الكوردي و العربي في سوريا قريب و بعيد
تعيش سوريا الأن ثورة شعبية على الظلم و الدكتاتورية و كلنا يعرف مدى حجم الدمار الذي سببته ألة الاجرام و نظام الاستبداد و ندرك تماما سياسة النظام في ترسيخ الطائفية والمبدأ القومي العفن بين شعوب سوريا لكي يتمكن من القضاء على الثورة المجيدة التي يشترك فيها كل الاحرار و الشرفاء ,و لا يخفى إلا على البعض بأن النظام كان يحاول أن يخلق العداء بين الكورد و العرب و أن ’يرسخ المفهوم القومي عند الطرفيين و أن يمنع و يغلق أي قناة تواصل بينهم متهما الكورد و الحركات والاحزاب الكوردية بالانفصال و متهما العرب بالسلفيين الذين يدعون إلى الخلافة الاسلامية ,هنا كان دور المثقف العربي و الكوردي مهما في تحركه ضد هذه الاعمال التي تعمل على تفسخ المجتمع السوري و تعمل على إنشاء حواجز تحول دون الوصول و التواصل فيما بين الكورد و العرب الشيئ الذي يؤدي إلى عدم تقبل و عدم اعتراف بالاخر و ازدياد التمسك العرقي في ظل السياسة المتبعة من قبل النظام و التضليل الذي تمارسه بشكل مباشر عن طريق استخباراتها و إعلامها .
إن الكورد ليسو بأعداء العرب و لم تكن هناك عداوة تاريخية بل على العكس فإن العربي يشير الى الكوردي بحفيد الناصر صلاح الدين فقد كان للكورد دورا مميزا و رفيعا في التاريخ الاسلامي وفي ترسيخ الاسلام المبني على اسس الديمقراطية و الانسانية و المساواة ,فهدفنا الاساسي هو فتح قنوات الحوار بين الكورد و العرب و عدم التحسس من القضية الكوردية التي نرى اهتماما ملحوظا من الغرب بها و تجاهل ملحوظ من الشرق المتمثل بالعرب و تجاهل أيضا من العالم الاسلامي كقضية إنسانية تحتاج لحل على أساس العدالة و الحق .
إننا و في هذه المرحلة الحساسة و الحاسمة و التاريخية ملزمون أن نتحرك كمثقفيين و مسؤوليين أمام شعبينا العربي و الكوردي لبناء جسور التواصل و أن نتماسك و نتوحد و نعمل مع بعضنا البعض لنجاح هذه الثورة المجيدة ثورة الكرامة و أن نأخذ بعين الاعتبار سيلان الدم الكوردي و العربي على أرض سوريا الحبيبة و نضالهم كما من قبل في سبيل الحرية و الديمقراطية ,و أن لا نخلط الأوراق التي طالما عمل النظام عن طريق استخباراته أن يرسخها في فكر الأخوة العرب هو أن الكورد إنفصاليين و أعداء الأمة العربية إننا عندما نتمسك بكورديتنا فهذا لا يعني أننا نعادي العروبة أو العرب بسوريا و لكن حجم الظلم و المأساة التي تعرض لها الشعب الكوردي بشكل عام و في سوريا بشكل خاص جعل من الشعب الكوردي قوميا و متمسكا بقوميته لأن السياسات التعسفية و الإقصائية التي كانت تمارس ضد الكورد سببها كوننا قومية أخرى و مع ذلك كنا مدركيين تماما أن الشعب العربي بعيد عن هذه السياسات التي لا تمثل إلا كل ذليل خنوع يقبل التواطئ مع هكذا أنظمة من أجل مصلحته الشخصية ,لهذا كان الكورد و مازالو في نضال مستمر ضد هذه الانظمة الشمولية و في نضالهم هذا كانو دائما من الدعاة إلى الأخوة العربية الكوردية و العيش المشترك المبني على أساس تقبل الأخر و الحوار .
كياكسار تمر