• Sunday, 28 July 2024
logo

هل فعلا تظن أنك تحب؟

هل فعلا تظن أنك تحب؟
تعالى يا صديقي أخبرك شيئا مهما عن الحب، انه ليس سحرا ولا سرا عظيما بل هو أبسط من ذلك بكثير، انه أكسجين الحياة، بوجوده تنتعش الروح بداخل أجسادنا وتستكين أنفسنا تماما مثلما ينتعش الزرع بالماء.

الحب طاقة جميلة تحيط بنا في كل حين غير أن الكثير من أفكار ومعتقدات المجتمع العربي خصوصا أبعدتنا عن حقيقته وصور لنا الحب على انه جرم ولا يجوز إلا في حدود كما يرتبط بالمصالح وتعدى ليصل مرحلة استنكار التعبير عنه بين الأزواج من الأهل تارة ومن المجتمع ككل تارة أخرى، فلا يحق للزوجين التعبير عنه أمام أفراد العائلة ولا حتى أبنائهم، وبهذا ينشأ جيل مبرمج على أن الحب لا يجوز بين الجنسين ولا يحق أن نحب أو نعبر عنه إطلاقا هذا من جهة.

من جهة أخرى الكل يدعي الحب وكثرا ما نلاحظ أنهم لا يحبون أنفسهم، وهذه أهم نقطة…. لا تستطيع ويستحيل أن تحب غيرك وأنت لا تحب نفسك أو تحب الآخرين أكثر من حبك لذاتك، وهذا ما لاحظته كثيرا حين تقول فتاة أو شاب أنا أحب صديقي أو صديقتي أكثر من نفسي، لا تستغرب صديقي حين أقول لك مؤكد انك لا تحب نفسك، أو ربما تقول أن حبك لذاتك أكثر من الآخرين فيه نوع من الكبر وهذا خطأ، تعال نفكر في هذه الأشياء البسيطة:

هل تقوم كل صباح وتعد فطورك لنفسك، أم أنك تخرج دون إفطار وتستخسر بعض الوقت لتفعل ذلك؟
هل تجد دائما مبررات لعدم اهتمامك بذاتك؟
هل تركض لمساعدة أصدقائك وأفراد عائلتك وتقدم لهم يد المساعدة وحين تكون محتاجا لها لا تقدمها لنفسك؟ مؤكد تقديم المساعدة للآخرين يمدنا بالسعادة والفرح ولكن ليس على حساب أنفسنا أو راحتنا….
هل تفكر في صحة جسدك وتهتم بالرياضة ونوعية الأكل التي تتناولها أم انك تفعل ذلك مع أولادك وأحبتك فقط؟
هل سبق ونظرت إلى جسدك في المرآة وهو عاري تماما لترى الأذى الذي ألحقته به من شدة إهمالك له أم انك تخجل أن تفعل ذلك؟ نصيحة جربها ولو لمرة في حياتك ستعرف حينها فقط ما يمر به جسدك وستدرك انك غالبا لا تحبه.
هل سبق وطلبت السماح من نفسك على تقصيرك في حقها، في حق أكلك وشربك ولبسك وكل شيء؟ هل تتقبل ذاتك وتفكيرك وغضبك وغبائك في بعض الأحيان وأنك لست الأفضل دائما ولست الأجمل ولست الأبرع ولست ….. ولست ……..؟
هل سبق وغفرت لنفسك ذنوبها؟ قبل أن تطلب الغفران من الآخرين؟ أو حتى قبل أن تفكر في أن تغفر للآخرين؟
هل يهمك حب اللآخرين لك؟ ماذا عن حبك أنت لنفسك؟ فكر مجددا إذا…. هل أنت تحب نفسك ليحبك الآخرون؟
لا يمكنك أن تطلب شيئا أنت لا تقدمه لذاتك لنفسك لروحك وجسدك، لا تنتظر أن تحصد الحب وأنت لا تزرعه كما لا تنتظر أن تحصده وأنت تزرعه في المكان الخطأ لأنه لن ينبت شيئا.

الحب بقدر عظمته لن تشعر به ما لم تقدمه لنفسك أولا، كما أنه ليس بالشيء البعيد عن متناولك، لديك بداخلك مخزون من الحب بملأ كل أرجاء الكون، هو جوهرة تستقر بأعماقك تضيئك من الداخل وتنير كل عالمك فقط لو انك تستشعرها وتلمسها…. وإياك أن تنتظر الحصول عليه من الخارج فهذا اكبر خطا تقترفه، وقبل أن تحب الآخرين أحب نفسك كما لم تحب أحدا وكأنك الوحيد في الكون، ليس أنانية مطلقا ولكن لو حققت اكتفائك من الحب بنسبة 80% فان 20% الباقية ستزيد النسبة دائما دون أن يؤثر عليك نقصها.

الحب ثم الحب ثم الحب دون خوف أو احتياج ودون مشاعر سلبية، فقط أحب لأنك تحب بدون أسباب منطقية…. ابدأ بحب ذاتك ثم اهلك وأقاربك وأشيائك وأعمالك وكل شيء خاص بك، وعندها فقط الكون سيضع كل المحبين لك في عالمك وتعم طاقت الحب الجميلة كل حياتك.

دمتم في حب دائما وأبدا.

#سارة_مقدم
Top