وفقًا لنظريات علم النفس، تحدد أفكارك وقيمك الطريقة التي ترى بها نفسك والعالم من حولك. يمكن للأفكار والمعتقدات التي ترتكز على التشاؤم أن تؤثر سلبًا على مشاعرك وعواطفك وصحتك النفسية. هذه المفاهيم الضارة هي قضايا شائعة يمكن أن تساهم في أعراض اضطرابات المزاج والقلق.من أجل التغلب على أنماط التفكير السلبية والمعتقدات المهينة للذات، من المهم فهم التعريفات والاختلافات بين هذين المفهومين.يتكون نظام معتقداتك من وجهات نظرك الشخصية ومواقفك وقيمك. معتقداتك دائمًا معك، وتُشكل الطريقة التي ترى بها نفسك والعالم من حولك. يمكن للمعتقدات التي تضمن مفاهيم الهزيمة الذاتية أن تقودك للفشل وعدم الرضا. على سبيل المثال، إذا كنت تعتقد أن قيمتك الذاتية تتحدد فقط من خلال إنجازاتك، فإنك ستشعر فقط بالمتعة عندما تتفوق في حياتك المهنية، وتحقق أهدافك، أو الوصول إلى المستوى المطلوب من النجاح والتفوق الشخصي.وتنقسم معتقدات الهزيمة الذاتية إلى فئتين: المعتقدات التي لديك عن نفسك والمعتقدات الشخصية التي تكتسبها من خلال الخوض في العلاقات. تدور معتقدات الهزيمة الذاتية حول قضايا مختلفة مثل السعي نحو الكمال، في حين أن المعتقدات الشخصية المهينة قد تتضمن مشاعر اللوم، الخضوع، والخوف من الدخول في الصراعات.على عكس معتقدات الهزيمة الذاتية، فإن أنماط التفكير السلبية ليست دائمًا معك. بدلًا من ذلك، فإنها تظهر فقط عندما تواجه مشكلة. تُعرف هذه التشوهات المعرفية أيضًا بالانحلالات الفكرية، وسوف تتبادر إلى الذهن خلال أوقات الإجهاد وتقوي معتقداتك المدمرة.على سبيل المثال، ربما تحمل اعتقادًا خاطئًا بأن قيمتك تحددها فقط إنجازاتك. قد تشعر بشعور جيد طالما أنك قادر على الوصول إلى أهدافك باستمرار. ومع ذلك، عند مواجهة انتكاسات أو عوائق غير متوقعة، قد تتسبب أنماط التفكير السلبية في الإفراط في تحليل أو تبديد شدة الموقف، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى قلق لا أساس له من الصحة.في مثل هذه الظروف، قد تبدأ في التقاط بعض الأفكار السلبية، مثل إلقاء اللوم على نفسك لعدم الوصول إلى هدفك. قد تتردد بعض المخاوف السلبية بداخلك: “لن أكون أبداً ناجحاً”. بمرور الوقت، يمكن لهذه الأفكار أن تخفض من تقدير الذات وقد تساهم حتى في أعراض الاكتئاب والهلع.يتم تطوير معتقداتنا الشخصية بمرور الوقت، مما يجعل من الصعب للغاية تغييرها بالكامل. وبالمثل، تصبح أنماط التفكير طريقة اعتيادية للتفكير المتأصل، وكثيراً ما نكون غير مدركين لها. ومع ذلك، هناك طرق لكسر دورة معتقدات التفكير الرجعي وأنماط التفكير السلبية.للارتقاء فوق معتقداتك ذات الأفكار المضللة والأفكار السلبية، ابدأ بالتعرف على وقت ظهور هذه القضايا في حياتك. على سبيل المثال، لاحظ كيف تتعامل مع معوقات الحياة وكيف تتفاعل مع المشاكل المختلفة. هل تواجه مشاكلك وجهاً لوجه أو هل تستسلم للأفكار السلبية؟ هل الحياة مليئة بالفرص الإيجابية أم ترى الكوب وكأنه نصف فارغ؟بعد أن تبدأ بالاعتراف بالمعتقدات الخاطئة وأنماط التفكير السلبية، استعد السيطرة بتحديهم. على سبيل المثال، إذا كنت تشعر بعدم الراحة، فتساءل عما إذا كان صحيحًا أن الآخرين لا يقبلونك إلا بخلوك من العيوب. هل أنت حقًا “خاسر” إذا لم تحقق قدرًا من النجاح؟ هل تفشل دائمًا في ما تنوي إنجازه؟استمر في محاولة تطوير معتقداتك وأفكارك، واستبدلها بمعتقدات أكثر إيجابية وواقعية. عندما تبدأ مواجهة وجهات نظرك السلبية، يمكنك البدء في ملاحظة كم منها غير حقيقي في حياتك بدلاً من افتراض الأسوأ، قد تفكر في نفسك بأنك تشعر بخيبة أمل لأنك لم تصل إلى هدف معين، ولكن تقبل بأنك تتعلم وتنمو من أخطائك ونكساتك سوف يعطيك الدفعة اللازمة للمضي قدمًا والسعي لتحقيق أهدافك من جديد.يتطلب تطوير معتقدات وطرق تفكير جديدة بعض الجهد الإضافي والاتساق من جانبك، من خلال المراقبة، والمواجهة، وإعادة التفكير في الأفكار والمعتقدات السلبية. مع مرور الوقت، قد تتمكن من تحويل أفكارك ومعتقداتك إلى أفكار أكثر إيجابية وواقعية.