تحذير من "الأطفال الخاملين"
November 26, 2019
من المجتمع
وتقول منظمة الصحة العالمية إن ذلك يؤدي إلى تضرر صحتهم وكذلك نموهم العقلي ومهاراتهم الاجتماعية.
وتضيف أن عدم ممارسة الأطفال للتمارين البدنية بقدر كاف وبشكل يومي يعد مشكلة عالمية سواء في الدول الغنية والفقيرة.
وخلصت الدراسة إلى أن الأولاد أكثر نشاطا من البنات في 146 دولة شملتها الدراسة باستثناء أربعة بلدان.
ما المقصود بالتمارين البدنية؟
أي شيء يجعل القلب ينبض بسرعة أكبر والرئتين تتنفسان بقوة أكبر، يعتبر تمرينا بدنيا.ويمكن أن يشمل:
الجري
ركوب الدراجات
السباحة
كرة القدم
القفز
القفز على الحبل
الجمباز
الهدف هو 60 دقيقة من التمارين المعتدلة إلى القاسية يوميا.
تقول الدكتورة فيونا بول من منظمة الصحة العالمية "لا أعتبر ذلك هدفا صعبا ومبالغا فيه".
وتضيف "إن الأدلة العلمية تثبت أن ذلك مهم للنمو السليم والتمتع بصحة جيدة".
الفرق بين التمارين المعتدلة والقاسية، هو أنه يمكنك الحديث والتنفس بشكل طبيعي وأنت تمارس التمارين المعتدلة، بينما التمارين القاسية تجعلك تلهث وأنت تتحدث.لماذا نهتم؟
ستظل الصحة أهم رأسمال للبشر، سواء الآن أوفي المستقبل.
بقاؤك نشيطا يعني ما يلي::
قلب ورئتان سليمتان
عظام وعضلات قوية
صحة بدنية ونفسية أفضل
وزن معتدل
وتقول الدكتورة ريجينا جوتهولد من منظمة الصحة العالمية إن "النشيطين بدنيا في سن المراهقة سيكونون نشيطين عند البلوغ في أغلب الاحتمالات".
ويمكن أن تقلل ممارسة الأنشطة البدنية باستمرار خلال جميع الأعمار، من خطر الإصابة بأمراض عديدة من بينها النوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض السكري من النوع الثاني.
كما يقول الباحثون إن هناك أدلة متزايدة على أن النشاط البدني مفيد أيضا لنمو الدماغ.
وتضيف غوتهولد إن "قدرات الأطفال الإدراكية أفضل، كما أنهم يتعلمون الأشياء الجديدة بسهولة، ويصبحون اجتماعيين أكثر من غيرهم".
هل الأطفال كسالى؟
هل من شأن مثل هذه النتائج أن تفقدنا الأمل في التغيير؟
يقول الدكتور بول: "الأطفال ليسوا بطبيعتهم كسالى".
ويضيف "الأمر لا يتعلق بالأطفال فقط، بل هو راجع بالأساس للإهمال والإخفاق في إعطاء الأولوية للنشاط البدني، ويبدو أن هذا الشيء منتشر في جميع أنحاء العالم".
إذن ما الذي يحدث؟
لا توجد إجابة واحدة تشرح سبب انخفاض مستويات النشاط إلى حد كبير ولكن هناك بعض السمات الشائعة.
الأولى هي التركيز على الأداء الأكاديمي، وهذا يأتي على حساب اللياقة البدنية.تقول لين رايلي، إحدى الذين شاركوا في إعداد الدراسة، "يتم تشجيع الشباب من هذه الفئة العمرية على الاجتهاد والدراسة للنجاح في الامتحانات".
وتضيف "غالبًا، ما يجلس الأطفال في المدرسة لفترات طويلة جدا يوميا لأداء واجباتهم المدرسية هناك، ولا يحصلون على مثل هذه الفرصة أو الوقت للقيام بالأنشطة البدنية".
يقول الباحثون أيضا، إن هناك مشاكل حول ضمان أمن المرافق الرياضية والترفيهية وسهولة الوصول إليها ومدى القدرة على دفع أسعارها.
كما أن عدم توفر الطرق الآمنة يعني أن ركوب الدراجات أو المشي إلى المدرسة أو منزل صديق ليس أحد الخيارات.
وتقول رايلي إن"المخاوف المتعلقة بالسلامة هي مشكلة كبيرة بحد ذاتها".ويعد ظهور "ألعاب الكمبيوتر" المتاحة على الهاتف أو الألواح الرقمية، منافسا للأنشطة البدنية وقضاء الوقت خارج المنزل، وعاملا بالغ الأهمية في انخفاض مستوى النشاط.
