ما هي الأفكار التسلُّطية؟
February 25, 2020
من المجتمع
كانت تعاني، ضمنيّاً، كبتاً حاداً لرغباتها ومشاعرها الجنسية، وبما أنه ومن المستحيل عليها أن تُشبع تلك الرغبات خارج إطار الزواج وخارج العُرف الاجتماعي، لأن أخلاقها وتربيتها لا تسمحان بذلك، قام اللاوعي لديها بتعويم هذه الرغبة الجنسية على شكل خوف من اغتصابٍ محتملٍ.
الاغتصاب في هذا المثال هو فقط الرغبة بممارسة العمل الجنسي على مستوى اللاوعي، لكنه ظهر بمظهر الاغتصاب على المستوى الشعوري كونه الحلّ الوحيد لإشباع الرغبة أمام سور هائل من المنع الأخلاقي. فخوفها الشعوريّ اللامنطقيّ من الاغتصاب أساسه رغبتها اللاشعورية وبقوَّة فيه! لأنه مثَّلَ لديها حلاً حصرياً للتفريغ في هذا الواقع. فرهاب الاغتصاب كان بمثابة التسوية وإمساك العصا من المنتصف في محاولة لإرضاء كلا الطرفين: الضمير والرغبة. لكنَّ سؤالاً مهمَّاً يبقى عالقاً هنا، ومن الضروري تحرّي إجابته: لماذا تأتي معظم أفكار (الضمير) أو الأنا الأعلى أخلاقيةً غيرَ منطقيةٍ؟
والجواب بتبسيط شديد: عندما تكوَّنت الأنا الأعلى كان الطفل حينها عاطفيّاً لامنطقياً؛ أي أنها جاءت متماهيةً مع المرحلة التي وُلدت فيها.
ايلاف