• Monday, 23 December 2024
logo

قصة نجاح

قصة نجاح
بيل غيتس من هو ؟يولد البعض من الناس أثرياء ،يمتلكون اموالا طائلة وشهرة ورثوها عن آبائهم ،لكن الثراء الحقيقي هو ذاك الذي يصنعه الانسان بنفسه ويصل إليه بجده واجتهاده الشخصي اﻷمر الذي فعله بيل غيتس مؤسس شركة ميكروسوفت لبرمجيات الحاسوب فقد أبى أن يقدم له احد المساعدة المالية وصنع بنفسه ثروة بلغ معها لقب أغنى رجل في العالم ،نتعرف معا قصة نجاح هذه الشخصية اللامعة .إنه وليام هنري غيتس الثالث والملقب ب(بيل غيتس)اختصارا، ولد في سياتل بواشنطن في الولايات المتحدة الامريكية عام 1955 نشأ غيتس في أسرة تضم والده وليام غيتس الذي كان يعمل محاميا ووالدته ماري ماكسويل غيتس كانت تعمل مدرسة في جامعة واشنطن واختان هما (كريستان ،ليبي) .

كان الطفل بيل مشتعلا بالذكاء والطموح ومتفوقا في دراسته ممادفع والده لإلحاقه بمدرسة ليكسايد الخاصة المميزة اكادميا،تارف بيل فيها على صديقه بول الان الذي اصبح شريكه في النجاح فيما بعد ورفيق دربه .
حظي بفرصة التعرف على الحاسوب للمرة الأولى عام 1967م وكان في 13 من عمره في مدرسة ليكسايد التي أتاحت لطلابها الاطلاع على جهاز الحاسب من خلال شراء حسابات مستخدمين بمدة زمنية محدودة من شركة ‘جنرال الكتريك’ وتم توصيل هذه الحاسبات مع حواسيب الشبكة عبر خط هاتف في المدرسة وفق نظام متعدد المستخدمين .
ظهر ولع غيتس بالحاسوب وأصبح يقضي وقتا طويلا أمامه ،يقوم بكتابة برامج وتطبيقها مما أدى إلى تراجعه في الدراسة ،رافقه بول ألان الذي كان بدوره شغوفا للعمل على هذا الجهاز الجديد،وأصبح بينهما علاقة وثيقة وصداقة حميمة دامت لسنوات طويلة.
فيما بعد وفي فترة وجيزة انتهت المدة الزمنية لاستخدام الحاسبات فقامت المدرسة بالتنسيق مع شركة كمبيوتر سنتر (ccc) لتوفر لطلابها مزيدا من الزمن لاستخدام الحاسوب ،وبمزيد من الفضول والمتعة أصبح الوقت الذي يمضونه أمامه اطول لاستكشاف نظامه ،ولم يستمر الحال طويلا حتى قامت الشركة بمنعهم من استخدام النظام لمدة اسابيع حيث أحدثو مشاكل تسببت في عطل النظام واستطاعو كسر نظام الحماية ليمنحوا أنفسهم زمنا أطول لاستخدام الحاسوب عبر تعديل الملفات الخاصة بهم .

