• Thursday, 25 July 2024
logo

كشف انتهاكات سرية لحقوق الإنسان في "الحرب على الإرهاب" بباكستان

كشف انتهاكات سرية لحقوق الإنسان في
قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص في معركة باكستان الطويلة مع مسلحين كجزء من "الحرب على الإرهاب" في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة.

وتظهر حاليا أدلة على حدوث عمليات قتل وتعذيب من جانب جنود ومتمردين. واستطاعت بي بي سي التواصل مع بعض الضحايا في فرصة نادرة.

في أوائل عام 2014، هللت شبكات الأخبار التليفزيونية بالانتصار الكبير في الحرب على حركة طالبان الباكستانية، عندما قُتل أحد أبرز قادة الحركة في غارة جوية ليلية.

وأفادت تقارير وقتها بأن عدنان رشيد ونحو خمسة من أفراد أسرته قد لقوا حتفهم في الغارات التي استهدفت منطقة وزيرستان الشمالية القبلية، الواقعة على مقربة من الحدود الأفغانية.

كان رشيد، وهو فني سابق في سلاح الجو الباكستاني، شخصية معروفة. وكان قد كتب رسالة استثنائية إلى ملالا يوسفزاي، التلميذة والناشطة التي أطلق مسلحو طالبان الرصاص على رأسها في عام 2012، في محاولة لتبرير سبب ما حدث، كما سُجن لاتهامه بمحاولته اغتيال الرئيس السابق برويز مشرف، لكنه تمكن من الهرب.ويبدو الآن أن حظوظه قد نفدت.

وأفادت القنوات الإخبارية في 22 يناير/كانون الثاني عام 2014 ، نقلا عن مسؤولين أمنيين، أن مخبأ عدنان رشيد كان مستهدفا قبل ليلتين في منطقة حمزوني.

واستطاع الجيش الباكستاني السيطرة على وزيرستان وأجزاء أخرى من المنطقة القبلية الجبلية الشاسعة وإغلاقها منذ الغزو الأمريكي لأفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول، والتي شهدت فرار مقاتلي طالبان والجهاديين من تنظيم القاعدة وغيرهم من المتشددين عبر الحدود التي يسهل اختراقها.

لا يمكن دخول غرباء، بمن فيهم الصحفيون، إلى المنطقة. لذا يصعب للغاية التحقق من مزاعم قوات الأمن. كما أن أولئك الذين يتحدثون عن قصصهم من وزيرستان عن الجيش، يواجهون عقوبات.واتضح بعد مرور عام أن الطائرات ضربت هدفا خطأ. وأكد رشيد هذا عندما ظهر في شريط فيديو يثبت أنه على قيد الحياة.

وبدلا من التخلص من متشدد بارز، قتل الجيش الباكستاني بالفعل عائلة رجل محلي بعد تفجير منزله.

ولم تعترف السلطات على الإطلاق بأنها ارتكبت خطأ. وسافرت بي بي سي إلى بلدة ديرا إسماعيل خان، وهي بلدة تقع على ضفاف نهر السند، وتعد البوابة إلى المناطق القبلية النائية والمحرمة، للقاء الرجل الذي أصيب منزله.

ويتذكر نذير الله، الذي كان في العشرين من عمره في ذلك الوقت، قائلا : "كانت الساعة 11 مساء أو نحو ذلك". كان نذير الله حديث الزواج وحصل هو وزوجته على امتياز نادر تمثل في غرفة يعيشان فيها، في حين تنام بقية أفراد الأسرة الكبيرة في غرفة أخرى في منزلهم في قرية خاتاي كالاي.

وأضاف: "كان الأمر كما لو كان المنزل قد انفجر. استيقظت أنا وزوجتي من نومنا. كانت هناك رائحة بارود قوية في الهواء. هرعنا إلى الباب وخرجنا، لنكتشف أن سقف غرفتنا بأكمله قد انهار بالفعل، باستثناء زاوية كان فيها سريرنا ".كما انهار سقف الغرفة الثانية، واندلع حريق في المجمع السكني، وسمع نذير الله صرخات من تحت الأنقاض، وحاول مع زوجته بجد مساعدة كل من يمكن رؤيتهم في وهج النار.

