• Saturday, 28 September 2024
logo

القوات الأمريكية لا تنوي إخلاء المثلث الحدودي العراقي – السوري – الأردني

القوات الأمريكية لا تنوي إخلاء المثلث الحدودي العراقي – السوري – الأردني
لمواجهة داعش أولاً، ثم للحد من التوسع الإيراني، تفكر الحكومة الأمريكية في الإبقاء على قسم من قواتها في قاعدة التنف بجنوب سوريا. هذه القاعدة التي تقع عند المثلث الحدودي العراقي – السوري – الأردني.

تعتبر قاعدة التنف عقبة في طريق ما يعرف بالهلال الشيعي، وقال قيادي عسكري أمريكي لمجلة (فورين بوليسي) الأمريكية: "تشكل التنف جزءاً رئيساً من جهود إعاقة خط الاتصال الإيراني من العراق بسوريا، ومنها بجنوب لبنان لمساعدة حزب الله"، في وقت تعتبر إسرائيل واحدة من الدول التي يقلقها انسحاب القوات الأمريكية من سوريا.

تقضي خطة الانسحاب الأولية للقوات الأمريكية بأن يكون الجنود والمستشارون المتمركزون في قاعدة التنف آخر الأمريكيين الذين سيرحلون عن سوريا. يستقر أغلب الجنود والكادر الأمريكي في شمال شرق سوريا، حيث يتشاركون مع قوات سوريا الديمقراطية، ويوجد في قاعدة التنف أكثر من 200 عنصر أمريكي مهمتهم الرئيسة هي تدريب وتمرين المعارضة في تلك المنطقة.

وأعلن مسؤولون عسكريون وإداريون في البيت الأبيض والبنتاغون للمجلة الأمريكية بأن هذه المنطقة تدفعهم للتفكير في خطة تبقي على قسم من قواتهم فيها. الحلقة الأمنية والدفاعية التي تحيط بالقوات الأمريكية هي من بين العوامل التي دفعت الأمريكيين إلى التفكير في مثل هذه الخطة. فقد أقام الأمريكيون منطقة أمنية هناك تمتد 55 كيلومتراً، يتمتعون بحق الدفاع عن أنفسهم ضمنها.

لكن بقاء القوات الأمريكية في التنف لمواجهة إيران، يتسبب في خلق مشاكل قانونية للإدارة الأمريكية، وصرح خبراء عسكريون لـ(فورين بوليسي) بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لا تستطيع بسهولة الاعتماد على قرار العام 2001 لاستخدام القوة ضد القوى الدولية، لأن قرار العام 2001 كان لاستخدام القوة ضد الفصائل المسلحة الدولية، وبهذا لا يمكن استخدام القوات المتواجدة في سوريا لأي غرض غير حرب داعش.

وكشف مصدر مطلع للمجلة الأمريكية أن "الهدف المنطقي الوحيد لقاعدة التنف، يمكن أن يتمثل في كون القاعدة تسمح للأمريكيين بمراقبة تحركات المليشيات التابعة لإيران"، وأكد هذا المصدر أنه "لو تحريتم الحقيقة، فإنه يجب أن نختلق مهمة عسكرية جديدة (لتلك القاعدة)".

في الأيام الأخيرة من السنة المنصرمة، أعلن ترمب قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا، وأشار إلى أن حرب داعش في سوريا قد انتهت. جاء قرار ترمب هذا بعد اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تعهد لترمب بأن تتولى بلاده محاربة ما تبقى من داعش في شمال شرق سوريا.

ويذكر تقرير (فورين بوليسي) أن المناقشات المتعلقة بقاعدة التنف مستمرة، لكن أي قرار سيصدر عنها، يجب أن يحظى بموافقة الرئيس الأمريكي. وافق ترمب في الأسابيع الأخيرة على تمديد فترة بقاء القوات الأمريكية في سوريا، ورغم ذلك فإن مسؤولاً في الحكومة الأمريكية يتساءل: "هل سيقبل الرئيس بهذا؟ فكل تصريحاته تقول خلاف هذا".

لم يكن المتحدث باسم البنتاغون على استعداد للإفصاح عن تفاصيل سحب القوات الأمريكية وخطط بقاء أو ترك قوات هناك، وكل ما كشف عنه هو: "نركز الآن على انسحاب مبرمج ومتناسق من سوريا. لكن الاعتبارات الأمنية تمنعنا من الحديث عن جدول زمني أو تفاصيل تحركات قواتنا".








روداو
Top