الرئيس الأوكراني يوقع قانون طوارئ «استعداداً للمواجهة»
وفُرض قانون الطوارئ لثلاثين يوماً في عشر مناطق حدودية في البلاد ومناطق ساحلية مطلة على البحر الأسود وبحر آزوف، بعد حادثة بين سفن أوكرانية وروسية قبالة القرم، الأحد. وأكدت السلطات الأوكرانية مرات عدة أن قانون الطوارئ الذي يُتيح لها أن تقوم بتعبئة مواطنيها وتنظيم وسائل الإعلام والحدّ من التجمّعات العامّة، لديه طابع «وقائي» بشكل أساسي. وقال الرئيس بوروشنكو مساء الثلاثاء في حديث تلفزيوني «هدف قانون الطوارئ يتمثل بإثبات أن العدو سيدفع ثمناً غالياً كثيراً إذا قرر مهاجمتنا».
أعلنت المتحدّثة باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة هيذر ناورت أنّه يتعيّن على الأوروبيين أن يفعلوا «المزيد» لدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا. وندّدت الولايات المتحدة بعمل «غير شرعي» من جانب روسيا. وقالت ناورت إنّ الأمر يتعلّق بـ«تصعيد خطير» في المواجهة بين موسكو وكييف. وأشارت المتحدّثة إلى أنّ هذا الوضع سيكون بالتأكيد في صلب اجتماع وزاري لحلف شمال الأطلسي سيحضره وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأسبوع المقبل في بروكسل. وتابعت ناورت: «نودّ أن يقوم حلفاؤنا الأوروبيون بالمزيد لمساعدة أوكرانيا. الإدارة الأميركية اتّخذت موقفا قويا جدا لدعم أوكرانيا، ونريد أن تفعل دول أخرى المزيد أيضا، حتى لا تتعامل الولايات المتحدة مع هذه المسائل بمفردها».
وبحسب المتحدّثة باسم الخارجيّة الأميركيّة، فإنّ العقوبات التي اتّخذتها الحكومات الأوروبية ضدّ روسيا على خلفيّة ضمّها شبه جزيرة القرم ودورها في أوكرانيا «لا تُنفّذ بالكامل دوما».
كذلك تطرّقت ناورت إلى مشروع أنابيب «نورث ستريم 2» الذي يُفترض أن يضاعف قدرات تسليم الغاز بين روسيا وألمانيا عبر بحر البلطيق من دون المرور ببولندا وأوكرانيا، اللتين يمرّ عبرهما حالياً الغاز الروسي. وبحسب ألمانيا التي تدعمها فرنسا والنمسا، سيسمح المشروع بتأمين تزويد أكثر استقرارا وأقلّ كلفة. وانتقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب مرارا مشروع «نورث ستريم 2». وقالت ناورت «إنّه سؤال يجب على هذه الدول أن تسأله لنفسها: هل تريد مواصلة (مشروع) نورث ستريم 2 الذي يُساعد الحكومة الروسية؟».
وقالت روسيا أمس الأربعاء إنها تعتزم نشر المزيد من صواريخ إس - 400 أرض جو المتطورة في شبه جزيرة القرم. ونقلت وكالات أنباء روسية عن فاديم استافييف المتحدث باسم المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية قوله، إن كتيبة من صواريخ إس - 400 ستنقل إلى القرم قريبا وتصبح جاهزة للاستخدام بحلول نهاية العام. ويرجح أن يكون نشر الصواريخ مخطط له منذ فترة طويلة لكن توقيت الإعلان عنه بدا أنه يهدف إلى توجيه رسالة لأوكرانيا والغرب مفادها أن روسيا جادة في الدفاع عما تعتبرها أراضيها ومياهها.
وتنشر روسيا باستمرار العتاد العسكري الجديد في القرم منذ أن ضمتها من أوكرانيا عام 2014. وجاء إعلان روسيا نشر الصواريخ في الوقت الذي تتبادل فيه الاتهامات مع كييف بشأن مواجهة يوم الأحد. وقال مراسل لـ«رويترز» في القرم إن سفينة تابعة للبحرية الروسية، هي كاسحة الألغام (فايس - أدميرال زاخارين)، تحركت من البحر الأسود تجاه بحر آزوف أمس الأربعاء. ويشهد بحر آزوف، الذي تستخدمه كل من روسيا وأوكرانيا، توترات كبيرة منذ واقعة الأحد.
ونشر جهاز الأمن الاتحادي الروسي لقطات لاحتجاز ثلاث سفن أوكرانية يوم الأحد في مضيق كيرتش قبالة ساحل شبه جزيرة القرم. وأظهرت اللقطات التي قدمها جهاز الأمن الاتحادي الروسي إلى وسائل الإعلام الروسية الثلاثاء البحارة، وهم بحار من كل سفينة محتجزة، بينما يتحدثون في أماكن لم تذكر بالاسم.
وقال شاهد من «رويترز» يوم الاثنين إن السفن محتجزة في ميناء كيرتش في شبه الجزيرة الواقعة على البحر الأسود. وأضاف الشاهد أنه أمكن مشاهدة أشخاص في زي البحرية حول السفن التي لم تلحق بها أضرار فيما يبدو.
وحث سفير أوكرانيا في برلين ألمانيا ودولا غربية أخرى على معاقبة روسيا بتمديد العقوبات وحظر واردات الطاقة وتعليق مشروع خط أنابيب الغاز (نوردستريم2). وأثار السفير أيضا إمكانية إرسال قوات مشاة بحرية ألمانية إلى المنطقة. وأثار كثير من كبار الساسة الأوروبيين احتمال فرض عقوبات جديدة على روسيا بعد واقعة الأحد التي يخشى الغرب أن تؤجج صراعا أوسع نطاقا قرب القرم. وقال السفير أندريه ميلنيك لمحطة إذاعة ألمانية أمس الأربعاء: «يتعين على ألمانيا اتخاذ موقف واضح... ووقف (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) عند حده». وأضاف: «هراوة العقوبات يجب أن تشهر سريعا... يجب أن تحظر تماما صادرات الغاز والنفط من روسيا وأن يجمد نوردستريم2»، وتابع أن مثل هذه الإجراءات وحدها هي التي يمكنها وقف تصرفات بوتين «الهمجية». وأوكرانيا قلقة بالفعل بشأن آفاق مشروع خط الأنابيب نوردستريم2 الذي يزيد من اعتماد أوروبا على الغاز الروسي خوفا من أن تخسر رسوم المرور. وقال السفير: «من الناحية العسكرية ما الذي يمكنكم القيام به؟ إرسال مشاة بحرية ألمانية إلى ساحل القرم... قد يسهم في وقف التصعيد. إذا وجدتم هناك فستقل احتمالات أن يتصرف الروس بمثل هذه الوحشية». وأضاف: «إذا لم تفعلوا أي شيء فلا تأملوا أن ينتهي هذا الوضع». وحتى الآن تدعو المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى وقف التصعيد وبدء حوار. وقالت وزيرة خارجية النمسا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إن أي تمديد للعقوبات المفروضة على روسيا بشأن تصرفاتها في أوكرانيا سيعتمد على الحصول على مزيد من المعلومات عن الواقعة وكيفية تصرف الطرفين.
الشرق الاوسط