وساعدهما الجيران أيضا في انتشال الجرحى والقتلى.

توفي أربعة من عائلة نذير الله، بينهم فتاة في الثالثة من عمرها. ونجت ابنة أخته سمية، التي قُتلت والدتها. كانت سمية تبلغ من العمر عاما واحدا فقط، وأصيبت بكسر في عظمة الورك، وتم إنقاذ أربعة آخرين من العائلة من تحت الأنقاض، عانوا جميعا من كسور وإصابات أخرى.

عادت عائلة نذير الله إلى بلدة ديرا إسماعيل خان، بعد أن أصبحت الحياة أكثر هدوءا.

اضطروا، مثل كثيرين آخرين في هذه المنطقة في باكستان، إلى التنقل عدة مرات هربا من التمرد الذي اندلع في المناطق القبلية منذ نحو عقدين.

وتقول السلطات ومجموعات الأبحاث المستقلة، إن العنف المسلح منذ عام 2002 أجبر ما يزيد على خمسة ملايين شخص في شمال غرب باكستان على مغادرة منازلهم بحثا عن ملجأ، إما في مخيمات اللاجئين التي تديرها الحكومة أو منازل مستأجرة في المناطق التي تتسم بالسلمية.

ولا توجد أرقام رسمية تشير إلى إجمالي عدد القتلى في هذه الحرب. لكن تقديرات الأكاديميين والسلطات المحلية والناشطين قدرت عدد المدنيين والمقاتلين وقوات الأمن الذين قتلوا بأكثر من 50 ألفا.

ويقول نشطاء حقوقيون محليون إن عشرات المدنيين قُتلوا في حملات جوية متتالية وعمليات برية نفذها الجيش، كما جمعوا الأدلة المصورة بالفيديو والأدلة الموثقة التي تدعم مزاعمهم.

وينتمي هؤلاء النشطاء إلى حملة حقوق جديدة بارزة تعرف باسم حركة "حماية البشتون" التي ظهرت في أوائل العام الماضي، ومنذ ذلك الحين وهي تعلن عن انتهاكات حقوقية مزعومة في المنطقة القبلية كان يخشى الضحايا سابقا الإبلاغ عنها.وقال منصور بشتين، قيادي بارز في الحركة : "تطلب الأمر منا نحو 15 عاما من المعاناة والإذلال حتى استجمعنا الشجاعة للتحدث، ونشر الوعي بشأن كيفية سحق الجيش حقوقنا الدستورية عن طريق العمل المباشر وسياسة دعم المتشددين".

بيد أن الحركة تقع تحت ضغوط، وتقول إن 13 من نشطائها قُتلوا في 26 مايو/أيار، عندما فتح الجيش النار على مجموعة كبيرة من المتظاهرين في وزيرستان الشمالية.

وقال الجيش إن ثلاثة نشطاء على الأقل قُتلوا بالرصاص بعد تعرض نقطة تفتيش عسكرية لهجوم. وتنفي الحركة هذا الزعم وتقول إن اثنين من قادتها اعتقلا، وهما نائبان في البرلمان.

وحددت حركة "حماية البشتون" عددا من الحالات. وحاولت بي بي سي التحقق منها بشكل مستقل. ورفض متحدث عسكري باكستاني الرد على أسئلة بي بي سي، واصفا هذه المزاعم بأنها "اجتهادية للغاية".

كما لم تحصل بي بي سي على رد لطلبها من حكومة رئيس الوزراء عمران خان التعليق، على الرغم من أن خان أثار قضية انتهاكات الحقوق في المناطق القبلية عندما كان سياسيا معارضا.

كيف دفعت هجمات 11 سبتمبر/أيلول طالبان إلى باكستان

بدأ كل شيء مع هجمات نفذها تنظيم القاعدة في سبتمبر/أيلول عام 2001 في نيويورك وواشنطن.









بي بي سي
Top