• Monday, 23 December 2024
logo

أنت لا تريد أن تتغير

أنت لا تريد أن تتغير
كلنا نريد التغيير ولكنه لا يحدث لأننا فقط نفكر فيه، فالتغيير يحتاج إلى مجهود لنحصل عليه، بعبارة أخرى لا يحدث التغيير فقط لأنك تريده.

جميعنا ندرك أن الكون يستقبل أفكارنا وهو المسؤول الأول عن تجليها في عالمنا وواقعنا، فهو يحولها من مجرد فكرة إلى واقع معاش، غير أن الكون يستحيل أن يفعل ذلك وأنت جالس مكانك تفكر فقط، بل سيجتهد في معرفة إن كنت جادا أم لا من خلال العوائق التي سيضعها أمامك، والمشاكل التي تظهر لك (كلها اختبارات).

الكل بدون استثناء يردد هذه الجملة "أنا أريد التغيير"، ولكن فقط من يتغير هو الذي يعمل بجد على الشيء الذي يرغبه، أنا شخصيا من الأشخاص الكثيرين الذين كانوا يقولون أنا أريد التغيير في حياتي، وكثيرا ما استسلمت أمام اختبارات الكون لي، غير مدركة حقيقة وطريقة تعامله معي، ولا أنكر أنني تذمرت بشدة محاولة إلقاء اللوم على أي شخص أو أي شيء، لكنني استوعبت تماما كل الاختبارات وصرت أجتازها دون تذمر، بل العكس بصدر رحب وبمثابرة وإصرار، مع أنها تكون صعبة في كثيرا من الأحيان، ولو فشلت احزن قليلا ثم أعيد الكرة حتى أنجح.

من الممكن صديقي لم يخبرك أحد من قبل بهذا: "أنت لا تريد التغيير، ولا تعرف ماذا تريد حتى" وأنت تشكوا له قلة حيلتك وربما تتذمر أيضا، فكر جيدا في هذه بالجملة البسيطة وتمعن معها واسأل نفسك "لماذا لا أعمل أكثر على التغيير؟ تغيير أفكاري ! واقعي ! .... ما الذي أريده بالتحديد في هذه الحياة؟"

من يرغب فعلا في تغيير ظروفه، أو حياته، وحتى عاداته البسيطة عليه أولا بأن يقرر بحزم ودون تردد ماذا يريد فعلا؟ ولماذا يريد ذلك؟ وكيف يرغب فيه أن يكون؟ كما أن هناك خطوات يجب مراعاتها في أي عملية تغيير تعمل عليها سواء كان التغيير (في الصحة، الوظيفة، الدراسة، عمل حر، ........) أذكر منها:

وضوح الفكرة: رؤية ما ترغب في تغييره بصورة واضحة يجعلها أكثر سهولة للتنفيذ وتكون وقودك الدائم ودافعك ونقطة قوتك للمواصلة رغم ما قد يعترضك.
الصبر: هو أهم نقطة في عمل أي شيء بحياتنا، فما بالك في صبرك على التغيير للأحسن، وما لم نعود أنفسنا على الصبر فسيصعب علينا المواصلة لأن الكون في كثير من الأحيان لا يظهر خطوات القرب من النتيجة وإنما يظهر النتيجة النهائية فقط، وهذا قد يكون محبطا لمن لا يمتلكون الصبر الكافي، ومن لا يصبر يكون تماما كمن يحفر وهو مدرك أن هناك كنز ولكنه يتعب فيستسلم لان الشيء الوحيد الذي يجهله هو عمق ذلك الكنز.
الإيمان: كن واثقا أنك تستحق الأفضل وأنه لا يوجد أحد أفضل من أحد وكلنا نستحق النجاح والوصول لأهدافنا، ورؤية أحلامنا وطموحاتنا على أرض الواقع.
ملاحظة رسائل الكون وفهمها، وذلك يكون من خلال المراقبة المستمرة لذاتك وأفكارك ومحيطك، وتواصلك مع إلهك.
البحث المستمر عن المعلومات التي تفيدك في رحلتك والسعي الجيد نحو التغيير.
الامتنان للأشياء البسيطة التي تتجلى لك، واعتبرها بداية الوفرة والنجاح الذي تطمح إليه في حياتك.
تحمل مسؤولية نفسك وحياتك كاملة: لن تنجح وأنت تلقي اللوم على الآخرين، أو ربما تنتظر من شخص ما أن يأتي وينقذك، وربما تحلم بالعثور على مصباح علاء الدين كذلك.
أحب نفسك وتقبلها كما هي، تصالح معها، لا تلمها بل ادعمها، ولا تكن أنت والزمان عليها.
هذه ليست كل الخطوات فمن الممكن التوصل للكثير من الخطوات التي تجعلك تحقق ما تريده، لديك عقل يبحث ويحلل ويبتكر أيضا.

وعليك أن تعلم أيضا أن هناك ثلاثة مستويات مرتبطة ببعضها البعض ستجعلك متزنا في رحلتك (النفس، الروح والجسد) إذا لم تعمل على هذه المستويات في آن واحد ستتعب كثيرا، وأنا أقول لك التعب من أجل الأفضل أريح بكثير من التعب وأنت تعيش السيئ. الآن ليس عليك أن تفكر كثيرا، إما أنك تريد التغيير أو أنك تريد البقاء مكانك، لك القرار.





الياسمينه‌
Top