• Thursday, 26 December 2024
logo

الرماد الأسود

الرماد الأسود
نظر الى فنجان قهوته الصباحية وهو مليئ بالرموز الغريبة … حسنا.. ربما ليست غريبة تماما .. على مر عمره تغير فيه القليل والكثير .. لكن بقيت عادة قلب فنجان قهوته الصباحية ملاصقة له .. يبحلق في رموزها طويلا كانه يفهم ما تحاول ان تخبره .. ثم يومئ برأسه متجاهلا ويمد ابهامه ليمسح بعض الرماد الاسود من قعر الفنجان .. ويتذوقه ببطئ ..
هو ادمن اللوم كما ادمن رماد قهوته .. اللوم حالة من الالم اللذيذ ..الذي اعتاده يوما بعد يوم … يعرف ان ما سيتذوقه مر … لكنه مستمتع به ..
حالة غريبة .. لكن ما اغربنا ونحن نصادق حالاتنا الغريبة .. ونعتاد بل و نستمتع بها … اعتدنا على لوم من احبنا لانه لم يحبنا كما ينبغي … ومن كرهنا لان تجرأ وفعلها ..
نلوم انفسنا ان تألقنا … هناك الالف يعيشون في الظلام كيف نتركهم .. ونؤنبها عندما نخبو … فلسنا جيدين كفاية لنلبس ثوب الفرح ..
نلوم القدر لانه اخذنا الى مسارات بعيدة عن مبتغانا .. ونلومه ان اذاقنا فرحا كبيرا .. نحسبه تآمر علينا .. كمن فتح لنا باب النعيم للحظات ثم اغلقها لنموت بحسرتنا …
التأنيب حالة صعبة .. لكنها مريحة .. كل ما يتطلب هو ان نجلس على هامش الحياه ونندب حظنا .. لسنا حتى محتاجين للبحث عن باب للعتق ..
هل يعقل ان يترك ادمانه … اجلس يا صديقي واغمس ابهامك في رماد قهوتك .. انه رفيق وفي .. مر .. ومريح ..
دمتم بحب ..
Top