النساء هن الأفضل في إتمام المهام المتعددة”، عبارة صدقها الجميع على مدار سنوات طويلة، قبل أن تأتي دراسة حديثة لتكذب تلك المقولة، وتشير إلى أن سر التفوق الظاهر للمرأة بهذا الشأن، يعود إلى قدرتها على القيام بالمزيد من المجهودات بالمقارنة بالرجل.
نشاهد كثيرا نماذج ملهمة من النساء، قادرة على الذهاب للعمل، رعاية الطفل، الاهتمام بالمنزل، إضافة إلى نشاطات أخرى مجدية، ربما تجعلنا نصدق تفوق النساء على الرجال، فيما يخص القدرة على إتمام المهام المتعددة، إلا أن الواقع يشير إلى أن تفوق النساء هنا يتمثل في القدرة اللا محدودة على العطاء، وليس فيما يخص المهام المتعددة، والتي تعني القدرة على إتمام أكثر من مهمة في وقت واحد وقصير، والعهدة على دراسة ألمانية.

تؤكد الدراسة التي أجراها باحثون من جامعتي كولبنز لانداو وكذلك آخن في ألمانيا، أنه على عكس المعلومة الدارجة منذ سنوات طويلة، فإن النساء لا يتفوقن على الرجال في أداء المهام المتعددة، في إشارة إلى أن تلك القدرة غير ممكنة للبشر من الأساس، وإلى أن البعض يخلط بينها وبين القدرة على أداء المهام المختلفة على مدار وقت طويل، وبصرف النظر عن النتائج.
توضح الدراسة الألمانية الأمر، عبر التأكيد على أن قدرة المرأة على القيام بأكثر من نشاط تلو الآخر، هي ما تجعل البعض يظنوا أنها بارعة في أداء المهام المتعددة، فيما تشير إلى أن البحث الذي أجري مؤخرا، يثبت أن إتمام أكثر من نشاط واحد في نفس الوقت، يعني فشل المهمة أو استغراق وقت طويل قبل الانتهاء منها بصورة غير مثالية في أغلب الوقت.

اعتمدت الدراسة الأخيرة على 48 رجلا و48 إمرأة، حيث طالبهم الباحثون بإجراء أكثر من نشاط واحد في نفس الوقت، لقياس قدراتهم على الانتهاء من النشاط في وقت محدد، وكذلك بمعدل جيد من الكفاءة، ليتوصل العلماء في النهاية إلى أن أداء الرجال والنساء قد تأثر بزيادة النشاطات، بنفس الدرجة تقريبا ودون وجود فوارق بين الجنسين.

في النهاية، تكشف الدراسة الألمانية الأخيرة عن كذب الإدعاء بقدرة النساء الخرافية فيما يخص إتمام المهام المتعددة، لكنها تكشف أيضا وعلى الجانب الآخر، عن قدرة المرأة على القيام بأنشطة تبدو مستحيلة على الكثير من الرجال، وبصفة يومية.