• Wednesday, 25 December 2024
logo

الزوجة الأكبر سنا.. موروث قديم يظلم المرأة ويرفضه الشباب

الزوجة الأكبر سنا.. موروث قديم يظلم المرأة ويرفضه الشباب
تتعرض المرأة التي تتزوج من رجل يصغرها سنا إلى الكثير من الشائعات التي ترفض تلك العلاقة وتلصق بها العديد من السلبيات، حيث توصف تلك المرأة بأنها مولعة بالشباب الأصغر منها أو قد تتعلق برغبتها في التدلل كثيرا، أو أن ثمة مشاكل عقلية توجد لديها تدفعها لاتخاذ قرارات غير صائبة. ويتهم الشاب بأنه مولع بالنساء الأكبر سنا، عندما يفضلهن عن الفتيات الصغيرات، أو أن هذا الزواج لأسباب مادية، إلا أن ذلك يظل في أعين الأجيال القديمة فقط، وبعيدا كل البعد عن أذهان وتفكير الشريكين من الجيل الحديث، حيث يرى أن السن ليس عاملا هاما يمنعه من العيش مع من يحب ويتوافق معه.
كد خبراء العلاقات الزوجية أن الشاب يرى في الزواج من امرأة تكبره سنا ليس أمرا مستهجنا كما يُشاع، وإنما هو رغبة داخلية نحو الطرف الآخر بغض النظر عن كونه أكبر أو أصغر، إذ أن الأمر يتعلق بالمكنون الداخلي للفرد، وليس بأشياء مادية تدفعه لاتخاذ مثل هذا القرار، حيث يدرك الشاب جيدا أن ذلك مصير يمكن أن يحدد طبيعة حياته المستقبلية، لذلك لا يمكنه التضحية بشيء دون إدراك عواقبه جيدا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المرأة التي تتردد كثيرا قبل اتخاذ خطوة الزواج برجل يصغرها، ولكنها تلجأ في النهاية إلى ميولها العاطفية، وتقيس مدى قدرتها على تحمل ومواجهة تبعات ذلك، وتراه في العموم شيئا يجوز لها رغم وضعها في الاعتبار تعليقات الآخرين والموروث القديم من الأفكار التقليدية التي تمركزت في أذهان الوالدين والأجداد.
وتأتي نظرة الشباب للمرأة الأكبر سنا باعتبارها الأصلح للزواج، بأنها أكثر عقلانية من غيرها اللواتي لا يفكرن سوى في أن يعشن حياتهن دون مشاكل، كما أن الزوجة الأكبر سنا تستطيع فهم الزوج بصورة أفضل بحكم تجاربها وخبراتها الحياتية المختلفة، وهذا أيضا من أهم القدرات العقلية التي يبحث عنها الرجل في زوجته، فضلا عن أنها تعرف كيف تدير حياتها داخل وخارج المنزل وتزن الأمور بميزان المنطق وليس بموازين غيرها من الزوجات، أي يمكن الاعتماد عليها لاستقلالية تفكيرها بعيدا عن المقارنات التي تجريها الأخريات بغيرهن.
يشار إلى أن دراسة برازيلية سابقة أكدت أنه كان صعبًا في السابق أن تبدأ المرأة علاقة زواج مع رجل يصغُرها سنًّا، لكن الأمر أصبح ممكنًا، ويكاد يكون عاديًّا في وقتنا الراهن، ومما هو متعارف عليه أن المرأة التي تتزوج من رجل يصغُرها سنًّا تواجه جملة من المشاكل، وعلى رأسها القصور العاطفي للرجل الأصغر سنًّا، والسبب هنا لا يكمن فقط في فارق السن، بل في حقيقة أن المرأة تنضج عاطفيًّا قبل الرجل.
كما أشارت الدراسات إلى أن المتعة الجنسية التي تخلقها المرأة أثناء العلاقة الحميمية، من الأسباب التي تدفع الشاب إلى الزواج بمن تكبره، حيث يراها ذات نضوج جسدي وروحي وفكري أيضا خلال هذه الأوقات، الأمر الذي يؤدي إلى شعوره بالراحة والسعادة، ويعزز من رغبته في تكرار تلك اللقاءات الخاصة، كما أن قمّة الرغبة لدى النساء في هذا الشأن تختلف بصورة كلية عن الرجل من حيث العمر، حيث يصل الرجل إلى قمة رغبته منذ بداية العشرينات من عمره وحتى منتصفها، بينما تبدأ قمة الرغبة لدى المرأة منذ بداية سن الـ35 وتصل إلى الـ45 عاما، مما يعني أن نشاط الرجل يقل مع زيادة عمره بعكس المرأة التي يزيد نشاطها بزيادة العمر. ويرجع العلماء ذلك إلى التداعيات الصحية التي تصيب الرجل مع تقدم العمر والتي تختلف عنه المرأة فيها نظرا لاهتمامها بجمالها وصحتها.



Top