• Sunday, 30 June 2024
logo

تقديم مشروع "زواج العصر" إلى برلمان كوردستان

تقديم مشروع
منذ 16 سنة وبدون علم زوجته الأولى، تزوج من ثانية، والعقد الذي بينهما لا يلقي ثقلاً يذكر على (آزاد) تجاه زوجته (سارا)، كما أنهما لا يلتقيان إلا عندما يكونان "بحاجة إلى ممارسة الجنس".

هذا النوع من الزواج يعرف بزواج المسيار وهو شائع في بعض الدول الإسلامية ومن بينها السعودية، ويقول الذين يدعون إلى هذا النوع من الزواج في إقليم كوردستان إنه يوجد كثيرون تزوجوا بهذه الطريقة هنا.

زواج المسيار، هو عقد زواج بين امرأة ورجل يستوفي كل الشروط القانونية والشرعية إلا ثلاثة شروط تتخلى عنها الزوجة برغبتها وهي: النفقة وبيت الزوجية وتقاسم فترات بقاء الرجل عند نسائه إن كان متزوجاً بأكثر من واحدة.

كانت لآزاد أعذاره للجوء إلى هذا النوع من الزواج، ويقول: "كانت زوجتي مريضة، وتعجز عن إشباعي جنسياً، لهذا قررت أن أتزوج زواج مسيار مع امرأة أخرى".

السيدة التي تزوجها آزاد أرملة مات زوجها الأول وعندها أربعة أولاد، وكانت تخاف من انتزاع أولادها منها في حال أقدمت على الزواج لهذا وافقت على هذا النوع من الزواج. يقول آزاد: "كلما سنحت الفرصة نلتقي، وبدون أن يسبب ذلك مشاكل بيني وبين زوجتي الأولى أو ينتزع من زوجتي الثانية أولادها".

من "المسيار" إلى "العصر"

أول من طرح موضوع زواج المسيار في الإعلام بكوردستان، كان (الشيخ آريان البرزنجي) الذي قدم قبل سنوات مشروعاً بهذا الخصوص لبرلمان كوردستان لكن المشروع قوبل بالرفض من جانب البرلمان. لكنه عاد الآن ليقدم المشروع للبرلمان تحت مسمى جديد "زواج العصر".

لم تكن عند آزاد أي معلومات عن هذا النوع من الزواج، لكنه عندما حدث رجل دين عن مشكلته أشار عليه بزواج المسيار، وعندما سأل رجلَ الدين: هل هناك امرأة تقبل بهذا النوع من الزواج، أجابه رجل الدين بنعم. يقول آزاد إن السيدة التي تزوجها تنازلت عن نفقتها ولزمت دارها، وكانت فقط بحاجة إلى زوج يمارس الجنس معها.

الهدف من هذا النوع من الزواج

يقول الشيخ آريان عزيز أحمد البرزنجي، وهو يحمل شهادة ماجستير في العلوم الإسلامية، إنه قدم في 9 تشرين الأول 2019 مشروع قانون "زواج العصر" إلى لجنة الأوقاف والشؤون الدينية في برلمان كوردستان.

وكان البرزنجي قد قدم نفس المشروع في 2007 إلى البرلمان، ويلخص أهداف المشروع في النقاط الآتية:

1- وضع حد لانتحار السيدات.

2- انتفاع أكبر عدد من الأرامل والعوانس من عملية الزواج.

3- القضاء على الزنا والخيانة الزوجية.

4- التغلب على التكاليف الباهضة للزواج.

5- معادلة الارتفاع في نسبة النساء مقارنة بالرجال.

6 – توفير فرص الزواج للأرامل ذوات الأوضاع المادية الجيدة.

ويقول البرزنجي إن هذا النوع من الزواج معمول به في أغلب دول الخليج ومصر ولبنان، ويرى أنه ضروري لكوردستان: "هذا النوع من الزواج موجود في جميع الدول الإسلامية، لكنه لم يكن موجوداً في كوردستان، ولأني درست الشريعة ونلت الماجستير في العلوم الإسلامية، تعمقت في مشكلة هذا المجتمع. فهناك لامساواة كبيرة بين المرأة والرجل، ولا تستطيع الأرامل الزواج بسهولة، وهناك رجال بحاجة إلى نساء أخريات لكن لا يسمح لهم، لذا أعتقد أن هذا النوع من الزواج لن تتبعه مشاكل ويحل الكثير من المشاكل".

الشرط الوحيد المطلوب لهذا النوع من الزواج عند الشيخ البرزنجي هو أن يكون عمر الرجل والمرأة قد تجاوز 35 سنة، ليستفيد منه الذين لم تتح لهم فرصة الزواج في فترة الشباب.

