• Wednesday, 25 December 2024
logo

قصور الانتباه وفرط الحركة ADD/ADHD

قصور الانتباه وفرط الحركة ADD/ADHD
يعتبر اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط ، أو اضطراب فَرط النشاط / الحركة (ADHD)، حالة مزمنة تصيب ملايين الأطفال وتلازمهم حتى في مرحلة البلوغ. من المشكلات التي يتم نَسْبُها إلى اضطراب الانتباه والتركيز: نقص الانتباه (Lack of attention), فَرط النشاط / الحركة (Hyperactivity) والسلوك الاندفاعيّ (Impulsive behavior).

يعاني الأطفال الذين يصابون بهذا الاضطراب، بشكل خاص، من تقييم ذاتي متدنٍّ, علاقات اجتماعية إشكالية وتحصيل متدنّ في الأطر التعليمية.

وبالرغم من إن العلاج المتوفر لهذا الاضطراب ليس قادرا على شفائه، إلّا أنه قد يساهم في معالجة أعراض الاضطراب. ويشمل العلاج، عادة، الاستشارة النفسية أو تناول العقاقير الدوائية المناسبة، أو قد يتمثل في الدمج بين كليهما.وقد يثير تشخيص الاضطراب مشاعر الخوف، بل الرعب. كما قد تشكل الأعراض التي تصاحب الاضطراب تحديا يتحتم على الأهل والأطفال، على حد سواء، مواجهته. إلّا أن علاج هذا الإضطراب قد يشكّل نقطة تحول إيجابية، وبالتالي قد يبلغ معظم الأطفال الذين يعانون من الاضطراب ليصبحوا فعّالين, مفعمين بالحياة وناجحين.

أعراض قصور الانتباه وفرط الحركة
يتكون مصطلح ADHD من دمج بين مصطلحين يعبران عن اضطراب الانتباه والتركيز (Attention Deficit Disorder - ADD)، المصحوب باضطراب فرط النشاط (Hyperactivity). ويعبر المصطلح ADHD عن المركبين الأساسيين للاضطراب: نقص الانتباه، بالإضافة إلى فرط النشاط المصحوب بالسلوكيات الاندفاعية (Impulsivity/Impulsiveness).

ورغم أن قسما من الأطفال المصابين بإضطراب نقص الإنتباه والتركيز المصحوب بفرط النشاط (ADHD)، يعانون من جانب واحد من هذه المعادلة، إلّا أن معظم الأطفال يعانون من المزيج الذي يشمل الاضطرابين معا (اضطراب نقص الانتباه والتركيز واضطراب فرط النشاط). وتظهر العلامات والأعراض الأولى للإصابة بإضطراب ADHD عند القيام بفعاليات تتطلب التركيز وبذل مجهود فكري، على وجه الخصوص.تظهر علامات وأعراض اضطراب ADHD ، لدى معظم الأطفال الذين يتم تشخيص إصابتهم به، قبل بلوغهم سن السابعة. حتى أن الأعراض الأولى يمكن أن تظهر، لدى بعض الأطفال، في سن أصغر، كأن تظهر في فترة الرضاعة، مثلا.

من الأعراض التي تدل على الإصابة باضطراب نقص الانتباه والتركيز:

عدم قدرة الطفل، في أغلب الأحيان، على الانتباه للتفاصيل أو ارتكابه بعض الأخطاء الناجمة عن قلة الانتباه في تحضير واجباته المدرسية، أو عند قيامه بنشاطات أخرى
عدم قدرة الطفل، في معظم الأحيان، على البقاء منتبها ومتيقظاً أثناء القيام بمهام معينة، واجبات مدرسية أو أثناء اللعب. فيبدو الطفل كأنه غير منصت لما يقال له، حتى عندما يتم التوجه إليه بشكل مباشر
يُظهر الطفل صعوبةً في تنفيذ التعليمات أو تتبعها، ولا ينجح، في معظم الأحيان، في إتمام واجباته المدرسية، واجباته البيتية أو واجبات أخرى
يُظْهر الطفل صعوبة في التنظيم أثناء تحضير الواجبات المدرسية أو خلال تنفيذ مهام أخرى
يتهَرّب الطفل من تنفيذ الواجبات التي لا يحبها والتي تتطلب بذل مجهود فكري، مثل الواجبات المدرسية في المدرسة أو الوظائف البيتية
كثيراً ما يميل الطفل المصاب بهذا الإضطراب إلى إضاعة أغراضه، مثل الكتب، الأقلام الألعاب والأدوات
يمكن إلهاء الطفل المصاب بهذا الاضطراب، بسهولة فائقة
كثيراً ما يميل الطفل إلى نسيان بعض الأمور
يُظهر الطفل التبرم وعدم الارتياح، يتحرك بعصبية ويتلوى كثيراً
يميل الطفل إلى ترك مكان جلوسه في الصف، كثيرا، أو يجد صعوبة في الجلوس في مكانه لفترة زمنية طويلة في الحالات التي يُتَوقّع منه ذلك
يميل الطفل إلى الركض أو التسلق، وأحيانا كثيرة يقوم بهذه التصرفات بشكل مبالغ فيه وبشكل لا يتناسب مع الوضع
لا يستطيع الطفل، في معظم الأحيان، اللعب بهدوء وسكينة
يظهر الطفل دائم النشاط والحركة في معظم الأوقات
يميل الطفل إلى التحدث بصورة مفرطة
يميل الطفل إلى الإجابة قبل الانتهاء من سماع السؤال (قبل سماع السؤال كاملاً)
لا يستطيع الطفل، في معظم الأحيان، انتظار دوره والالتزام بالدور
يميل الطفل إلى مقاطعة الحديث أو التشويش عندما يتحدث آخرون أو يلعبون
من الأعراض التي تشير إلى اضطراب فرط النشاط والسلوك الاندفاعي:

هنالك إختلاف في سلوكيات المصابين بإضطراب ADHD بين البنين والبنات:

يغلب فرط النشاط على تصرفات البنين بينما يغلب نقص الانتباه على البنات
يتمثّل نقص الإنتباه لدى الفتيات في أحلام اليقظة، بالأساس، بينما يتمثل فرط النشاط لدى البنين في الميل للعب أو الانشغال بأمور عبثية غير محددة الهدف
يميل البنون إلى أن يكونوا أقل إنصاتاً وإتـّباعاً لتعليمات معلميهم أو غيرهم من البالغين، مما يجعل الإشكالية في تصرفاتهم ملحوظةً وبارزة أكثر
إذا لاحظتم بأن بعض تصرفات طفلكم تتسم بفرط النشاط أو نقص الانتباه بشكل متواتر، فقد يكون هنالك مكان للشك بأن تصرفات طفلكم ناجمة عن الإصابة باضطراب ADHD، وذلك في حال:

استمرار هذه التصرفات لمدة زمنية تزيد عن الستة أشهر
ظهور هذه التصرفات في أكثر من إطار واحد (غالبا، في المدرسة وفي البيت، على حد سواء)
إذا كان الطفل يشاغب ويثير الإزعاج في المدرسة بشكل دائم، سواء خلال اللعب أو أثناء القيام بالنشاطات اليومية الأخرى
إذا كانت علاقات الطفل في تعامله مع البالغين أو مع أقرانه من الأولاد تتسم بإثارة المشاكل
السلوكيات العادية مقابل السلوكيات في إطار ADHD:

يعاني معظم الأطفال المعافين من نقص في الانتباه، من فرط الحركة للاطفال أو من سلوكيات إندفاعية في مرحلة ما من سنيّ حياتهم.

فعلى سبيل المثال، قد يُقلق الأهل تصرف طفلهم إبن الثالثة إذا لم يصغ لقصة يقصونها عليه من بدايتها وحتى نهايتها، فيخالجهم الشك بأن عدم إصغائه للقصة كاملة نابع من إصابته باضطراب ADHD .

لكن معظم الأطفال في سن ما قبل الدخول إلى المدرسة يميلون إلى التركز لفترات زمنية قصيرة، وبالتالي فليس بمقدورهم مواصلة القيام بنشاطِ واحد لفترة زمنية طويلة، نسبياً. أضف إلى ذلك، أن مجال التركيز لدى الطلاب في السن المدرسية، أو حتى لدى البالغين، يتعلق، أحيانا كثيرة، بمدى اهتمامهم بموضوع النشاط.

وقد يكون بمقدور المراهقين، مثلاً، سماع الموسيقى أو التحدث إلى أصدقائهم على امتداد ساعات، بينما يستصعبون التركيز لوقت طويل عند تحضير واجباتهم ووظائفهم المدرسية في البيت.

وينطبق هذا الأمر على فرط النشاط، أيضاً. فالأطفال يتمتعون بحيوية عالية بشكل طبيعي، إذ يسببون لآبائهم الإجهاد والتعب قبل أن يصابوا هم أنفسهم بالتعب. وفي بعض الحالات، قد يصاب الأطفال بفرط النشاط بعد أن يصابوا بالإجهاد، الجوع، القلق أو عند إنكشافهم لبيئة جديدة.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الأطفال، بطبيعتهم، هم أكثر حيوية من غيرهم. ولذلك، لا ينبغي تصنيف أي طفل على أنه مصاب باضطراب ADHD لمجرد كونه يختلف، من حيث التصرفات، عن شقيقه أو عن أقرانه، فقط.

