علاج الخوف من الناس
August 23, 2019
من المجتمع
الخوف من الناس أكثر صعوبة من الخجل؛ فالشخص الذي يخاف من البشر لا يشعر فقط بالعصبية عند الدخول في حوار ما، لكنه أيضًا يكون خائفًا إلى حد كبير من الأشخاص ذاتهم، وهذه الأعراض تجعل حالتهم أكثر مماثلة لفوبيا التعامل مع المجتمع الخارجي، إلا أن ذلك يختلف عن فوبيا التعامل مع المجتمع الخارجي؛ بمعنى أنه في حين يشعر مريض الأنثروفوبيا بالقلق من المواقف الاجتماعية مثل التحدث إلى أشخاص غير مألوفين أو أمام جمهور على خشبة مسرح وهكذا، أي يخشى الاشخاص الغريبة. أما من لديه فوبيا التعامل مع المجتمع الخارجي يشعر بالقلق عند التعامل مع الناس بشكل عام حتى لو كانوا يعرفونه ويعرفهم منذ فترة طويلة.
ومن المتوقع أن يكون الخوف من الناس حالة مقلقة للغاية؛ فالشخص الذي يخشى الآخرين بشكل عام يجد صعوبة في التفاعل مع أي شخص وغير قادر على تطوير علاقات شخصية ذات مغزى. وبالنظر إلى الدور الحاسم الذي تلعبه التفاعلات الاجتماعية الإيجابية والعلاقات في حياتنا، فإنه لا مفر من كون هذا الشخص كثيرًا ما يشعر بالوحدة والاكتئاب وعدم الوفاء نتيجة لعدم وجود هذه العناصر في حياتهم الخاصة.
والآن.. هل تريد التغلب على الخجل أو القلق وتكون واثقًا من ذاتك؟
هل تريد أن تتحدث بسهولة مع أي شخص، وتكوّن صداقات وشبكة علاقات جيدة؟إذا كنت في شك وحيرة من أمرك بشأن إصابتك بهذه الفوبيا، فإن أفضل طريقة للتأكد هي أن تتعرف على بعض الأعراض، وبالتالي ستثبت أو تنفي شكك على يقين؛ فإلى جانب حالة القلق الواضحة عند التعامل مع الآخرين، هناك العديد من الأعراض الشائعة للمعاناة من الخوف من الناس:
1- تشعر بالقلق الشديد في الأحداث والمناسبات وأي موقف قد يجتمع فيه أشخاص.
2- من الطبيعي أن يكون لديك أصدقاء جدد في حياتك لكن من لديهم خوف من الناس، لا يحبذون ذلك ويفضلون الإنطواء على أنفسهم.3- لديهم عادةً مشكلة في وضع أعينهم في عينك (التواصل البصري) حتى مع الناس المألوفة.
4- لديهم أفكار ثابتة من الشك والنقد الذاتي وانعدام الثقة خاصًة عندما يكونوا في البيئات الاجتماعية.
5- يتجنبون الأحداث الاجتماعية والتفاعلات بين الأشخاص، وغالبًا ما يتجنبون مغادرة المنزل؛ فهم يجدون مجرد وجود أشخاص آخرين شئ مستفز لهم.
6- إنهم يكافحون بجدية مع جعل المحادثة تبدو ودية مع الآخرين ويواجهون صعوبة في الأمر.أسباب الخوف من الناس كثيرة، ويُعتقد أن الاستعدادات الوراثية تلعب دورًا، إلا أنها ليست الأساسية. وغالبًا ما تكون الأحداث الصادمة المبكرة من الطفولة فيما يتعلق بالناس القساة أو أي شئ غير جيد ولكن هذا أيضًا ليس دائمًا السبب.الخبر السار هو أن الخوف من الناس يمكن التغلب عليه؛ فمع التوجيه الصحيح وبعض العمل المتسق، يمكنك التوقف عن الخوف من الناس، وهناك نوعان من التعليمات التي تعمل على تعلم أشكال جديدة من عادات التفكير، وهي:
1) التعرض التدريجي
عندما تخشى الناس، فأنت تميل دائًما إلى تجنبها. للأسف، هذا فقط لا يفعل شئ سوى أنه يعمل على إبقاء الخوف على قيد الحياة، ومن أجل التغلب عليه، فإنه من من الهام بشكل كبير بالنسبة لك عندما تكون بمكان ما أن تفعل العكس تمامًا، وتقديم نفسك أمام الآخرين، فذلك سيساعدك، ويجب أن تكون هذه العملية تدريجية لكي تعمل بشكل جيد وتعطي نتيجة إيجابية وسريعة.
عليك أن تبدأ بمعاملات صغيرة، مع الحالات الاجتماعية التي تولد كمية صغيرة نسبيًا من القلق، وسترى التقدم بشكل كبير.
يُستخدم التعرض التدريجي في علاج الأنثروفوبيا حتى تتأقلم مع التعامل مع الناس، وبالتالي يصبح الأمر أكثر راحة فيما بعد شيئًا فشيئًا إلى أن تتخلص نهائيًا من هذه الفوبيا.
2) تصحيح الأفكار
بالإضافة إلى التعرض التدريجي، فمن المهم أيضًا أن تعالج مباشرة تلك الأفكار السلبية التي تجعلك تخشى الناس، وهذا يعني مراقبة نفسك ومحاولة ملاحظتها عندما تظهر والاعتراف بما هو عيب فيك؛ واستبدالها بأفكار أكثر عقلانية.
أساسًا، تحتاج إلى استخدام التفكير الواعي بطريقة بناءة. ومع الممارسة، هذه الطريقة في التفكير تتفوق لتصبح عادة وطبيعة ثانية جديدة ولكنها أكثر نفعًا، وهكذا يتبدد الخوف.
إذا كنت تستطيع العمل مع طبيب نفسي مختص أو أخصائي نفسي أو مدرب، فسوف تحقق تقدمًا أسرع بكثير وتكون العملية برمتها أسهل بكثير.1- تعامل بشعار أن “الناس لا يلاحظون ما أعتقد أنهم يلاحظون”
2- ملاحظة الأشياء السلبية حولك وتوظيفها لتعطيك دافع للتغير وتعديل الأفكار والأسلوب.
3- كتابة السلبيات والإيجابيات.
4- العلاجات الطبية هي أيضًا مفيدة في مساعدتك للتغلب على الأنثروفوبيا وبالأخص التنويم المغناطيسي.
5- أشرك الطبيعة في حياتك، واتخذ من أعشابها علاجًا.
وفي الختام، أشجعكم على أن تضعوا باعتباركم أن علاج الخوف من الناس هو أمر يمكنك تحقيقه بسهولة إذا التزمنا بهذه العلاجات وتابعنا إرشادات المختص؛ ذلك أن علاج الخوف من الناس يستحق كل هذا العناء بحق. فعند التوقف عن الخوف من الناس؛ تكون قادرًا على الخروج من المنزل أكثر، والتعرف على الناس، والتحدث إليهم، وتكوين صداقات، وبناء علاقات وقضاء وقتا رائعًا مع الآخرين. حياتك لن تكون هي نفسها!