النمو النفسي النمو النفسي هو نمو وتطوّر الكائنات البشريّة، معرفيًا وعاطفيًا وفكريًا، واجتماعيًا على مدار العمر، منذ الولادة إلى الشيخوخة، وهذا ما يعرف "بعلم النفس التنموي" ويعد إريك إريكسون الطبيب النفسي الذي طوّر واحدة من أهم النظريّات في التنميّة، وقد تأثرت نظريّته بأعمال المحلل النفسي سيجموند فرويد، فركزّت نظريّته على النمو النفسي الاجتماعي بدلًا من النمو النفسي الجنسي، وقد اشتملت نظريّته على ثمان مراحل. مراحل النمو النفسي تحتوي نظريّة إريك إريكسون للنمو النفسي الاجتماعي (1959) على ثماني مراحل، أوّل خمس منها تمتد منذ الولادة حتّى عمر الثامنة عشرة، والثلاث مراحل الأخرى في مرحلة البلوغ. كما فعل فرويد وغيره من المحللين النفسيين، فقد قال إريك إريكسون بأن الشخصيّة تتطوّر ضمن ترتيب محدّدْ، فتُبنى كل مرحلة جديدة على المرحلة السابقة، ويسمّى بالمبدأ الجيني، والمراحل هي: الثقة الأساسيّة مقابل عدم الثقة: تمتد هذه المرحلة خلال العام الأول من حياة الطفل تقريبًا، وحجر الأساس للشخصيّة الصحيّة في هذه المرحلة هو الإحساس العام بالثقة؛ فالطفل الذي تكون لديه الثقة أساسية يرى في العالم مكانًا آمنًا جميلًا ويرى الناس أشخاصًا طيبين وموثوقًا بهم، ويتوقف هذا الشعور على مدى رعاية الأم للطفل. الإحساس بالاستقلال الذاتي مقابل الخجل والشك- قوّة الإرادة: عندما يكتسب الأفراد الإحساس بالثقة يتهيأ لديهم الإحساس بالاستقلال الذاتي وضبط النفس، ويرى إريكسون أنّ الطفل في هذه المرحلة يكون لديه الخيار بين الاحتفاظ والترك. المبادأة مقابل الشعور بالإثم- الغرض؛ يعني أنّ هناك صراعًا نفسيا يختبره الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة، أي خلال فترة سن اللعب وفقًا لإريكسون، فأثناء هذه المرحلة يصبح لدى الطفل تحدي لكي يكون نشيطًا ويتقن الأعمال الجديدة والمهارات، ولكي يكتسب قبول الآخرين له باعتباره منتجًا، ومصدر هذا التحدّي هو المحيط الاجتماعي. الاجتهاد مقابل القصور - الكفاءة؛ تمتد هذه المرحلة من 6 سنوات إلى 11 سنة وهي سن المدرسة، ويتمكن الطفل في هذه المرحلة من تعلم المهارات الأساسية لثقافته عن طريق التعلّم الرسمي أي تعلّم القراءة والكتابة، والتعاون مع بقية أفراد المجموعة، بهدف ممارسة أنشطة محدّدة، وفي هذه الفترة ترتفع قدرات الطفل على الاستدلال الاستنباطي وضبط الذات، والارتباط بزملائه وفقًا لأسس سبق تحديدها. المراهقة، هوية الأنا مقابل تميّع الدور – الولاء والإخلاص: تعد المراهقة هي المرحلة الخامسة عند إريكسون، وفي هذه المرحلة لم يعد الفرد طفلًا ولم يصبح راشدًا، لذلك هذه المرحلة لها أهميّة كبيرة في نموه نفسيًا واجتماعيًا، وتمتد ما بين سن (12 حتى 20) عامًا، وفيها يواجه الفرد تغيُّرات أساسيّة، ومتطلبات مختلفة من الناحية الاجتماعيّة، فيكون في مواجهة مع تحدّيات الرشد، ومن وجهة نظر إريكسون يظهر بعد نفسي شديد خلال المراهقة، فإذا كان موجبًا فهو إحساسْ بهويّة الأنا، أمّا إن كان سالبًا فهو إحساسٌ بتميّع الدور. وقد أطلق إريكسون مسمّى أزمة الهويّة، على إخفاق الشباب في تنميّة الهويّة الشخصيّة بسبب الخبرات السيئة التي يعيشها الفرد في طفولته، بالإضافة إلى الظروف الإجتماعيّة الحاضرة، فيعجز الفرد عن إيجاد عمل أو مهنة أو مواصلة التعليم. الألفة مقابل العزلة - الحب: تمتد هذه المرحلة من سن (20-24) وهي البداية الأساسية لحياة الرشد، وفي هذه المرحلة يكون الراشدين قادرين على توجيه ذواتهم نحو الإستقرار، وإتقانهم لعملٍ ما أو مهنة، فهو بالتالي يكون مستعدًا للتآلف الإجتماعي الذي يحتّم عليه الإرتباط مع شخصٍ آخر، والألفة تعني عند إيريكسون هي المودّة التي يتشارك فيها معظم الأفراد، وقدرة الفرد على دمج هويته مع شخص آخر دون الخوف من فقدان شيء من ذاته، وتشتمل أيضًا على الألفة والمودّة مع الذات. الإنتاجية مقابل الركود - الرعاية: تمتد هذه المرحلة من (65-25) وتضم الإنتاجيّة مقابل الركود والعقم، ويصبح الشخص منتجًا حين يهتم بمصالح الجيل التالي، ويهتم أيضًا بالمجتمع الّذي سيعيش فيه ذلك الجيل ويمارس عمله، وتنشأ فضيلة الرعاية هذه من منطلق الإحساس بالاهتمام بشخص ما اهتمامًا خاصًا. تكامل الأنا مقابل اليأس - الحكمة: هذه هي المرحلة الأخيرة التي يتأمل فيها الأفراد جهودهم وإنجازاتهم الكاملة، وهذه المرحلة هي بداية الشيخوخة وفقًا لجميع الثقافات، وهو الوقت الذي يحتوي على الكثير من المطالب والتوقعات، بسبب تضاؤل القوة الصحيّة والجسميّة، إضافةً إلى ترك العمل والتقاعد ونقصان الدخل ووفاة الزوج وخسارة الأصدقاء، فيحدث تحوّل من الاهتمام بالمستقبل إلى الاهتمام بالحياة الماضيّة، وفي هذه المرحلة لا تظهر أزمة نفسية جديدة، وإنّما تتجمع كل المراحل السابقة لتصبح متكاملة لنمو الأنا.
حياتك.كوم