ماهو الضغط النفسي ؟ أعراضه و مسبباته
May 19, 2019
من المجتمع
الضغط السلبي و التّوتّر و القلق من المشاكل الشّائعة جدّاً في الحياة الحديثة – معظم الناس سيعانون من أعراض للضّغط النّفسي قد تكون خطِرة أو مُنْهِكة و من قضايا متعلّقة بالضّغط النّفسي في مرحلة ما من حياتهم.
تنويه : حيث أن الضغط الإيجابي و مع إفراز الجسم المزيد من الادرينالين قادر على مساعدتك على تحقيق أهدافك و الوصول بسلام للمواعيد النهائية كما أنه يجعلك بحالة يقظة عقلية و كفاءة عالية و ثقة بالنفس أما الضغط السلبي و هو ما نتحدث عنه اليوم فهو الذي يبقى حتى بعد زوال الضغوطات و الإجهادات الحالية فلا يستطيع الجسم العودة الى حالة الاسترخاء.
مصادر و أسباب الضغط النّفسي:
الضغط النفسي هو نتيجة لمستويات عالية من الإجهاد. و يتأتى من عدد من المصادر بما في ذلك:
الضغوط الشخصية : التي قد تكون ناجمة عن طبيعة عملك، و تغيرات في حياتك أو مشاكل شخصية.
ضغوط على الأسرة أو الأصدقاء : و التي بدورها قد تؤثر عليك.
ضغوط خاصة بزملائك: و التي قد تؤثر عليك أيضاً.
يمكن وصف الضغط النّفسي كمحنة تشكَّلت بسبب الطلبات التي تضغط على الطاقات الجسدية و العقلية.
القلق:
يحدث القلق نتيجةً لأحداث الحياة التي تُهدِّد التّوازن المادي و الاجتماعي و العقلي للفردّ , أما مقدار القلق الذي يعاني منه الفرد فيعتمد على:
كيفية تقدير تهديد هذه الأحداث الحياتية.
• استراتيجيات الفرد في التأقلم.
• معدل وقوع الأحداث المُجهِدة في فترة قصيرة من الزمن.
التَّوتر:
التوتر هو رد فعل طبيعي للقلق وهو جزء من غريزة البقاء البدائية حيث أن التّغيرات الفسيولوجية داخل الجسم تُجهز الفرد للمجابهة أو للهروب. و يأتي ردّ الفعل الملائم، كما هو معروف، نتيجة لإطلاق مادة (أدينوسين ثلاثي الفوسفات الكيميائية (ATP في الجسم و التي تضع العضلات في حالة توتر استعداداً للقيام بردّ فعل:
تنقبض الأوعية الدموية بالقُرب من الجلد، لإبطاء النزيف إذا حدثت إصابة، وتسبب بذلك زيادة في تدفّق الدّم الى العضلات والقلب والرئتين والدماغ. وتتوقف عملية الهضم، وترتخي المثانة، ويزداد معدل ضربات القلب والتنفس ، وتعرُّق الجسم. و الشخص المُصاب يصبح أكثر يقظةً، بحيث تتَّسع حدقتا عينيه و يزداد معدّل إفراز الأدرينالين لديه و الذي يؤدي بدوره إلى نشوء زيادة في الطاقة.
هذه الرّدود مفيدة للغاية في حالات الخطر المادية و لكن، و خلافاً للإنسان البدائي، فإن كثير من هموم الحياة الحديثة لا يمكن حلُّها عن طريق ردّ فعل “المجابهة أو الهروب” أو عن طريق ردود الفعل الجسدية.
المواقف المُجهدة نفسياً في العصر الحديث تستمر لفترات طويلة و الاستجابة الفوريّة لا تُزيل آثار المواقف المثيرة للقلق. لذلك، فإن التعرض لفترات طويلة من القلق يؤدي إلى أعراض الضّغط النّفسي و التي تمنع الفرد من العودة إلى حالته الطبيعية (حالة الاسترخاء), وبالتالي فإن التوتر لفترات طويلة يضرُّ بالصحة و العافية.علامات جسدية للضغط النفسي:
بالإضافة إلى الشعور بعدم الارتياح، و التوتر و القلق، تتضمن الآثار الجسدية للضغط المُستمرّ الأعراض التالية:
الخفقان صداع التوتر
عسر هضم أو حرقة دوخة
و الكثير مثل آلام العضلات, رجفة في العين, اسهال, تبول متكرر, أرق, تعب و عجز
ولا يدرك الناس غالباً أنّهم يعانون من الضّغط النّفسي و زيارتهم للطبيب تكون بسبب أعراض عُسر الهضم، و آلام في العضلات، و الصّداع، إلخ . الضّغط الشّديد يمكن أن يؤدي إلى نوبات الهلع، و آلام في الصدر، و الرُّهاب و التّخوُّف من الإصابة بمرض خطير.
