• Tuesday, 24 December 2024
logo

الخوف شبح يهدد طفلك.. كيف يمكن مواجهته؟

الخوف شبح يهدد طفلك.. كيف يمكن مواجهته؟
استيقظت لارا فزعة.. تصرخ وتكاد أنفاسها تنقطع من فرط البكاء، هرعت والدتها إليها وعندما حاولت سؤالها عن السبب لم ترد الصغيرة صاحبة الخمسة أعوام، حاولت تهدئتها وعادت لنومها، وفي الصباح أخبرت والدتها أن "سبونج بوب" أحد الشخصيات الكرتونية، جائها وكان يود إلقائها من الشباك، ضحكت الأم على كلامها ولم تعرها اهتمامًا.. لارا واحدة ضمن الكثير من الأطفال لديها مخاوف قد تبدوغير منطقية لعالم الكبار، ولكنها مصدر إزعاج لهم، بل وتشكل عبء كبير عليهم.

"الكونسلتو" يستعرض في التقرير التالي مخاوف الأطفال، وكيف يمكن للآباء التعامل معها.

في الليلة التالية تجدد صراخ لارا، وأصبحت الصغيرة تخشي الخلود للنوم، تسهر لساعات متأخرة خوفًا من تلك الشخصية الكرتونية التي أصبحت تهدد حياتها، باتت تحكي عنها وتنقل مخاوفها تلك لأختها الصغيرة، بل وتهددها بها، قررت الأم أن تشتري الشخصية الكرتونية في صورة لعبة لتعطيها للصغيرة حتى تدرك أن ما تخاف منه غير حقيقي.

لم تستوعب الصغيرة ما قامت به الأم، وأخذت تلك اللعبة الجديدة وألقت بها من الشباك، وأعتقدت أنها انتصرت وفي الليل تبدلت الأمور وأخذت صيحات لارا تعود من جديد تهز أرجاء المنزل، فقررت الأم اللجوء إلى المرشدة النفسية في المدرسة لتساعدها في التخلص من شبح "سبونج بوب" الذي يخيم على البيت.

تقول الدكتورة رانيا صابر، استشاري الأمراض النفسية للأطفال والمراهقين والإرشاد الأسري، إن الخوف شعور طبيعي عند البشر وفي سن الطفولة تتعدد المخاوف التي يشعر بها الأطفال، وهناك بعض العوامل التي تشكل تلك المخاوف عند الأطفال ووتمثل في التالي:

- التطور العمري الطبيعي والاحتكاك بأشياء جديدة على الطفل، قد تشكل المخاوف لديه.

- مشاهدة الأفلام الكارتونية دون ضوابط وفي ساعات متأخرة من الليل.

- مشاهدة الأفلام التي تحتوي على مشاعد العنف والرعب.

- استخدام أسلوب الترهيب مع الأطفال، كنوع من العقاب.

- الحديث عن الأشياء الخرافية أو الغيبيات مع الأطفال، كالحديث عن الجن والعفاريت والأشباح.

- السخرية من الطفل ومن أفكاره، ومشاركة ذلك أمام الناس.

- تهديد الطفل بعقاب قاسي أو بشيء يخاف منه مثل الجلوس منفردًا في الظلام، وحرقه بالنار.

- عدم التعامل بجدية من الأهل مع المخاوف التي يمر بها الطفل.

كيف تؤثر المخاوف على الطفل؟
المخاوف التي يمر بها الأطفال متعددة وتختلف بحسب الفئة العمرية، إلا أنه بالرغم من البساطة التي تبدو عليها تؤثر على الأطفال بصورة كبيرة، وتسبب لهم عدد من الأعراض الظاهرية وكذلك الخفية والتي لا يظهر تأثيرها إلا بعد سنوات كثيرة، وفقًا لموقع "Healthy children".

- القلق.

-عدم القدرة على النوم بعمق.

- الشعور بالحزن.

- الوحدة، وتجنب الانخراط في الأنشطة الاجتماعية.

- الكوابيس المزعجة.

- العنف والعدوانية.

- البكاء غير المبرر.

