• Sunday, 28 July 2024
logo

هل تتمتع بـ "الفطنة الاجتماعية" المطلوبة للنجاح في بعض المجتمعات؟

هل تتمتع بـ
عندما تضع قدمك على سلم متحرك، هل تقف على أحد جانبي السلم لتتيح للآخرين فرصة المرور؟ وعندما يقول شخص ما في الغرفة إن الجو حار، هل تفتح النافذة؟ وإذا دعوت شخصا للقاء ونظر إليك بعدم اهتمام، هل تسحب دعوتك له؟

إن كنت لا تفعل شيئا من هذا، فإليك هذا النبأ السيء: أنت لا تتحلى بـ "الفطنة الاجتماعية".

إن الوعي بالقواعد الاجتماعية اللاشفهية تتطلب فهما شاملا للبيئة التي تعيش فيها، بغض النظر عن شكل هذه البيئة وطبيعتها، كما أنها تعد مهارة تنطوي على أهمية كبيرة في دول العالم لاسيما في اليابان، التي ترتقي فيه المهمة إلى مستوى آخر من التواصل.

وتعد "الفطنة الاجتماعية" ممارسة مستمرة، وقد يفضي سوء استخدامها إلى فشل صفقات تجارية أو تخريب علاقات.

كما تستخدم في تفسير أو حل معضلات في مجالات مختلفة، من تكنولوجيا التعرف على ملامح الوجه إلى ألعاب الفيديو، مما يظهر مدى رسوخها وتأصلها في الحياة اليومية اليابانية.

انتشرت تغريدة في اليابان العام الماضي تتحدث عن لقاء رجل أعمال في كيوتو بعميل محتمل، وبعد فترة وجيزة أثنى العميل على ساعة يد كان يرتديها رجل الأعمال، وبناء عليه بدأ رجل الأعمال في شرح مواصفات الساعة، لكنه أدرك أن ما كان يريده العميل بالفعل هو أن يجعله ينظر إلى ساعته، ليعرف كم هو الوقت لإنهاء الحوار.

وتقول روتشيلله كوب، مديرة شركة "جابان انترناشيونال" للاستشارات المعنية بتنظيم دورات تدريبية ثقافية، إن الظاهرة أكثر بروزا في المجتمع.

وتضيف: "بعبارة أخرى، تكتسب الظاهرة في اليابان أهمية خاصة ويمكنك أن تتوقع مشكلات إن عجزت عن ممارستها، إنها توقع مجتمعي ذو أهمية كبيرة".

لعبة "كووكيومي: كونسيدر إت (فكر مليا)" تنمي مهارات اللاعبين في الفطنة الاجتماعية خلال مواقف مختلفة
وتقول يوكو هاسيغاوا، أستاذة اللغة اليابانية في جامعة كاليفورنيا، بيركيلي، إن "الفطنة الاجتماعية" تتطلب معارف متنوعة، ثقافية وتاريخية، فضلا عن معرفة داخلية بالمشاركين في الحوار، فعندما يتعمد شخصان "تبادل الإطراء، ربما يكونان عدوان لدودان، وإن لم تكن فطن لهذه الأمور، فربما تفصح عن شيء قد يؤجج العداء بينهما".

وتضيف: "نظرا لقصور معرفتي في كثير من الأحيان، لا أتحلى بالفطنة في التجمعات واللقاءات الاجتماعية هنا في الولايات المتحدة".

فإن كنت في اليابان، على سبيل المثال، وتتكلم بصوت مرتفع في عربة قطار يسودها الصمت أو تتكلم مع زبون فقد اهتمامه بما تعرضه عليه، فأنت تجازف بأن توصم بأنك (كيه واي)، وهو تعبير ياباني مسيء يستخدم اختصارا لعبارة "كويوكي جا يوميناي" وتعني "عاجز عن قراءة البواطن" أو غير فطن.

ويقول شينوبو كيتاياما، الأستاذ في جامعة ميشيغان بالولايات المتحدة والمحرر في مجلة (الشخصية وعلم النفس الاجتماعي): "يوجد بعض أفراد في كل مجموعة يوصمون بـ (كيه واي). في الغالب سوف يستبعدونك أو يتجاهلوك في نقاشات مهمة في كثير من المؤسسات. وأحيانا، يمكن أن يكون ذلك جزءا من الأسباب الكامنة وراء معاملة قاسية ومسيئة يتعرض لها التلاميذ في المدرسة. إذا وجدت الفطنة الاجتماعية أمرا مرهقا أو شاقا، فهذه مشكلة حقيقية".





بي بي سي العربية
Top