استمرار التوتُّر يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالخمول والتعب، و الصُّداع النِّصفي، و اضطرابات في المعدة و عدم القدرة على النوم. و في حال كانت لديك هذه الأعراض، يجب عليك طلب المساعدة و المشورة من أخصائي الرِّعاية الصحية.
حالما يتم التَّعرُّف على الأعراض بأنها ناجمة عن الضّغط النّفسي فمن الممكن السيطرة و الحدّ من مستويات الضغط . و يمكن أن يتم ذلك من خلال تعلُّم عدد من تقنيّات الحدّ من الضغط النفسي.
الأحداث والمواقف المُسبِّبة للإجهاد:
يختلف الناس من حيث تصنيفهم لهذا الموقف أو ذاك على أنَّه مُسبِّب لضغط نفسيٍّ عالٍ أو متوسط أو غير ذلك ، و كل فرد لديه مجموعة من الأحداث أو الحالات و التي تكون مُرهِقة له بشكلٍ خاص، و معظم الناس يتّفقون على أن الأحداث الكبرى مثل فقدان الوظيفة أو الطلاق أو المشاكل المالية يمكن أن تكون مُسبِّبة للضّغط النّفسي لأي شخص. إنَّ العديد من الحالات المُسبِّبة لضغوط نفسيّة كبيرة في االحياة تأتي نتيجة لتغييرات غير مُخطّط لها في الظروف الشخصية للفرد.
لقد تم تصنيف إجابات مجموعة من الناس عن المواضيع الأكثر صعوبة للتأقلُم معها ضمن الجدول التالي.
و ننوِّه إلى أن الدّرجة العالية تشير إلى صعوبة في تكيُّف الناس مع هذا الحدَث، و هذه الدّرجة تشير أيضاً إلى قيمة عالية للضّغط النّفسي.
وقد قام هذا التّصنيف استناداً إلى مؤشرتغيُّر أحداث الحياة الخاص بـ(هولمز وراها ) في مجلة البحوث النّفسية، 1967، المجلد. 11، ص. 213-218.التغيُّرات في أحداث الحياة يمكن أن يكون لها تأثير مباشر على الصحة، ( جيد أو سيئ) فالناس الذين لديهم درجة تغيير أحداث الحياة بين 200-300، فإن نصفهم سيتعرض لمشاكل صحية في السنة التالية. الناس الذين درجة تغيير أحداث الحياة عندهم أكثر من 300 درجة، فإن 79٪ منهم سيصاب بالمرض في العام التالي. و كما لاحظنا فإن التغيير الأكثر إرهاقاً هو وفاة أحد الزوجين, لذا فإنّ معدّل الوفاة للأرامل أعلى 40٪ من المعتاد، مع معدلات عالية من المرض و الاكتئاب.
الأحداث غير السّارّة ليست هي المُسبِّب الوحيد للإرهاق فقط و لكن تقريباً أي تغيير في الظروف يمكن أن يسبب الضّغط النّفسي لذا كان علينا أن نتأقلم قدر المُستطاع، و كان من الحكمة أيضاً ألا نقوم بالكثير من التغييرات في حياتنا في نفس الوقت.
بالإضافة إلى الضّغط النّاجم عن الأحداث، قد تؤدي أوضاع معينة إلى أن يُعاني الناس من الضّغط النّفسي:
-البيئة هي عامل مُسبِّب في بعض الأحيان للضّغط النّفسي, على سبيل المثال، الضوضاء، الحشود، ضعف الإضاءة، و التّلوُّث و غيرها من العوامل الخارجية التي لا نستطيع السيطرة عليها,هذه العوامل قد تسبب لنا القلق والانزعاج.
-كما أنّ التكيُّف مع الحياة في العصر الحديث يمكن أيضاً أن يكون مصدراً للضّغط النّفسي.
-التّواصل مع الناس بطرق عديدة و مختلفة،على سبيل المثال من خلال شبكة الإنترنت، و الهواتف المحمولة، و وسائل الإعلام المختلفة، و توقعنا استجابة سريعة من الطّرف الآخر يزيد من تعرُّضنا للضّغط النّفسي.
-ومع توفُّر العديد من السِّلع و سعي الناس للمحافظة على مستوى معيشة و استهلاك معينين ينشأ عامل جديد للضّغط النّفسي,,بالإضافة إلى ذلك، فإن الكثير من النساء تعمل عملاً بدوام كامل أو جزئي و قد تكون الرّاعي الرئيسي للأسرة.
كل التغييرات السابقة تشير و للأسف إلى زيادة شيوع الضّغط النّفسي في حياتنا الشخصية و المهنية.
و لا ننسى أن تعرُّض الفرد للضّغط النّفسي يعتمد كثيراً على استراتيجياته في التأقلُم
لذا فعلى الكثيرمن الناس وضع برامج شخصيةً للتحكُّم بالضّغط النّفسي,
على أن تُركِّز هذه البرامج على الوقاية من الضّغط النّفسي, فمثل هكذا برامج أصبحت ضرورة من ضرورات الحياة العصرية.
والضغط النّفسي ينشأ نتيجة لعوامل منها: