لماذا يشعر السويديون بالتعب رغم "رفاهية" العمل والمعيشة؟
August 16, 2019
من المجتمع
بيد أن هذه الصورة التي تتسم بالرفاهية الشديدة لا يتمتع بها جميع العاملين في هذا البلد، إذ تشير الأرقام إلى أن أقل من واحد في المئة من السويديين يعملون 50 ساعة أو أكثر في الأسبوع.
ويتيح قانون العمل في السويد خمسة أسابيع إجازة على الأقل للعاملين، وتنتشر ثقافة العمل المرن فضلا عن إجازات سخية بالنسبة للأمهات وللآباء لرعاية أطفالهم الرضع، كما تكفل الدولة دعم سبل رعاية الأطفال من خلال سياسات تعد الأفضل عالميا.
ولا يتخيل المرء أن تكون السويد دولة يرزح فيها العامل تحت نير أداء مهام وظيفية تصيبه بالإنهاك الشديد خلال العمل وبعده.
بيد أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة سريعة في أعداد الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة ذات صلة بالضغط، من بينها حالة مرضية اصطلح على تسميتها بـ"الإنهاك الإكلينيكي".
وقالت هيئة التأمين الاجتماعي السويدية إن الإصابة بمرض من هذه الفئة كان أكثر الأسباب شيوعا وراء تغيب السويديين عن العمل في عام 2018، بما يزيد على 20 في المئة من حالات التغيب والإعانات المرضية بين جميع الفئات العمرية.
وشهدت المعدلات زيادة كبيرة في فئة العاملين الشباب وسجلت 144 في المئة لمن تتراوح أعمارهم بين 25 و29 منذ عام 2013.
وتسجل المرأة نسبة تغيب عن العمل لأسباب مرضية أعلى مقارنة بالرجال بسبب الإنهاك، إذ يقول الخبراء إن السيدات يقضين وقتا أطول في أداء المهام المنزلية سواء كان لديهن أطفال أم لا، كما تعمل المرأة أكثر من الرجال في مهن شاقة تتطلب رعاية آخرين مثل التمريض وقطاعات العمل الاجتماعي.
بيد أن زيادة حالات التغيب عن العمل باتت ملحوظة في الجنسين على اختلاف قطاعات العمل.
bbc