لماذا يعتبر الأذكياء الكسالى قادة عظماء؟
August 4, 2019
من المجتمع
اشتهر ” فون هامرشتاين أكوورد” بالاستقلالية والكسل ، كما كان يفضل الصيد وإطلاق النار على عمال الإدارة. ونتج عن معارضته لهتلر تقديم استقالته من منصبه عام ١٩٣٤.ونسب لكلا الرجلين على نطاق واسع قول : ”
لقد قسمت ضباطي إلى أربع مجموعات. فهناك ضباط أذكياء ، ومجتهدين، وأغبياء، وكسالى . وعادةً ما يتم الجمع بين اثنين من الخصائص معاً. فالبعض ذكي ومجتهد_ وهؤلاء مكانهم في هيئة الأركان العامة. والبعض الآخر أغبياء وكسالى_ وهؤلاء يمثلون ٩٠٪ من كل الجيش ويتناسبون مع الواجبات الروتينية . بينما من يجمع بين الذكاء والكسل فهو مؤهل للحصول على واجبات القيادة العليا ، لأنه يمتلك الوضوح الفكري ورباطة الجأش اللازمة لاتخاذ القرارات الصعبة . أما الشخص الذى يجمع بين الغباء والاجتهاد فيجب الحذر منه _ فلا يجب أن يعهد إليه أي مسؤولية لأنه سوف يؤدي دائماً إلى الأذى فقط.وفيما يتعلق بموضوعنا فلا فرق لدينا حول من هو قائل هذه العبارة ولكن ويكيبيديا نسبت الاقتباس إلى فون هامرشتاين إكوورد.
فهناك كلمة تنبيهية أولاً: نحن نتحدث هنا عن السلوكيات عامة في سياق معين وليس عن نصف الناس.
الأغبياء والكسالى.
قدر” فون هامرشتاين إكوورد أن ٩٠٪ من موظفيه كانوا أغبياء وكسالى وقد كلفهم بالواجبات الروتينية. فكيف ينطبق ذلك على منظمات أعمالنا اليوم؟ العمل الروتيني الذى اعتاد أن يقوم به الأشخاص الأغبياء الكسالى صار بشكل متزايد إما آلياً ، أو بالاستعانة بمصادر خارجية ، أو الاستعانة بالتعهد الجماعي. وبعبارة أخرى ، من المنطقي تقليل توظيف الأشخاص الأغبياء الكسالى بشكل مباشر.
إذا كان هناك من هو غبي وكسول فيما يقوم بالعمل به، فماذا يجب عليه أن يفعل؟ أنا أقترح أن يبحث عن شيء ذكي فيه سريعاً ، قبل أن تصبح وظيفته آلية أو يتم الاستعانة بمصادر خارجية.
ماهي أسرع طريقة للقيام بذلك ؟ جرب العمل في التعهد الجماعي . فأنا متأكد أن خدمة “الأمازون ترك الميكانيكية ” ستكون سعيدة لقبولك كعامل لديها. ولكن كن على حذر حيث أنهم في التعهد الجماعي يتنافسون بحرارة لتصنيف العمال . لذلك إذا لم تصبح ذكياً في أقرب وقت فسوف يلقى بك جانباً هناك أيضاً.
على الجانب الآخر ، كصاحب عمل مع مهام روتينية يتعين القيام بها ، فيستحسن التدقيق بمواقع التعهد الجماعي مثل الأمازون ترك الميكانيكية.
لماذا يعتبر الأذكياء الكسالى قادة عظماء؟
المجتهدون الأغبياء :يعتقد ” فون هامرشتاين إكوورد” أن هؤلاء الناس لا يتسببون إلا في الأذى ويجب أن يطلق عليهم النار فوراً.
لسوء الحظ ، لقد صادف كثيراً من الناس المجتهدين ولكنهم في نفس الوقت أغبياء ، وأراهن أنك أيضاً قابلت مثلهم.
لقد رأيتهم في كثير من الأماكن حيث يرون أنفسهم أصحاب مقامة مرموقة ، يتقاضون أجور عالية، بينما كثير من الناس يريدون العمل. كما رأيت الممارسات المعروفة باسم “المواجهة” . حيث يتعمد هؤلاء الناس الحضور مبكراً، والبقاء في مكاتبهم وقت الغداء والمغادرة متأخراً. وهذا فقط من أجل أن يراهم المدير مشغولين دائما”. بينما في الحقيقة سيكون معظمهم يتصفح الإنترنت أو يدردش مع أصدقائه بمجرد أن يدير المدير وجهه.
ما يعمل من أجله بجد هؤلاء الناس هو تظاهرهم أنهم في حالة انشغال دائم . وهذا يعني في كثير من الأحيان اختراعهم للعمل العبثي لأنفسهم ولغيرهم، وهذا ما يدعى بالانشغال. في الواقع قد يكون العديد منهم كسولا” وكذلك غبيا” _ مما له نفس التأثير. فهم يعملون فقط على خلق انطباع بأنهم يعملون بجد.
لماذا يفعلون ذلك؟ إنها عقلية المصنع في العمل. إنها مخلفات من العصر الصناعي للعمل حيث أنك ما لم تكن عاملا” جيدا” فستطرد من العمل, كتجريف الفحم في الفرن الساخن .توكل الاحتياجات إلى مكتب العمل ، وبالتالي تكون الحاجة إلى أن يُرى طول الوقت في انشغال. إذا كان هذا هو نوع العمل الذي تقوم به فسيتم تحويل وظيفتك آلياً أو سيتم الاستعانة بمصادر خارجية في أي حال.
