الحجر يحوّل "البيت العربي" الى مكان غير آمن للنساء!
February 4, 2021
من المجتمع
ارتفاع معدلات العنف في ظل الجائحة
الثقافة الذكورية تطغى على القوانين الهشة في منطقتنا العربية. وأشارت منظمة الأمم المتحدة للمرأة في دراسة جديدة الى أن نسبة العنف ضد المرأة ارتفعت في الفترة الأخيرة في ظل انتشار الجائحة بنسبة 50% إلى 60%، خلال استطلاع أجرته في الدول العربية شارك به أكثر من 16 ألف رجل وامرأة من العراق ولبنان ومصر والأردن وفلسطين وتونس والمغرب وليبيا واليمن.
واعتبرت المنظمة ان الخطير بالأمر ليس العنف بحد ذاته، بل الاقتناع بأنه يجب على النساء تحمل العنف أثناء الجائحة للحفاظ على التماسك الأسري، بحسب ما أظهر واحد من كل ثلاثة مشاركين بالاستطلاع من الرجال والنساء.يظهر تقرير الأمم المتحدة للمرأة أن الحجر الصحي لمكافحة تفشي الوباء حوّل البيت العربي إلى "مكان غير آمن" للنساء.
اتفقت غالبية المجيبات والمجيبين من جميع البلدان التسعة على انه "يجب أن تكون قضية معالجة العـنـف ضـد المرأة والفتاة أولوية حتى أثناء تفشي جائحة كوفيد-19 ."
لطالما كان الإبلاغ عن العنف المنزلي وغيره من أشكال العنف يمثل تحـديا دائما، حتى قـبل تفشـي جـائحة كورونا، حيث تلجأ أقـل مـن 40 %مـن النـســاء اللــواتـي يتـعــرضـن للعـنف لطـلب المسـاعـدة مـن أي نـوع أو الإبـلاغ عـن الجريمة، بحسب التقرير الأممي.
الى ذلك، يشير التقرير الى ان المضايقات على الإنترنت هي أعلى أنواع العنف الذي تم الإبلاغ عنه ضد النساء والفتيات في جميع البلدان.
هشاشة القوانين وضعف العقوبات :"القيود المفروضة على حرية التنقل والعمل الناتجة عن فايروس كورونا تؤثر على سلوك الناس"، بحسب الخبيرة القانونية وعضو المجموعة الاستشارية النسائية لممثل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في العراق، بشرى العبيدي.
وأشارت العبيدي في تصريحات صحفية، الى أن "نتيجة للضغوط النفسية والاقتصادية التي صاحبت الوباء وأثرت على أفراد الأسرة، فإن المواقف المعتادة التي تم التغلب عليها قبل جائحة كورونا اصبحت تثير العنف الان بين أفراد الأسرة، وهذا الغضب عادة ما يكون له عواقب أكبر على الطرف الأضعف، أي النساء والأطفال، وهكذا أصبحت الزوجات والأطفال هدفا للرجل للتعبير عن غضبه."
واوضحت ان "القفزة في العنف ضد المرأة كشفت هشاشة القوانين والإجراءات، وضعف الإرادة السياسية لحل قضية العنف الأسري والعنف ضد المرأة."
وأكدت ان "العنف المنزلي يمكن أن يأتي من كلا الجانبين، لكنه عادة ما يكون من الرجل. ومع ذلك، تتم مقاضاة عنف الإناث ضد الذكور بالقوة الكاملة، بينما يُعاقب عنف الرجل بعقوبة أخف هذا إذا تمت معاقبته على الإطلاق."
جرائم ضدّ النساء:خبر التعدي على النساء لا يغيب عن مسامعنا لوقت طويل. بل نسمع بين الفترة والاخرى، جرائم جديدة أبطالها رجال قتلة، وضحاياها نساء سكتن من أجل "حرمة منازلهن".
منذ أيام قليلة انتشر خبر مقتل عارضة الأزياء اللبنانية زينة كنجو، خنقاً على يد زوجها إبراهيم غزال في منزلهما بمنطقة عين المريسة في العاصمة بيروت. وبحسب ما أفاد أهل الفقيدة، أن زينة كانت تتعرض للضرب المبرح على يد زوجها. وقد قدمت دعوى قضائية للعنف الأسري، أمام مفرزة بيروت. ويفيد والدها أن عند علم زوجها بالدعوى المقامة ضدّه ارتكب جريمته "العظمى".
وناشد أهل زينة السلطات المحلية لاتخاذ اجراءات محقة وجدية بشأن زوج ابنتهم الذي وصفوه بـ"الوحش"، خصوصاً بعدما أفاد تقرير الطبيب الشرعي بأن زينة قتلت خنقاً.
في هذا السياق، شدد والد الضحية، أن "هذا الوحش لا يستحق الحياة، ويجب اعدامه شنقاً."
وأوضحت شقيقة الضحية أن "الزوج المجرم" سرق حساب زوجته على موقع فيسبوك بعد دقائق من ارتكابه الجريمة. كما كشفت انه سرق سيارتها وأموالها وهرب.
وكانت شقيقة زينة قد استدرجت الزوج خلال محادثة هاتفية للتأكد من تفاصيل الحادثة، وأعلن الأخير أنها ليست المرة الأولى التي يعنفها لكنه لم يدرك خطورة ما فعل هذه المرة، ولكم يكن يتوقع أن يقتلها.
من جهته، ناشد الاعلامي اللبناني جو معلوف، والناشط المدافع عن حقوق الانسان وسفير حماية الأحداث في لبنان، القضاء اللبناني ملاحقة "القاتل في تغريدة عبر تويتر. وقال: "بعد أن أكد وكيل المغدورة زينه كنجو المحامي أشرف الموسوي هرب القاتل ابراهيم غزال إلى اسطمبول في طائرة MEA بعد ارتكاب جريمته البشعة، نناشد القضاء ممثلاً بمدعي عام التمييز اصدار مذكرة انتربول باسترداده من السلطات التركية."في ظل ارتفاع اعداد النساء اللواتي يتعرضن للضرب والتعنيف، وصف بابا الفاتيكان، اليوم الثلاثاء، الذين يرتكبون انتهاكا ضدّ المرأة، بالجبناء.
وكرّس البابا فرنسيس صلاة شهر شباط الجاري لضحايا العنف من النساء. داعياً للصلاة "من أجل النساء ضحايا العنف، لكي يحميهن المجتمع وأن يأخذ في عين الاعتبار معاناتهن"، معلنا أن عدد النساء اللواتي يتعرضن للإهانة والاغتصاب صادم.
أضاف البابا: "الأشكال المختلفة لسوء المعاملة التي تعاني منها العديد من النساء هي أعمال جبانة وإهانة للبشرية جمعاء، ونثني على النساء اللواتي تجرأن على كسر صمتهن لطلب المساعدة".
خارج المنزل تواجه النساء خطر الاصابة بفيروس كورونا، وبداخله تواجه خطراً أكبر قد يكون مميتاً! ويبقى الحل الأنسب والأكثر أماناً، هو التبليغ عن العنف الى أقرب جهة ممكنة. بلّغي أقرب منظمة حقوقية، أو جمعية نسائية، أو الشرطة أو حتى الأهل والأصدقاء... لأنهم قد يتمكنوا من انقاذ حياتك من القتل النفسي والصحي والجسدي.
السومريه نيوز