ولا يصح تصنيف الأطفال الذين يُظهرون بعض الإشكاليات في تصرفاتهم في إطار المدرسة، فقط، بينما تكون تصرفاتهم إعتيادية في المنزل أو عند اللعب مع أصدقائهم، على أنهم مصابون باضطراب ADHD. وينطبق هذا الأمر على كلا النوعين، أي الأطفال المصابين باضطراب فرط النشاط، وكذلك المصابين باضطراب نقص الانتباه، طالما لا تلحق تصرفاتهم الضرر بعلاقاتهم مع أصدقائهم أو بأداء واجباتهم المدرسية.

أسباب وعوامل خطر قصور الانتباه وفرط الحركة
يميل كثيرون من الأهالي إلى إلقاء اللوم على أنفسهم عند تشخيص إصابة طفلهم باضطراب ADHD , إلا أن الباحثين يزدادون اقتناعا، مع مرور الوقت، بأن العوامل المسببة للاضطراب تعود إلى الصفات الوراثية، لا إلى الاختيارات السيئة، أو المغلوطة، التي يقررها الأهل.
وفي الوقت ذاته, هنالك عوامل بيئية معينة قد تؤثر على تصرفات الطفل أو قد تفاقِم حدتها.

وبالرغم من أنه لم يتم الكشف إلا عن القليل من خبايا اضطراب نقص الانتباه والتركيز, إلّا أن الباحثين قد تمكنوا من تحديد بعض العوامل التي يمكن أن يكون لها تأثير على هذا الاضطراب:

تغيير في بنية الدماغ أو أدائه: بينما لا يزال المسبب الدقيق لاضطراب ADHD مجهولا، بينت مسوحات الدماغ حدوث تغييرات هامّة في بنية الدماغ وأدائه لدى الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب. فقد لوحظ، مثلا، وجود نشاط متدنّ في المناطق الدماغية المسؤولة عن النشاط والإنتباه.
الوراثة: يبدو أن اضطراب ADHD ينتقل وراثيا،ً من جيل إلى جيل. فقد دلت الأبحاث على إن واحدا من كل أربعين طفلاً يعانون من الاضطراب لديه قريب عائلي واحد، على الأقل، يعاني من الاضطراب ذاته.
تدخين الأم خلال الحمل، استعمال مواد تسبب الإدمان والتعرض للمواد السامّة: المرأة الحامل التي تدخن تزيد من احتمال ولادة طفل يعاني من اضطراب نقص الانتباه والتركيز. كما إن الإفراط في تناول المشروبات الروحية وتعاطي المواد التي تسبب الإدمان أثناء فترة الحمل من شأنه أن يسبب هبوطا في نشاط الخلايا العصبية (العصبونات - Neurons) التي تنتج الناقلات الكيميائية بين الأعصاب (Neurotransmitter). كما تكون النساء الحوامل اللواتي يتعرضن لملوثات بيئية سامة أكثر عرضةً لولادة أطفال مع أعراض اضطراب نقص التركيز والانتباه.
وتشمل عوامل الخطر التي تزيد احتمال الإصابة باضطراب نقص الانتباه والتركيز:

تعرّض الجنين إلى مواد سامّة
التدخين, شرب الكحوليات أو تعاطي المواد التي تسبب الإدمان، في فترة الحمل
تاريخ عائلي من الإصابة باضطراب ADHD أو باضطرابات سلوكية أو نفسية أخرى
الولادة المبكرة (preterm birth)
يظهر اضطراب ADHD، في الغالب، مصحوبا بظواهر أخرى، من بينها:

فرط الدرقية (Hyperthyroidism)
عُسر تعلّمي، أو عبقرية
اضطراب المعارضة والتمرد (Oppositional Defiant Disorder - ODD)


مضاعفات قصور الانتباه وفرط الحركة
قد يجابه الأطفال المصابون باضطراب ADHD الكثير من المصاعب في حياتهم إثر الإصابة بهذا الاضطراب, ومنها:

غالباً ما يواجهون المصاعب أثناء الدروس التعليمية, مما قد يسبب الفشل في التحصيل العلمي، بالإضافة إلى تعرضهم لانتقادات دائمة، سواء من زملائهم أو من البالغين
يكونون عرضة للتورط في حوادث مختلفة, للإصابة بضربات أو جروح، أكثر من غيرهم من الأولاد الذين لا يعانون من هذا الاضطراب
يواجهون صعوبات في التعاون مع أترابهم أو مع البالغين
يكونون أكثر عرضة لخطر استهلاك المشروبات الكحولية وتعاطي المواد المسببة للإدمان، أو يكونون أكثر عرضة من غيرهم إلى الجنوح
اضطرابات أخرى متصلة:

