رئيسة وزراء بريطانيا تستمع للقرآن الكريم في أكبر مسجد بأوروبا
والتي اصطُحبت مع عشرات من البريطانيين في جولات على المساجد واستمعت لتلاوة من القرآن الكريم، وحظيت بضيافة قدم فيها الكعك المنزلي الصنع.
وحسب تقرير لموقع Middle East Eye فإن المبادرة التي أطلقها المجلس الإسلامي البريطاني مهمة جداً وسط انتشار تصورات سلبية عن الإسلام، وذلك بعد أن كشفت إحصائيات نشرت مطلع فبراير/شباط 2018 أن 90% من البريطانيين لم يسبق لهم زيارة مسجد و 70% لم يذهبوا أبداً إلى دار عبادة تنتمي إلى دين آخر.
عن هذه المبادرة قال المدير التنفيذي لمسجد شرق لندن، ديلاوار خان، لموقع Middle East Eye "صحيح أن هذا الحدث ناجح، لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه.. الناس الذين تربطهم صلة ودية بالمسلمين يأتون إلينا، لكننا بحاجة للوصول إلى الناس الذين يعيشون في الضواحي، الذين ليس لديهم تفاعل مع المسلمين".
وقال خان إنه في حين أن ديون المسجد منعته من تنفيذ خطط لتطوير مشاريع الرعاية الاجتماعية، فإن كنيساً مجاوراً تم شراؤه مؤخراً من قبل المسجد سيصبح قريباً مركزاً للأنشطة المشتركة بين الأديان.
وتشير الأرقام إلى أنه في الفترة ما بين أيار/مايو 2013 وحزيران/يونيو 2017، هوجم 167 مسجداً- بمعدل مسجد كل أسبوع- بما في ذلك محاولة تفجير ثلاثة مساجد في غرب ميدلاندز في عام 2013.
كما شهدت البلاد أيضاً ارتفاعاً فى حوادث الإسلاموفوبيا فى أعقاب الهجمات المسلحة التى وقعت فى المملكة المتحدة عام 2017، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 30 شخصاً وشملت هجوماً يمينياً متطرفاً أدى إلى مصرع مسلم في حديقة فينسبيري.
وقال خان إن مسجده، وهو أحد أكبر مساجد أوروبا، يقدم بالفعل جولات بصحبة مرشدين كل يوم للمدارس والكليات والعاملين الاجتماعيين والشرطة، بيد أنه اعترف بأننا "نحتاج إلى استهداف الناس الذين لديهم تصورات سلبية عن المسجد".
وقال الإمام علي حمودة من مسجد المنار في كارديف إنه بغض النظر عن الإسلاموفوبيا، "على المسلمين واجب إظهار أننا جزء من العالم ولسنا منفصلين عنه. "أعتقد أن غالبية هذه المفاهيم الخاطئة يتبناها أناسٌ لديهم اتصال محدود مع المجتمع الإسلامي".
وأضاف "إننا لا نفرض القرآن على الناس، بل نسمح لهم بالمجيء إلينا بأسئلتهم ونحاول تصحيح مفاهيمهم الخاطئة".
مسجد المنار، الذى أقام معرضاً حول أساسيات الإسلام كجزء من يوم "زر مسجدي"، يعتزم الآن تعزيز التواصل مع المجتمع من خلال استئجار مبنى بشكل دائم. وقال حمودة إن المسجد يعتزم أيضاً زيارة أولئك الذين حضروا وكانوا على كرسي متحرك أو يخضعون لرعاية دائمة أسبوعياً للمساعدة فى "إزالة الشعور بالوحدة والاغتراب الذي يواجهونه".
رؤية حمودة للمسجد تعود إلى أيام النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، الذي كان مسجده في المدينة أكثر من مجرد مكان للعبادة.
فيقول، "إن للمسجد دوراً محورياً ليس فقط على المستوى الديني، ففي زمن النبي، الذي نحاول الاقتداء به، كان مكاناً للتعليم، وهو المكان الذي التقى فيه السفراء، ومكاناً للترفيه، مكاناً يلجأ إليه الناس".
ولكنه يؤكد أن السعي للتواصل مع المجتمع لا ينبغي أن يترك للمسجد فقط، بل يجب أن يحدث في لقاءاتنا اليومية.
فيقول "[يوم زر مسجدي] لا ينبغي تكراره فقط على مستوى المساجد، بل في أي مؤسسة ذات هوية مسلمة، بلكل شخص وكل عائلة يجب عليها أن تفتح أبوابها أمام جيرانها لتقليل الفجوة الآخذة في الاتساع بين المسلمين وبقية المجتمع".