بيل غيتس من هو وكيف جمع كل هذه الثروة
بعد ذلك لجأ بيل غيتس ورفاقه بول ألان و ريك بلاند وكينت إيفانس إلى شركة (ccc) ليقدموا مساعدتهم في تحديد أخطاء النظام لزيادة حمايته ،على أن يتم منحهم زمنا غير محدد ومجاني من أجل استخدام النظام من قبل الشركة وتمت الموافقة على عرضهم وبدأ الفريق عملهم باسم “مبرمجو ليكسايد” وكانت فرصة مميزة لزيادة خبرتهم بلغات البرمجة المعروفة آنذاك (بيسيك ، ورتران ، ويسب ، لغة الآلة ) وتوسيع معرفتهم في برامج النظام وإنتاج برامج ألعاب أيضا ، إلا أن الشركة في عام 1970م أغلقت بسبب مشاكل مالية تعرضت لها .
هرع بيل ومجموعته للبحث عن فرصة أخرى تتيح لهم ممارسة مهاراتهم في الحاسوب وقد كان والد بول يعمل في جامعة واشنطن فساعدهم لاستخدام الحواسيب هناك ، ولكنهم لم يكتفوا بهذا القدر وبعد عام وجد الشبان عملا في شركة “انفورميشن ساينس” ليقومو بكتابة برامج خاصة لرواتب موظفي الشركة مستخدمين لغة البرمجة كوبول وقد منحوا حقوق الملكية لبرامجهم والاعتراف قانونيا بها.
وفيما بعد أنشأ بيل مع صديقه بول مشروعا صغيرا باسم “traf-o-Data” حيث قاموا بتصميم حاسب لقياس حركة المرور وحصلوا مقابله على مبلغ 20ألف دولار في العام الأول واستمروا بعملهم إلى أن دخل بيل الجامعة عام 1973م وقرر الالتحاق بمدرسة الحقوق التمهيدية في جامعة هارفرد ولايزال تعلقه بالحاسوب يزداد فأخذ يمضي ليله في مكاتب الحاسوب في الجامعة ويلتحق بدروسه نهارا.
بقي بيل غيتس وشريك طموحه بول ألان على تواصل مستمر يخططان لمشاريع مستقبلية ويسهبان التفكير والحلم بتطوير برمجيات وانظمة الحواسيب.
في ديسمبر من عام 1974 م وبينما كان بول يطلع على بعض المجلات وجد امامه مفتاحا آخر للنجاح في عرض لحاسوب من نوع ألتير 8800 تظهر صورته على غلاف مجلة الكترونيات كتبت عليه عبارة “أول حاسوب ميكروي مخصص للأغراض التجارية ” اتجه مسرعا إلى صديقه بيل وشرعوا بالاتصال بالشركة المنتجة “ميتس” وأعلموهم أنهما عملا على تطوير برنامج مترجم لهذا الحاسوب بلغة “Altair Basic interpreter” ولم يكونوا بعد قد قاموا بأي خطوة في هذا العمل بعد.
قبلت الشركة طلب مقابلتهم والاطلاع على إنجازهم فأخذا يعملان بكل قواهم لإنهاء العمل قبل موعد المقابلة حيث قام بيل بكتابة البرنامج المترجم بينما بول عمل على ابتكار طريقة تساعدهم على عمل محاكاة للحاسوب ألتير 8800 على جهاز الحاسوب (pdp-o) الموجود لديهم ،وعند الانتهاء من برنامجهما في منتصف فبراير اتجه بول مسرعا إلى شركة ميتس ليقوم بتجريب البرنامج لأول مرة وقد نجحت عملية التشغيل دون ادنى خطأ وبكل سهولة وتم التعاقد مع الشركة حيث قامت بشراء حقوق ملكية البرنامج وتعيين بول نائبا لرئيس قسم البرمجيات لديها .وفي هذا الوقت ادرك بيل أيضا أن مستقبله ونجاحه يرتبط بمجال الحواسيب فترك الجامعة وانطلق في رحلته بتطوير البرمجيات.
بدأ حلم غيتس يرى النور ويتجسد واقعا حين قرر وصديقه ألان إنشاء شركتهما الخاصة “ micro-soft” في منتصف عام 1975 م ، طورت هذه الشركة الكثير من البرامج ومنها المترجم( بيزيك ) الذي تعرض للقرصنة من قبل قراصنة الحاسوب مما دفع غيتس للعمل على حفظ برامجه في رقاقة (ذاكرة القراءة فقط) للحد من سرقة أعماله بدلا من أن يحفظ على الحاسب ،ونجح في هذا واستمر في عمله بالتطوير حتى بلغت ارباح هذه الشركة 104ألفا و 216دولارا امريكيا في عام 1976م .
استطاع بيل من خلال “مايكروسوفت” إنتاج الكثير من البرمجيات وتطوير أخرى وبإصدار موسوعات الكترونية وتصميم برامج وصلت لجميع مستخدمي الانترنت حول العالم لتكون شركة مايكروسوفت الرائدة في عالم البرمجيات والحاسوب حتى اليوم .
أما عن ثروته التي تنامت أعواما بعد أعوام ليصبح أغنى رجل في العالم عام 2015م حيث بلغت ثروته 79 مليار دولار .
لقد سطر بيل غيتس على جدار التاريخ إنجازات لاتقدر بثمن في مجال الحواسيب بالرغم من كل العقبات التي كانت تعترضه من قرصنة وادعاءات قضائية ومن صعوبات تجاوزها بحكمته ليثبت نجاحه العظيم ولم يكن هذا فحسب بل إن غيتس حصل على شهادات دكتوراه فخرية قدمت له من جامعة الأعمال في هولندا واخرى من المعهد الملكي للتكنولوجيا في السويد ومن جامعة واسيدا في اليابان كما منحته آخرها في الولايات المتحدة الامريكية واطلق عليه لقب “فارس” من ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية.
وعند بلوغه 52من عمره قرر العودة إلى مقاعد الدراسة بعد 30عاما على مغادرته الجامعة ليكمل حلم والده في حصوله على شهادة في الحقوق من جامعة هارفد ،كما قال مختتما حفل تخرجه عام 2007م :”وأخيرا ،استطيع ان أضيف شهادة جامعية إلى سيرتي الذاتية “.لقد أثبت بيل بأن قدرات الانسان هائلة وبأن الطموح لاحدود له والنجاح لايرتبط بالعمر إنماهو ثمرة يمكن نيلها بتسلق سلم الاصرار والشغف .
Top