النساء العاملات.. كفاح في سبل الحق وجني المال
October 6, 2019
من المجتمع
العقبات الاجتماعية والضغوط العائلية وضعف القطاع الخاص، عقبات تعترض سبيل النساء للانخراط في القوة العاملة في العراق وإقليم كوردستان، لكن أياً منها لم يمنع زيلان ذات الاثنين وعشرين عاماً من فتح (ذي بيرغري) في أربيل منذ نحو شهر.
تخبر زيلان وكالة فرانس بريس بأن الخطوة الأولى التي يجب أن تتخذها امرأة لتكون ربة عمل، هي إقناع أهلها بأن المجتمع لا ينظر إلى هذا العمل نظرة استخفاف، وتقول: "كنت أسمع الناس تقول: عندها أب وأخوة، ما الذي يدعوها لإدارة مطعم. لكن إن كانت عندك فكرة وأردت أن تتقدمي لا ينبغي أن تلتفتي لكلام الناس".
استحصلت زيلان موافقة أهلها ثم تمكنت من الفوز بدعم مالي من وكالة التنمية الألمانية GIZ لشراء مستلزمات مطعم جوال. لم تقف عائلة زيلان عند الموافقة على مشروعها بل ساعدها والدها في اقتناء لوازم المطعم ويساعدها أخوها (بياد) في إعداد البيرغر.
وحسب تقرير مشترك لحكومة إقليم كوردستان ومنظمة الهجرة الدولية IOM، فإن الفارق بين الأيدي العاملة من الجنسين في إقليم كوردستان كبير جداً، بحيث أن النساء في سن العمل يشكلن 15% من القوة العاملة في إقليم كوردستان، لكن هذه النسبة بين الرجال تبلغ 70%.
والفارق في القطاع الخاص أيضاً في صالح الرجال، ونحو 75% من النساء العاملات في إقليم كوردستان يعملن في القطاع العام، في حين أن 44% من الرجال يعملون في هذا القطاع، ويعمل 12% منهم في القطاع الخاص، وعند 21% منهم أعمال حرة، و21% منهم عمال وصناع بأجور يومية. المشاركة النسوية الكبيرة في القطاع العام واحد من أسباب تراجع نسبتهن في القطاع الخاص والسوق الحرة.
ديمن فتاح، 59 سنة، تمتلك أول مشتل تديره امرأة في أربيل وترأس مجموعة من المتخصصين في علم النبات تتألف من 450 عضواً بينهم 25 امرأة، وتقول: "الذي دمر النساء في مجتمعنا هو كلمة (معيب)، فالنساء يخشين الابداع والتجديد خوفاً من كلام الناس".
ويشير التقرير إلى أن البعض يصفون في تعليقات فيسبوكية النساء العاملات بـ"الحمقاوات"، ويقولون إن "على المرأة أن تهتم بشؤون البيت، لا غير".
لكن ديمن تشجع النساء بالقول: "عندما تعمل المرأة، لا تكسب المال فقط، بل تنشر الوعي بالمساواة وتمهد لغيرها من النساء لدخول سوق العمل".
وتقول الناشطة النسوية، آفان جاف، للوكالة الفرنسية إن هناك تغيراً لكنه "ليس نتيجة لانفتاح مفاجئ في تفكير المجتمع وذهنيته، صحيح أن البعض أصبح أكثر تسامحاً، لكن القسم الآخر من المجتمع لم يدرك بعد أن النساء صامدات وسيواصلن الكفاح لتحقيق ما يردن".
تنص المادة 58 من قانون العمل العراقي على أنه "لا يجوز تشغيل المرأة العاملة بعمل ليلي إلا إذا كان العمل ضرورياً أو بسىبب قوة قاهرة أو الحفاظ على مواد أولية او منتجات سريعة التلف أو إذا كانت هناك قوة قاهرة أدت إلى توقف العمل في المشروع توقفاً لم يكن متوقعاً، على أن لا يتكرر ذلك". كما أن النساء اللواتي يغادرن العمل بسبب إجازة الأمومة في إقليم كوردستان، لا يكون محل عملهن السابق محفوظاً عند عودتهن من الإجازة، كما أن الرجال هم الذين يقررون بشأن المرأة التي تريد أن يكون عندها عملها الخاص، في حالات كثيرة.
شونم حسين، تمتلك مركز (سكاي) للرشاقة في رانية، وتمارس 150 سيدة الرياضة في المركز، ويرقصن الزومبا ويدردشن مع بعضهن البعض.
وتخبر شونم الوكالة الفرنسية بالقول: "لا تأتي هؤلاء النسوة لممارسة الرياضة فقط، بل يردن التواصل مع النساء الأخريات والدردشة والتحدث عن مشاكلهن".
وقالت سيدة لم ترغب في أن يذكر اسمها، إن مركز شونم حسين دفعها للتفكير في فتح مطعم، لكن زوجها معارض: "قال لي: اليوم الذي تفتحين فيه المطعم هو آخر أيامك في هذا البيت".
روداو