لا يسبب اضطراب نقص الانتباه والتركيز، بشكل مباشر، مشاكل نفسية أو تطورية أخرى، لكن الأطفال المصابين باضطراب ADHD يكونون أكثر عرضةً للإصابة باضطرابات أخرى تنجم عن هذا الاضطراب وتترتب عنه، من بينها:

- اضطراب المعارضة والتمرد (Oppositional Defiant Disorder - O.D.D)

- اضطرابات سلوكية (Behavioural disorders)

- الاكتئاب (Depression)

- العُسر التعلّمي

- متلازمة توريتت

تشخيص قصور الانتباه وفرط الحركة
ليس هنالك اختبار واحد لتشخيص اضطراب ADHD, مما يصعب عملية تشخيص هذا الاضطراب. ويعد جمع أكبر قدر من المعلومات التي تتعلق بالطفل المصاب باضطراب ADHD أفضل الطرق لتشخيص هذا الاضطراب بدقه ولنفي احتمال الإصابة باضطرابات أخرى كثيرة قد تصيب الأطفال في مرحلة الطفولة.

تبدأ المرحلة الأولى من التشخيص بإجراء فحص طبي شامل للطفل يتخلله توجيه أسئلة تتعلق بالصحة العامة للطفل, بالمشاكل الطبية, بظهور علامات أو أعراض, بمشاكل ومسائل أخرى قد تظهر في محيط المدرسة أو المنزل.

يبدي الأطفال الذين يعانون من اضطراب ADHD علامات على امتداد فترة طويلة، كما يُظهرون صعوبة كبيرة في الحالات الضاغطة بشكل خاص, أو أثناء القيام بنشاط يتطلب قدرا عاليا من الانتباه والتركيز, كالقراءة, حل المسائل الحسابية أو الألعاب التفكيرية.

يعتقد معظم الأطباء بأنه من غير الصحيح تصنيف طفلٍ ما على أنه يعاني من اضطراب ADHD إلا إذا ظهرت لديه علامات وأعراض واضحة وحاسمة في فترة الطفولة المبكرة أسهمت في خلق المشكلات في البيت أو في المدرسة بشكل دائم.

معايير لتشخيص اضطراب نقص الانتباه والتركيز/ اضطراب فرط النشاط:

لتأكيد التشخيص بأن طفلا ما يعاني من اضطراب ADHD, ينبغي أن تتوفر لديه ستة اعراض، على الأقل، أو أكثر، من الأعراض المُدْرَجَة في واحدة، على الأقل، من الفئتين التاليتين (أو ستة، أو أكثر، على الأقل من الأعراض من كل واحدة من الفئتين):

فئة نقص الانتباه

عدم قدرة الطفل، في معظم الأحيان، على الانتباه للتفاصيل، أو ميله إلى ارتكاب الأخطاء الناجمة عن نقص الانتباه، في الواجبات المدرسية أو أثناء القيام بفعاليات أخرى
عدم قدرة الطفل، في معظم الأحيان، على البقاء يقظاً أثناء إنجاز المهمات, الواجبات أو أثناء اللعب
عدم إصغاء الطفل لما يقال له، حتى عندما يتم التوجه إليه مباشرةً
إظهار الطفل صعوبة في تتبع وتنفيذ التعليمات, عدم نجاحه، في معظم الحالات، في إنهاء الواجبات المدرسية, الواجبات البيتية أو المهمات التي تسند إليه (لا ينجم فشل الطفل هنا عن اعتراضه على تنفيذ الواجبات أو عن عدم فهمه للتعليمات)
يواجه الطفل صعوبة في التنظيم عند تنفيذ الواجبات أو المهمات الأخرى
امتناع الطفل عن القيام بمهام لا يحبها, أو المهام التي تتطلب جهدا تفكيريا (كالواجبات المدرسية أو الفروض البيتية)
ميل الطفل، في كثير من الأحيان، إلى إضاعة أغراضه وفقدها (كالدمى, الفروض المدرسية, الأقلام والكتب)
يمكن إلْهاء الطفل، بسهولة ملحوظة
كثرة ميل الطفل إلى نسيان بعض الأمور والمسائل
فئة فرط النشاط (Hyperactivity) أو السلوك الاندفاعيّ (Impulsivity):