لقد زادت المشكلة سوءً من خلال “مبدأ بيتر”. فمكان الموظف حيث ” يميل إلى الارتفاع إلى مستوى عدم الكفاءة” ، ويأتي ذلك نتيجة لعقلية المصنع. مما يفسر لماذا الشخص المتعهد جيداً يحصل على ترقية ليصبح المدير التنفيذي . لقد رأيت أمثالهم مرات عديدة . هذا الشخص يتحول من كونه ذكياً إلى غبياً. على الرغم من عملهم بجد أو ما يبدوا عليه من العمل بجد ، إلا أنهم يبقون بلهاء وهذا لأن الإدارة أيضاً ليست ذكية. وتتكرر هذه الدورة قبل أن تعرفها فأنت محاط بالبلهاء الذين يحاولون أن يظهروا أكثر انشغالا من غيرهم.
إن أي عمل تحصل عليه من هؤلاء الناس يكون في أحسن الأحوال لا معنى له وغير فعال. لا عجب إذاً من أن فون هامرشتاين إكوورد لا يعطي هؤلاء الناس وقتا” من نهاره.ماذا يجب أن نفعل معهم إذاً؟
إعادة تعيينهم للعمل في أماكن يكونوا أذكياء فيه، بدلاً من “تعزيز” متعهد كبير ليكون مديرا” وسطا” أحمقا” ثم منحهم مزيدا” من الاعتراف ومكافأة لمن يثبت أنه متعهد ذكي. إذا لم تستطع مساعدتهم ليصبحوا أذكياء فسوف يكلفك هذا رحيلهم أو رحيلك.
لماذا يعتبر الأذكياء الكسالى قادة عظماء؟
الأذكياء والمجتهدين.
نحن جميعاً نود العمل مع الأشخاص الأذكياء والمجتهدين على حد سواء. أليس كذلك؟ وضع فون هامرشتاين إكوورد هؤلاء الأشخاص على هيئة الأركان العامة. يُترجم ذلك اليوم كالإدارة الوسطى تقريباً.
هذا النوع من الأشخاص يعتبر مصنع تفكير ( خاصة أصحاب الياقات البيضاء) . تريد المنظمات التقليدية توظيفهم. فهم كصندوق الأمانات ، موثوق بهم ، كالتروس في الآلات ، كما يجعلوا كل شيء يعمل بسلاسة . إنهم بأمانة يتبعون التعليمات ولا يسألون أسئلة صعبة. ولكن المشكلة تكمن في أن التزامهم يسمح لهم بالتنصل من المسؤولية. وبدون مسؤولية لن يطرحوا أسئلة صعبة، ويتحملوا المخاطر، ويفتحوا أبوابا” أمام الفرص الجديدة ، ومن ثم تحقيق النجاح.
لماذا يعتبر الأذكياء الكسالى قادة عظماء؟
والمشكلة الأخرى هي إذا كانوا يعملون باستمرار دون انقطاع ، على مدار الساعة. فلن يكون لديهم وقت كاف للتفكير . لأنهم لا يعطوا أنفسهم مساحة ووقتا” للإبداع . من أجل التوصل لطرق جديدة لتسيير الأمور ، مما ينتج عنه إجراء اتصالات جديدة، والمضي قدماً إلى الأمام.
في ظل التعقيدات، والعالم اللامركزي فنحن بحاجة إلى أشخاص على استعداد لتحمل المسئولية ، أن يخفق ويبرز لتقديم الإبداع الفريد . ولإجراء اتصالات جديدة. لجعل خططهم الخاصة على ما ينبغي عمله بعد ذلك . لقيادة العملاء وإلهام الفريق. إنه صعب في الشكوى ومتحكم وقت الانشغال.
إن الحاجة إلى إدارة خط الوسط التقليدية تختفي بسرعة. تلك التي لاتزال بحاجة إلى الحصول على ريادة. حيث يبذل الأذكياء والمجتهدين ما بوسعهم من أجل أن يصبحوا خبراء جيدين . فالخبراء لديهم معرفة عميقة النطاق. كما يستطيع الخبراء التدخل وحل مشكلة معينة بمفرهم أو ضمن فريق عمل.
إن أفضل الخبراء وكلاء أحرار( يعملون لحسابهم الخاص) ، ليسوا قليلين لأن المدراء الحمقى المجتهدين يصرون على ” تعزيز” الخبراء الحديثين للانضمام إلى صفوفهم!
الأذكياء والكسالى.
وفقاً لفون هامرشتاين إكوورد ، إن الشخص الذي يتسم بالذكاء والكسل مؤهل للحصول على أعلى واجبات القيادة، لأنه يمتلك وضوح الفكر ورباطة الجأش اللازمة لاتخاذ القرارات . فيصر هؤلاء الأشخاص على أخذ الوقت والمساحة المطلوبة لخلق وإيجاد طرق جديدة إلى الأمام.
إنهم وكلاء طبيعيين. وهم أيضا دائماً يبحثون عن أبسط ، وأسهل الطرق لأداء أعمالهم. كما يركزون على الأساسيات ويحتقرون الأعمال التي تحتاج إلى وقت كبير. هناك آخرون بالطبع ولكن هذه هي بعض المكونات الرئيسية التي يحتاجها العالم الآن من قادة أكثر من أي وقت مضى.
استوقفني أن كلمات فون هامرشتاين إكوارد في وقته تعتبر كلسان حال لما يحدث الآن.