يقول الدكتور بول إن "سهولة الوصول إلى الترفيه لم يسبق له مثيل" وبشكل مختلف تماما عن الأجيال السابقة.
هل هناك بلدان أفضل من غيرها؟
أكد تقرير منظمة الصحة العالمية أن الخمول يمثل مشكلة عالمية، من أفغانستان إلى زيمبابوي.كانت بنغلاديش من أكثر الدول تدنيا في مستوى الخمول، ولا يزال لديها 66% من الأطفال (اثنان من كل ثلاثة) لا يقضون ساعة يوميا في الأنشطة البدنية، بحسب الدراسة.
وكان الفتيان في الفلبين (93 %) والفتيات في كوريا الجنوبية (97 %) الأكثر نشاطا حسب الدراسة.
وأظهر التقرير أن 75% من الأولاد و 85 % من الفتيات البريطانيين غير نشيطين.
ما مدى نشاط الفتيات؟
أظهرت الدراسة أنه لا توجد سوى أربعة بلدان، تونغا وساموا وأفغانستان وزامبيا، فيها الفتيات أكثر نشاطا من الأولاد.
وتشير الدراسة إلى أن 85 % من الفتيات على مستوى العالم يمارسن قليلا من التمارين البدنية، في حين أن النسبة للأولاد هي 78 %.
ووفقًا للدراسة، فإن هناك دولًا مثل الولايات المتحدة وايرلندا لديها اختلافات صارخة بين الجنسين.
وتشير الدراسة إلى أن 64 % من الأولاد و 81 % من الفتيات في أمريكا وايرلندا غير نشيطين.
لماذا توجد فروق بين الفتيات؟
مرة أخرى، لا يوجد سبب معين، والأمر يختلف من بلد إلى آخر.
تقول رايلي "تلعب أيضا بعض القضايا الثقافية دورا هنا. ففي بعض الثقافات، لا يفترض من الفتيات المراهقات أن يكن نشيطات أو لا يتم تشجيعهن على ممارسة الأنشطة البدنية مثل الأولاد".ويقول الباحثون أيضا إن الطريقة التي يروج بها للمشاركة في الأنشطة الرياضة تستهدف الأولاد أكثر من الفتيات في كثير من الأحيان.
وهناك حاجة إلى مزيد من الجهد للدفع بالأنشطة التي تجذب الفتيات أو تجدها الفتيات أكثر جاذبية.
بالإضافة إلى عدم توفر المرافق الخاصة لممارسة الأنشطة البدنية، حسب رأي رايلي.
وتضيف رايلي "في كثير من الأحيان، لا توجد غرف منفصلة لتبديل الملابس، بحيث يمكن للفتيات أن يشعرن بالراحة وهن يشاركن في الأنشطة الرياضة".
هل الأمور تتحسن أم تسوء؟
الأمور تتحسن وبشكل قليل.
قيمت الدراسة التي نشرت في مجلة لانسيت صحة الأطفال والمراهقين، في مستويات النشاط المسجلة بين عامي 2001 و 2016.
وفي ذلك الوقت، انخفض معدل الخمول عند الأولاد من 80 % إلى 78 % ، في حين بقي عند 85 % بالنسبة للبنات، وفقا للدراسة.ماذا يعتقد الخبراء؟
يقول الدكتور مارك تريمبلاي، من مستشفى الأطفال التابع لمعهد أبحاث أونتاريو الشرقية، في كندا: "لقد غيرت الثورة الإلكترونية بشكل أساسي أنماط حركة الناس من خلال تغيير مكان وكيفية إقامتهم وتعليمهم وعملهم ولعبهم وسفرهم وعزلهم تدريجيا في منازلهم على الكراسي في معظم الأحيان.
ويضيف "الناس ينامون بشكل أقل ، ويجلسون أكثر ، ويمشون بشكل متكرر، ويقودون بانتظام أكثر ويمارسون نشاطا بدنيا أقل مما اعتادوا عليه".
كما يقول البروفيسور راسل فينر، رئيس الكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الطفل، إن النتائج "مقلقة".
ويضيف "الأطفال الأكثر نشاطا يتمتعون بصحة ورفاهية أفضل، كما أنهم متفوقون دراسيا على الأغلب".
ويردف قائلا "يجب أن نسهل على الأطفال والشباب أن يعيشوا حياة نشطة وصحية، وهذا الأمر قوله أسهل من فعله وتطبيقه".
بي بي سي