يبدو الطفل عديم الراحة, يحرك يديه وقدميه بعصبية وكثيراً ما يتلوّى على مقعده
يميل الطفل، كثيرا، إلى ترك مقعده في الصف, أو لا يستطيع البقاء جالساً في مقعده لفترة طويلة، نسبياً، عندما يُتَوَقّع منه ذلك في بعض الظروف
يميل الطفل إلى الركض أو التسلق، ويقوم بهذه التصرفات، أحيانا، بشكل مبالغ فيه وبشكل لا يتناسب مع الوضع. وتتمثل هذه الحالة لدى البالغين في انعدام الإحساس بالراحة، في أحيان كثيرة
عدم قدرة الطفل على اللعب بهدوء وسكينة، في معظم الأحيان
يبدو الطفل في حركة مستمرة ودائمة معظم الوقت ويتصرف كما لو أنه "يعمل بمحرّك"
يميل الطفل إلى التحدث بصورة مبالغة
عند السؤال، يميل الطفل إلى الإجابة قبل أن يسمع السؤال كاملاً
لا يستطيع الطفل إنتظار دوره في معظم الأحيان
يميل الطفل إلى مقاطعة الحديث أو التسبب بالإزعاج في أثناء حديث، أو لعب، الآخرين
وفضلا عن ملاءمته لستة من هذه الإعراض، التي تقدم ذكرها في كل واحدة من الفئتين، يعتبر الطفل مصاباً باضطراب ADHD عندما:

تظهر على الطفل علامات فرط النشاط والاندفاعية التي تؤدي إلى سلوكيات غير سليمة (شاذة) قبل بلوغه سن السابعة
يقوم بسلوكيات غير مقبولة ولا تتناسب مع سلوكيات الأطفال العاديين الذين لا يعانون من اضطراب ADHD
تظهر هذه الأعراض لمدة زمنية تزيد عن ستة أشهر
يُظهر الطفل علامات لسلوكيات غير سليمة في إطار المدرسة, في الحياة اليومية في البيت وفي علاقاته مع المحيطين به, بحيث تظهر هذه السلوكيات في أكثر من بيئة واحدة (كأن تظهر في الإطار المدرسي وفي البيت، أيضا)
وبالإضافة إلى هذا, يتلقى الطفل الذي يعاني من اضطراب ADHD تشخيصاً موضعيا، أكثر تحديدا. مثلا:

اضطراب ADHD نقص الانتباه والتركيز الملحوظ: عندما تظهر لدى الطفل ستة, على الأقل, من الأعراض التي تندرج ضمن أعراض اضطراب نقص الانتباه والتركيز، التي تقدم ذكرها
اضطراب ADHD/ فرط النشاط والاندفاعية: عندما تظهر لدى الطفل ستة, على الأقل, من الأعراض التي تندرج ضمن قائمة أعراض فرط النشاط أو السلوك الاندفاعي، التي تقدم ذكرها
اضطراب ADHD/ مركب: عندما تظهر لدى الطفل ستة, على الأقل, من الأعراض التي تندرج ضمن كل واحدة من الفئتين التي ورد ذكرها أعلاه
اضطرابات أخرى قد تكون مشابهة لاضطراب ADHD:

قد يرغب الطبيب المعالج في إجراء بعض الفحوص لاختبار مختلف الاحتمالات والمسببات التي تؤدي إلى السلوكيات الشاذة لدى الطفل.

هنالك عدد من الحالات الطبية التي قد تترتب عنها أعراض مشابهة, إلى حد كبير, لأعراض اضطراب ADHD, من بينها:

عُسر تعلّمي أو عُسر لغويّ
اضطراب نفسي (مثل القلق أو الاكتئاب)
فرط الدرقية
اضطرابات مصحوبة بنوبات صَرع (Epilepsy)
متلازمة الجنين الكحوليّ (Fetal alcohol syndrome)
علّة في السمع أو في البصر
متلازمة توريت (Tourette syndrome)
اضطرابات النوم (sleep disorder)
متلازمة أسبرجر (Asperger syndrome)
الذاتَوِيَّة او مرض التوحد (Autism)
قد تؤدي بعض هذه الحالات الطبية المذكورة هنا إلى أعراض تشبه، إلى حد بعيد، أعراض اضطراب ADHD. لكن الأمر لا يقتصر على تشابه الأعراض، وإنما تشير التقديرات إلى أن طفلا واحدا، على الأقل، من بين كل ثلاثة أطفال يعانون من اضطراب ADHD، مصاب بإحدى هذه الحالات الطبية، أو بحالات طبية أخرى مشابهة لها.

