخص الضفة الغربية أو مع السوريين فيما يخص الجولان.بدت زيارة بومبيو بمثابة جولة انتصار تسلط الضوء على التحولات التي أنجزتها سياسية ترامب.لكن كان يُنظر إليها أيضا على نطاق واسع على أنها تمثل مناسبةلإلتقاط الصور التي لها مكانة خاصة لدى الكنيسة الإنجيلية الموالية للجمهوريين، في حال قرر بومبيو الترشح للرئاسة في عام 2024.

وقدمت تلك الزيارة خلفية للإعلان عن مبادئ توجيهية جديدة لوصف منتجات المستوطنات بأنها "صنع في إسرائيل" بدلاً من "صنع في الضفة الغربية".

وتعد هذه الخطوة بمثابة اعتراف أمريكي ضمني بـ "الضم الإسرائيلي الفعلي" لجزء كبير من الضفة الغربية، بحسب الصحفي الإسرائيلي البارز باراك رافيد. كما خلقت عقبة أخرى أمام الرئيس المنتخب جو بايدن إذا قرر التراجع عن السياسة التي ينتهجها ترامب إزاء الاستيطان.تظاهر فلسطينيون بالقرب من مستوطنة بسجوت يوم الأربعاء احتجاجا على الزيارة

لقد أشار بايدن بالفعل إلى أنه سيعود إلى الموقف الأمريكي الذي استمر فترة طويلة والقائم على معاملة الضفة الغربية ومرتفعات الجولان كأراض محتلة، لكن ليس من الواضح كيف سيواجه بشكل مباشر إرث ترامب وبومبيو. وأشار مساعدوه إلى أنه ليست لديه خطة طموحة لاطلاق مفاوضات سلام بين الإسرائيليين الفلسطينيين.

ومن المحتمل أن يكون بايدن أكثر نشاطا في إصلاح العلاقات الدبلوماسية مع الفلسطينيين، التي انهارت في عهد الرئيس ترامب، وإعادة أموال المساعدات الإنسانية التي قطعها ترامب عنهم.

لكن بايدن ديمقراطي تقليدي مؤيد لإسرائيل ولن يبدأ في فتح آفاق جديدة، وهو لا يعتقد أن المساعدة الأمريكية لإسرائيل يجب أن تكون مشروطة كما يطالب الجناح اليساري في الحزب. كما أنه لا يعتزم التراجع عن قرار ترامب المثير للجدل بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.وتدور المعركة السياسية الأكبر في الشرق الأوسط حول إيران. وقد قال بايدن إنه يريد العودة إلى الاتفاق النووي الذي تخلى عنه الرئيس ترامب، طالما عادت إيران إلى الامتثال.

ويعد ذلك انقلابا على سياسة "أقصى درجات الضغط" التي ينتهجها ترامب والمتمثلة في الضغط على طهران بعقوبات ساحقة بهدف إجبار إيران على قبول اتفاقية أوسع لتقليص برنامجها الصاروخي وتدخلاتها الإقليمية، وهي السياسة التي تدعمها كل من إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وفي الأسابيع المتبقية قبل التنصيب، بدأت إدارة ترامب في فرض عقوبات جديدة من شأنها أن تجعل من الصعب على الرئيس المنتخب بايدن إحياء الاتفاق النووي.








بي بي سي
Top