فيروس كورونا: كيف نشغل وقت الأطفال بعد إغلاق المدارس؟
March 21, 2020
من المجتمع
لا مدارس ولا امتحانات ولا أماكن للترفيه يذهب إليها الأطفال.
ملايين الأطفال ليس لديهم ما يشغلون به أوقاتهم من الآن إلى حلول الربيع أو الصيف. والأصعب من ذلك في هذه الظروف الاستثنائية أن الأطفال مجبرون على قضاء اليوم كله مع أهلهم، ولا يمكنهم الالتقاء بأصدقائهم.
كما أن بعضهم تأثر كثيرا بسبب إلغاء الامتحانات المدرسية.
وتصف أستادة علم نفس الأطفال في جامعة ساسيكس، سام كاترايت، هذه الظروف بأنها "بمثابة زوبعة بالنسبة للأولياء والأطفال"."فالمشكلة لا تكمن في أنهم مجبرون على الانعزال في مكان واحد فحسب، فبالإضافة إلى ما يشعر به الأطفال من ضجر ينتاب الآباء القلق بشأن وظائفهم وتوفير الأكل ودفع الفواتير".
ملل ورتابة:وتوصي الأستادة كاترايت العائلات، وهي تبدأ حياة الحجر الصحي، أن تضع للأطفال برنامجا لنشاطات روتينية يشغلون بها وقتهم، كأن يقضون ساعتين صباحا ينجزون فيها أعمالا مدرسية، ويخصصون فترة مسائية للأشغال الفنية.
وتقول إن الأطفال يميلون إلى الانطواء إذا قضوا فترات طويلة في الوحدة.
وتوصي الأولياء باللعب من الأطفال وتشجيع الذين يحبون المغامرة منهم على اعتبار هذه الظروف مغامرة. ولكن هذه المقاربة لا تنفع مع الأطفال الأكثر حساسية، الدين يحتاجون إلى المزيد من الطمأنة.
وتقترح الخبيرة النفسية أن يبقى الأطفال الدين ينتمون على اتصال مع زملائهم في النوادي والجمعيات عبر سكايب، وغيرها من وسائل التواصل الأخرى.
وتقول: "لابد من القلق بشأن طفل لا يجد من يلعب معه لمدة 6 أشهر. فعلينا أن نجد طرقا خلاقة لتمكين الأطفال من التواصل فيما بينهم عن بعد، ومن بنيها الألعاب على الانترنت".حاول أن تخرج إذا كان ذلك ممكنا
الخروج من البيت لم يعد سهلا مثلما كان دائما، وهو ما يثير رهاب الأماكن المغلقة، بحلول الربيع والصيف. ولذلك على الذين يملكون حدائق أن يستغلوها لاستنشاق الهواء النقي وممارسة الرياضة.
ويقول الأستادة إيفا لويد من جامعة شرقي لندن: "علينا أن نحقق التوازن بين الصجة البدنية والنفسية، بناء على المعلومات الرسمية التي نحصل عليها. فإذا كان الذهاب إلى الحدائق العامة مسموجا علينا نذهب".
الإفراط في التهويل:لا يمكن حماية جميع الأطفال من سماع أخبار فيروس كورونا خاصة أن الكبار يحرصون على متابعة آخر التطورات على القنوات التلفزيونية.
وتنصح الأستاذة كاترايت بإبعاد الأطفال أقل من 10 سنوات تماما عن أخبار الفيروس، إلا إذا كانت برامج معدة خصيصا لهم باستشارة خبراء علم النفس يراعون تأثيرها عليهم.
أما المراهقون فيمكنهم التعامل مع هذه الأخبار. ولمن لا ينبغي تركهم في غرفهم مع الانترنت يتصفحون موافع التواصل الاجتماعي وما فيها من معلومات قد تكون مغلوطة.
وتنبه الأستاذة لويد إلى أن توصية منع الأطفال من الاقتراب من الجد أو الجدة قد يجعلهم يعتقدون أنهم فعلوا مكروها لذلك تقرر منعهم، فيشعرون بالذنب. "وهذه وضعية صعبة فعلينا أن نبين لهم أن الأمر لا علاقة له بهم وأن جميع الأطفال عبر العالم يمرون بالتجربة نفسها".
أخبار فيروس كورونا محزنة، وعلى الأولياء أن يجدوا طريقة لكي يوضحوها للأطفال بطريقة أخرى.
تنصح الأستادة كاترايت بأن "نقلل من مخاوفهم ولكن علينا أن نكون واقعيين، فلا نعد بأشياء لسنا متأكدين منها".
وعلينا أيضا أن نتحدث عن فيروس كورونا ثم ننتقل إلى أشياء أخرى حتى لا يقضي الأطفال وقتا طويلا في الحديث عن الموضوع والتفكير فيه.
بي بي سي