تشخيص اضطرابات نقص الانتباه والتركيز لدى الأطفال الصغار:

رغم أن أعراض اضطراب ADHD قد تظهر لدى الأطفال في سن الحضانة الإلزامية، أو حتى لدى أطفال في سن أصغر من ذلك, إلّا أن تشخيص هذا الاضطراب لدى الأطفال الصغار جداً يعتبر عملية معقدة وصعبة.

ويعود سبب ذلك إلى أن المشكلات التي قد تنشأ عند التطور, مثل تأخر التطور الكلامي, قد يتم تشخيصها، خطأً، على أنها اضطراب ADHD. ولذا، فإن تشخيص الإصابة بهذا الاضطراب لدى الأطفال الصغار جدا ينبغي أن يتم من قِبل اختصاصي في الموضع، مثل اختصاصي علم النفس (Psychologist) أو طبيب نفسيّ (Psychiatrist), اختصاصي علاج النطق واللغة (Speech - language therapist) أو اختصاصي تطور الطفل.

استبيانات ومقابلة:

بما أن أعراض اضطراب ADHD لا تكون، في أغلب الأحيان، ظاهرة للعيان خلال الفحص الطبي الروتيني، يستعين الطبيب المعالج بإجراء مقابلة، وجها لوجه، وباستبيانات (استمارات الأسئلة) ليتعرف أكثر على سلوكيات الطفل. وقد يطلب طبيب الأطفال التحدث إلى معلمي الطفل أو إلى أشخاص آخرين من معارف الطفل (الذين على معرفة جيدة بالطفل), مثل الحاضنة التي تعتني به, المدربين أو المرشدين الذين يقابلهم الطفل دائما. وقد يستعين الطبيب، أيضا، بسلم تدريج خاص لجمع وتقييم المعلومات الخاصة بالطفل.

علاج قصور الانتباه وفرط الحركة
تتضمن علاجات اضطراب ADHD لدى الأطفال المعالجة الدوائية والاستشارة، بشكل أساسي.
لكن ثمة علاجات أخرى تساعد في تخفيف حدة الأعراض، تشمل: تنظيم وتحديد حيز خاص للطفل في داخل الصف المدرسي, إضافة إلى الدعم العائلي والبيئي - الجماهيري.

العلاج الدوائي:

تعتبر الأدوية المنشّطة والأدوية المهدّئة العلاجات الدوائية الأوسع انتشارا، اليوم، لمعالجة اضطراب ADHD لدى الأطفال. وهي تشمل:

ريتالين (Ritalin), كونسيرتا (Concerta), ميثيل فينيدات/ دواء منبه أساسيّ (Methylphenidate)
أديرال (Adderall), دِيكْسْتْروأمفيتامين (Dextroamphetamine) / أمفيتامين (منبه عصبي) - (Amphetamine)
ديكْسِدْرين (Dexedrine) دِكْسْتروأمفيتامين (Dextroamphetamine).
وبالرغم من أن العلماء لا يعرفون تماما، حتى الآن، كيفية تأثير هذه العقاقير الدوائية, إلّا أن الانطباع السائد بينهم هو أن هذه الأدوية تعمل على تنشيط الدماغ وموازنة مستويات/ تركيز المواد الكيميائية في الدماغ، والمعروفة باسم الناقلات الكيميائية بين الأعصاب (الناقلات / النواقل العصبية - Neurotransmitters).

وتساهم هذه الأدوية في تحسين الأعراض والعلامات الأساسية المصاحبة لاضطراب ADHD, كنقص الانتباه, الاندفاعية وفرط النشاط، بدرجة كبيرة جدا، أحيانا. ومع ذلك، فإن تأثير (مفعول) هذه الأدوية يدوم لوقت قصير جدا، فقط، ويزول بسرعة فائقة.

الآثار والأعراض الجانبية للعلاجات الدوائية المنشطة:

فيما يلي الآثار الجانبية الأكثر انتشاراً لدى الأطفال عند تناول العلاجات الدوائية المنشطة:

فـَقْد الشهية
فقدان الوزن
اضطرابات ومشاكل في النوم
العصبية وانعدام الهدوء لدى زوال مفعول الدواء
قد تنشأ لدى بعض الأطفال الذين يتناولون هذا النوع من الأدوية بعض الحركات العضلية التشنجية, مثل الحركات اللاإرادية في عضلات الوجه أو العرّات (عرّة - حركة غير إرادية مكررة وغير متناسقة - Tic). إلّا أن هذه الحركات تتوقف وتختفي عند تقليل الجرعة الدوائية، أو ضبطها
إضافة إلى ذلك، قد يكون لهذه الأدوية المنشطة تأثير في إبطاء نموّ الأطفال وتطورهم, لكن هذا التأخير، في أغلب الأحيان، لا يكون مستديماً. وقد ثار بعض القلق والتخوف من مغبة استخدام الأدوية المنشطة لدى الأطفال الذين يعانون من اضطراب ADHD ولم يبلغوا سن الالتحاق بالمدرسة بعد.

