• Thursday, 27 June 2024
logo

لماذا يشعر السويديون بالتعب رغم "رفاهية" العمل والمعيشة؟

لماذا يشعر السويديون بالتعب رغم
المتابع لأسلوب الحياة في السويد يستحضر في ذهنه صورة للعمل تتألف من وجود مكاتب أنيقة ومريحة على الطراز الإسكندنافي، والاستمتاع بفترات راحة لاحتساء القهوة، وتناول شطائر القرفة المعروفة بـ"الفيكا"، فضلا عن الانتهاء من العمل مبكرا أيام الجمعة لقضاء عطلة في كوخ يقع على شاطئ بحيرة.

بيد أن هذه الصورة التي تتسم بالرفاهية الشديدة لا يتمتع بها جميع العاملين في هذا البلد، إذ تشير الأرقام إلى أن أقل من واحد في المئة من السويديين يعملون 50 ساعة أو أكثر في الأسبوع.

ويتيح قانون العمل في السويد خمسة أسابيع إجازة على الأقل للعاملين، وتنتشر ثقافة العمل المرن فضلا عن إجازات سخية بالنسبة للأمهات وللآباء لرعاية أطفالهم الرضع، كما تكفل الدولة دعم سبل رعاية الأطفال من خلال سياسات تعد الأفضل عالميا.

ولا يتخيل المرء أن تكون السويد دولة يرزح فيها العامل تحت نير أداء مهام وظيفية تصيبه بالإنهاك الشديد خلال العمل وبعده.

بيد أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة سريعة في أعداد الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة ذات صلة بالضغط، من بينها حالة مرضية اصطلح على تسميتها بـ"الإنهاك الإكلينيكي".

وقالت هيئة التأمين الاجتماعي السويدية إن الإصابة بمرض من هذه الفئة كان أكثر الأسباب شيوعا وراء تغيب السويديين عن العمل في عام 2018، بما يزيد على 20 في المئة من حالات التغيب والإعانات المرضية بين جميع الفئات العمرية.

وشهدت المعدلات زيادة كبيرة في فئة العاملين الشباب وسجلت 144 في المئة لمن تتراوح أعمارهم بين 25 و29 منذ عام 2013.

وتسجل المرأة نسبة تغيب عن العمل لأسباب مرضية أعلى مقارنة بالرجال بسبب الإنهاك، إذ يقول الخبراء إن السيدات يقضين وقتا أطول في أداء المهام المنزلية سواء كان لديهن أطفال أم لا، كما تعمل المرأة أكثر من الرجال في مهن شاقة تتطلب رعاية آخرين مثل التمريض وقطاعات العمل الاجتماعي.

بيد أن زيادة حالات التغيب عن العمل باتت ملحوظة في الجنسين على اختلاف قطاعات العمل.








bbc

Top