عصاب الاغتسال الإكراهي
February 3, 2020
من المجتمع
حول محاولة التخلُّص من الشرّ بطقوس النظافة وإمكانية العثور على الأمن في الإنجاز الصارم للترتيب الطقسيّ". سألني شخصٌ ذات مرّة عن سبب عدم شعوره بشعور النظافة؟ ولماذا لا يستنتج هذا الشعور (شعور أنه نظيفٌ الآن) حتى لو قام بالاستحمام مرّات عديدة في اليوم الواحد؟
والحقيقة أنه كانت لدى هذا الشخص خلفيات ابتزاز واختلاس أموال بمبالغ صغيرة وإخلال بالأمانة. ولذلك كان دائم الشعور بالقذارة (سيكولوجياً)، ويحاول غسل أوساخه تلك بالطريقة الخاطئة.
لكنَّ سعيه ذاك كان أشبه بمن يقوم بإسناد سلّمه على الجدار الخطأ! وبما أن مهمَّة التحليل النفسي بعيدة كلَّ البعد عن إطلاق الأحكام ونصب المحاكم الميدانية، بل إنها تتمثّل فقط في البحث عن سبب المشكلة ومحاولة الشفاء منها، نقول بأن العامل الشفائي الأول يكمن في فهم طبيعة المرض النفسي قبل كلّ شيء، ومن ثم النيّة الحقيقية في احتياز الشعور في المشكلة انفعالياً لاعقلانياً فقط. مقولة فرويد الشهيرة "الحقيقة تجعلك حراً" تأتي في المقام الأول، ومن ثمَّ يأتي الالتزام بمجموعة من الممارسات التي يحدّدها الأخصائي النفسي الذي يُشرف على الحالة بشكل مباشر.
ايلاف