- التبول اللا إرادي.

- التشتيت وعدم القدرة على التركيز.

- قلة التحصيل الدراسي.

- التردد.

- عدم القدرة على اتخاذ القرارات.

وكشفت دراسة نشرت في مجلة الطفولة الأمريكية، أن 43% من الأطفال ما بين السادسة وحتى الثانية عشر، يعانون من المخاوف، التي تؤثر عليهم في الكبر.

وأشارت الدراسة أن 38% من تلك المخاوف السبب فيها الأهل، و20% من البيئة المحيطة، وأوضحت الدراسة أن نسبة المخاوف تزداد في البيئات غير المستقرة والتي بها صراعات وحروب.

اقرأ أيضًا: 5 أسباب للاكتئاب عند الأطفال.. إليك طرق للتعامل معهم
كيف يمكن التعامل مع المخاوف عند الأطفال؟
هناك نوعان من المخاوف الأول هي المخاوف المنطقية، كالخوف من الحيوانات المفترسة، والخوف من الظلام، والوحدة، والأماكن شديدة الارتفاع، والأصوات المزعجة، والأشياء غير المألوفة على الطفل والتي تحدث فجأة، والنوع الأخر هي المخاوف التي تبدو غير منطقية، كالشخصيات الكارتونية، والأشباح، الأشياء التي لا ترى، بعض الألعاب، السيارات، البالونات، وغيرهم من الأشياء التي تبدو عادية ويألفها الأطفال ولكنها تشكل تهديدًا على الآخرين بسبب التكوينات الشخصية والعوامل التي تم ذكرها في السابق.

تقول رانيا صابر، استشاري الأمراض النفسية للأطفال، إن تعامل الآباء مع مخاوف الطفل، يمكن أن يجعلها خوف عابر، ويمكن أن يتم تحويلها لفوبيا وهي الخوف المرضي، وتعتبر ضمن قائمة الأمراض النفسية الأكثر انتشارًا.

وحددت صابر، روشتة للآباء للتعامل مع مخاوف أطفالهم بأمان، كالتالي:

- احترام مشاعر الطفل هي القاعدة الأساسية التي يجب أن ينطلق من الآباء، فمهما كانت الأمور التي يخاف منها الطفل صغيرة وتبدو غير منطقية أو مبررة، يجب استيعابها، وتوصيل للطفل أنهم يشعرون بما يمر به ويقدرون ذلك، وعدم الاستهانة بما يشعر به لأنه يشكل تهديد بالنسبة له.

- عدم السخرية من الطفل وما يشعر به، وخاصة أمام الناس، فذلك يشعره بالضعف والاختلاف، ويؤثر على دائرة الثقة بين الطفل والأبوين.

- عدم إجبار الطفل على التعامل أو الاختلاط بما يخيفه، ومثال على ذلك عندما يخشى الطفل من المهرج في السرك، لا تجبره على لمسه، ولا تترك المهرج يحمله، لأن ذلك يعرض الطفل للصدمة، ويساهم في تحول المخاوف العادية لمرضية.

- الحديث مع الطفل ومناقشته بالمنطق وتوضيح حقيقة الأمور ببساطة ويسر دون تعقيدات لإزالة الغموض.

- جعل الطفل يعرف المزيد عن الأشياء التي يخاف منها، عندما يخاف من القطة احكي له قصص عن القطط واجعليه يشاهد صور لها ومقاطع فيديو، قومي أنتِ بلمس القطة، ولا تجبريه للقيام بذلك.

- تجنب تعرض الأطفال تحت الثلاثة سنوات للشاشات، وفقًا لتوصية منظمة الصحة العالمية، وتقنين المشاهدة في الأعمار الأكبر سننًا، وتجنب المشاهدة قبل النوم على الأقل بساعتين أو ثلاثة.

- الحواديت التي تحمل القيم التي نريد زرعها في الطفل بشكل مسلي وبسيط هي خير ما ينام عليه الصغار، أحلام الأطفال تنعكس مما يراه ويعيشه من خبرات خاصة قبل الخلود للنوم.
Top