ما نجهله عن اليوغا
July 1, 2020
من المجتمع
بينما يمثِّل الإيحاء عامل الدفع بالدماغ العميق (اللاواعي) لإجباره على القيام بواجباته التي كفَّ عنها منذ زمنٍ، على هيئة "إعادة ترميم ذاتي"، وذلك عن طريق تأثير الجانب الذهنيّ على نظيره الماديّ في الجسم. وتالياً، فإن حالات الشفاء التي تمَّت من خلال اليوغا كان السرُّ وراءها هو التحفيز الهادئ لقشرة المخ يليه تحفيزٌ مُثمرٌ وفعَّال للجهاز الطرفيّ (الإعاشيّ).
وهذا أمرٌ تكرَّر نظيره في ممارساتٍ أخرى غير اليوغا، وخيرُ مثالٍ على ذلك ما كان يحصل مع الطبيب الشهير "مِسْمِر" والذي قام بشفاء الكثير من الحالات الهستيريَّة (مثل الشلل) من خلال الإيحاء! بينما كان يزعم في حينها، ويعتقد ذلك صادقاً، بأنَّ هناك طاقة "مغناطيسية" موجودة في الإنسان يستطيع توظيفها في عمليات الشفاء من الأمراض. ولكن في نهاية المطاف تمَّ إرجاع سبب شفاء بعض تلك الحالات، علميَّاً، إلى الإيحاء (أي إلى استعدادٍ ذاتيّ للشفاء والمساهمة فيه) وإلى شخصيته "الخارقة" والموحية. وبالعودة إلى موضوع التأمُّل لا بدَّ من الإشارة إلى الفوائد التي قد نجنيها من خلال ممارسة تقنية التأمُّل هذه، حتى ولو حصل ذلك الأمر بمعزلٍ عن الإيحاء المُكمِّل لها والمُتمّم لدورها الشفائيّ. وأبرز تلك الفوائد يتمثَّل في تخفيف مستوى التوتُّر والقلق، وأيضاً التعصُّب والتعنُّت في الرأي والمنافسة المَرَضيَّة لدى ممارسها؛ حيث إنها تلغي مسألة استثمار الإنسان لمناطق
قليلة ومحدَّدة من دماغه على حساب تعطيله مساحاتٍ أخرى تبقى خاملة لا تعمل. وذلك من خلال تحفيزٍ شاملٍ، بشدةٍ أقلّ وانتشارٍ أكبر، يطال أرجاء الدماغ كافَّة. أي بما يُلغي ظهور مناطق مُرهَقة ومُستهلَكة بفعل الإسراف في تحفيزها، يمكن أن تتحوَّل مع مرور الوقت إلى ثغراتٍ يسهُل من خلالها اختراق صاحبها والتأثير عليه وتسييره لأغراضٍ لا تخدم مصلحته، بل تضرُّ بشخصيته وحياته برمَّتها.
ايلاف