وحول قيامه بتغيير اسم مشروعه يقول البرزنجي: "عندما قدمت المشروع أول مرة أساء الناس فهمه. كانوا يظنون أن هذا النوع من الزواج يضر المرأة ويفكك العائلة الكوردية، وكان ذلك من عدم معرفتهم به، فقررت تغيير الاسم إلى زواج العصر".

ويعتقد الشيخ البرزنجي أن هذا الزواج سيجلب منافع كثيرة للمجتمع ويحل أغلب المشاكل الاجتماعية "وإذا أدركت النساء منافع هذا النوع من الزواج سيقمن لي تمثالاً".

يقول الشيخ آريان البرزنجي إنه ليس بحاجة إلى هذا النوع من الزواج وإلا فإنه مستعد له، كما أنه لن يمانع زواج أقاربه المقربين بهذه الطريقة "لأنه زواج عادي، والمرأة فيه تتنازل عن ثلاثة من حقوقها بإرادتها".

تشير إحصائيات رئاسة محكمة التمييز في أربيل إلى أنه تم خلال الفترة (2 كانون الثاني 2017-31 كانون الأول 2018) تسجيل 29653 عقد زواج في محكمة الأحوال الشخصية وسجلت في المقابل 5583 حالة طلاق، وكانت 1940 حالة طلاق بسبب عدم الاتفاق بين الزوجين، حسب الإحصائية، و242 حالة بسبب الفرق في العمر، و60 حالة بسبب العقم، و663 حالة بسبب الخيانة الزوجية، و622 حالة بسبب عدم توفر مسكن منفصل، و119 حالة بسبب زواج الرجل مرة ثانية، و707 حالات بسبب التكنولوجيا (الهاتف النقال والإنترنت) و62 حالة بسبب المرض و827 حالة بسبب مشاكل اجتماعية و736 حالة بسبب مشاكل اقتصادية و416 حالة طلاق لأسباب أخرى.

وأرفق الشيخ آريان البرزنجي بمشروعه فتاوى ثلاثة من علماء الدين الذين يفتون بأن هذا النوع من الزواج حلال.

وأكد رئيس لجنة الأوقاف والشؤون الدينية ببرلمان كوردستان، هورامان كجينيي، أن مشروعاً من هذا النوع قدم للبرلمان ولكنه برر عدم إجراء قراءة له بالقول: "ليست عندي أي معلومات بهذا الخصوص".

هل تبيحه الشريعة؟

يقول خطيب جامع رشاد المفتي وعضو اللجنة العليا للإفتاء في إقليم كوردستان، عمر حسن: "هذا النوع من الزواج ليس مرفوضاً شرعاً، ففيه قسم من شروط الزواج العادي، لكننا لا نستطيع القول إنه زواج صحيح، فهو يتم باتفاق بين المرأة والرجل، ويطرق الرجل المرأة كلما سنحت له الفرصة ما يعني غياب المشاعر والمحبة بين هذين الشخصين".

ويرى حسن أنه طالما كان الزواج يخلو من المشاعر والمحبة سيؤثر على الطفل الذي ينتج عن هذا الزواج والذي سيكون محروماً من عاطفة الأبوة، ولهذا يقول "إنه غير صحيح".

ويضيف إنه ليس مستعداً أبداً لعقد قران بين امرأة ورجل تحت مسمى زواج المسيار: "أنا أعقد قران النساء والرجال باستمرار، ولم ألتق حتى الآن امرأة ورجلاً يطلبان تزويجهما زواج مسيار".

هل أصبح زواج المسيار ظاهرة في كوردستان؟

يرى الشيخ آريان البرزنجي الذي يدعو إلى زواج المسيار منذ 12 سنة أن هذا النوع من الزواج ينتشر في كوردستان: "لقد زاد عدد حالات هذا النوع من الزواج في كوردستان، لأن هناك أناساً تبينوا صحة هذا الزواج وتزوجوا بهذه الطريقة، وسميته زواج العصر لأني أعرف أنه سيصبح زواج العصر".

ويقول رجل دين من أربيل لم يشأ الكشف عن اسمه، إنه يعلم بوجود هذا النوع من الزواج في كوردستان: "على حد علمي تمت خلال العامين الماضيين عشر حالات زواج مسيار في أربيل، وثلاث حالات في السنة الحالية وكنت أنا من عقد القران في حالتين من هذه الحالات، ولا أجد أي خلل في هذا النوع من الزواج".

تستمر مساعي الشيخ آريان البرزنجي لترويج هذا النوع من الزواج، لكن مجتمعاً شبه محافظ كمجتمع إقليم كوردستان يرفض قبول مثل هذه الأفكار بسهولة.









روداو
Top