العلاج الدوائي لاضطراب ADHD والمشاكل القلبية:

لقد تم، فعلا، تسجيل بعض حالات الوفاة جراء فشل القلب (Heart failure) لدى بعض الأطفال والمراهقين الذين يتناولون هذه الأدوية المنشطة, لكن الحديث يدور هنا عن حالات نادرة.

العلاج بالأدوية المُهَدِّئة:

يُستخدم هذا العلاج، أساسا، للأطفال الذين يعانون من اضطراب ADHD ولا يجدي معهم نفعا العلاج بالأدوية المنشّطة، أو للأطفال الذين تظهر لديهم أعراض وآثار جانبية من جراء تناول الأدوية المنشّطة.

وتشمل العلاجات الأخرى المستخدمة لمعالجة الأطفال المصابين باضطراب ADHD:

مضادات الاكتئاب
كاتابريس (Catapres) (كلونيدين - Clonidine), وغوانفاسين (Guafacine) (تينيكس - Tenex). وتستخدم هذه العقاقير لمعالجة فرط ضغط الدم. وقد ثبتت نجاعتها في معالجة المصابين باضطراب ADHD.
معالجة اضطراب ADHD بالاستشارة:

يجني الأطفال المصابون بهذا الاضطراب، غالبا، فائدة جمة من محادثات العلاج بالاستشارة والتوجيه، أو من العلاج السلوكي. جميع هذه العلاجات يمكن تلقيها من قبل مجموعة من الاختصاصيين، تشمل: الطبيب النفسي, المعالج النفسي (اختصاصي علم النفس), العامل الاجتماعي أو اختصاصيين مؤهلين في مجالات الصحة النفسية المختلفة ومُجازين لتقديم هذه العلاجات. وقد يعاني بعض الأطفال المصابين باضطراب ADHD من ظواهر أخرى، كاضطراب القلق أو الاكتئاب. وفي مثل هذه الحالات، يمكن للاستشارة والتوجيه أن يساعدا في معالجة الاضطراب بحد ذاته، إضافة إلى معالجة الظواهر المرافقة له.

من بين أنواع الاستشارات الشائعة:

المعالجة النفسية (Psychotherapy)
المعالجة السلوكية (Behaviour therapy / Behaviour modification)
المعالجة العائلية (Family therapy / family counselling)
التدريب على اكتساب المهارات والمؤهلات الاجتماعية
المعالجة بواسطة مجموعات الدعم (Group support)
التدريب على اكتساب مهارات أبوية
ويمكن تحقيق أفضل النتائج من هذه العلاجات شرط ضمان التعاون المشترك والتام، بين المدرسين, الأهل, المعالِجين والمستشارين أو الطبيب النفسي, بحيث يعمل هؤلاء جميعا سوية، كمجموعة واحدة، من أجل تحقيق هدف مشترك. ويستطيع الأهل أن يلعبوا دورا مركزيا وحاسما من خلال بذل الجهود لتنسيق العمل المشترك والتعاون مع المعلمين، ومن خلال توجيههم إلى المصادر المؤهلة والموثوق بها لتلقي المعلومات والدعم اللازمين من أجل تحسين وضع طفلهم أثناء الدراسة.

الوقاية من قصور الانتباه وفرط الحركة
ليست هنالك أية طريقة لمنع الإصابة باضطراب ADHD والوقاية منها تماما, إلا أن هناك بعض الخطوات التي يستطيع الأهل تتبعها لمنع الأعراض والمشكلات الناجمة عن اضطراب ADHD ولضمان الصحة الجسدية, النفسية والعاطفية للطفل قدر الإمكان. ومن بين هذه الخطوات:

في فترة الحمل: يجب تجنب جميع الممارسات والسلوكيات التي من شأنها أن تلحق الضرر بتطور سليم للجنين، مثل الامتناع عن شرب الكحوليات, تدخين السجائر, أو استهلاك المواد التي تسبب الإدمان
يتوجب المحافظة على الطفل وحمايته من التعرض إلى مواد ملوّثة وسامّة، تشمل: دخان السجائر, المواد الكيميائية المصنعة أو المبيدات الحشرية الزراعية والدهانات التي تحتوي على الرصاص (والتي قد تكون موجودة في بيوت قديمة)
على الأهل أن يكونوا مثابرين في تصرفاتهم، في وضع حدود واضحة وفي استخلاص استنتاجات واضحة من سلوكيات أطفالهم
على الأهل الإهتمام ببناء نظام يومي ثابت لأطفالهم، يفصّل للطفل بأقصى الوضوح ماهية توقعات ومطالب الأهل منه، في كل ما يتعلق بـ: ساعة الخلود إلى النوم مساءً, ساعة الاستيقاظ صباحاً, أوقات الوجبات, أوقات إتمام المهام المنزلية البسيطة وأوقات مشاهدة التلفاز
على الأهل الامتناع عن القيام بأعمال متعددة عند تحدثهم مع الطفل, إذ من الضروري المحافظة على التواصل البصري مع الطفل لدى إملاء التعليمات. كما يُنصح بأن يتفرغ الأهل لبعض الدقائق، يومياً، من أجل الإطراء على الطفل وامتداحه
على الأهل التعاون التام مع مدرِّسي طفلهم ومعالِجيه ليتسنى تشخيص المشكلات التي قد تنشأ، مبكرا قدر الإمكان
عندما يتم تشخيص إصابة الطفل باضطراب ADHD ، أو بأي من الاضطرابات الأخرى التي تؤثر على تحصيله العلمي أو على علاقاته الاجتماعية, ينبغي على الأهل أن يدركوا أن العلاج المبكر قد يساعد كثيراً في تخفيف حدة التأثير على إدارة نظام حياتي سليم للطفل
العلاجات البديلة
قليلة هي الأبحاث التي تشير إلى أن العلاجات البديلة قد يساعد في تخفيف ملحوظ لحدة الأعراض التي قد تصاحب الإصابة باضطراب ADHD , رغم أن بعض هذه العلاجات تساهم في ذلك، فعلا، كما يبدو.
من بين العلاجات البديلة:

اليوغا (Yoga)
حميات غذائية خاصة: ترتكز معظم الحميات الغذائية المعتَمَدة لمعالجة هذا الاضطراب على الامتناع عن تناول الأطعمة التي يُعتقد بأنها تسبب فرط النشاط، مثل: السكريات (السكاكر) والكفايين, بالإضافة إلى الأطعمة المعروفة بأنها تثير الأرجية (الحساسية - Allergy) مثل: القمح, الحليب والبيض. وتوصي بعض هذه الحميات الغذائية بالامتناع عن تناول المُلَوِّنات الغذائية الاصطناعية والمضافات الغذائية (food additives). ولا تشير الأبحاث، حتى اليوم، إلى وجود علاقة ثابتة بين الحميات الغذائية وبين تخفيف أعراض وعلامات الإصابة باضطراب ADHD, رغم إن هنالك بعض الأبحاث التي تفيد بأنه ربما تكون لبعض التغييرات الغذائية المعينة تأثيرات إيجابية.
الفيتامينات ومُضافات المعادن:

المُضافات النباتية: ليس هنالك، حتى الآن، قول فصل في ما إذا كان تناول نبتة سانت جونز (عصبة القلب / عشبة العرن ـ St John's wort / Hypericum), الجينسينغ (Ginseng), الجنكة (Ginkgo)، الأدوية الطبية الصينية التقليدية أو أي من ألأعشاب الطبية الأخرى يفيد في معالجة اضطراب ADHD
الأحماض الدهنية الأساسية (Essential fatty acids): هذه المجموعة من الاحماض, التي تشمل أحماض أوميغا 3, حيوية جدا في عمل الدماغ
غليكونوتريينتس (Glyconutrients): هذا المصطلح يعبر عن مجموعة تتكون من ثمانية أنواع من السكريات التي تساعد، نظرياَ، في تقليص وتخفيف الأعراض بواسطة المساهمة في إنتاج تراكيب أساسية حيوية تدعى بروتين مصل السكر. ورغم أنه من الثابت أن السكريات ضرورية لعمل الدماغ بطريقة سليمة, إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان لهذه الزلاليات السكرية تأثير ما على أعراض اضطراب ADHD
التدريب بواسطة الارتجاع العصبي (Neurofeedback): الارتجاع العصبي يعمل على تسجيل النشاطات الكهربية للموجات الدماغية. يتكون هذا العلاج من عدد ثابت من الجلسات, يُطْلب من الطفل خلالها التركيز في بعض النشاطات المحددة بينما يستخدم (الطفل) جهازا يقوم بعرض تركيبة الموجات الدماغية الخاصة به. يتعلم الطفل، نظرياً، الحفاظ على تراكيب الموجات الدماغية الخاصة به والتحكم بها، وهي الموجات الصادرة من مقدمة الدماغ. وبهذه الطريقة، يخفف من أعراض اضطرابات نقص الانتباه والتركيز










طب ويب
Top