لماذا غضبت النساء المشاركات في الاحتجاجات من الرجال؟
April 2, 2019
من المجتمع
الاحتجاجات المناهضة للحكومة في السودان لا تهدأ رغم حالة الطوارئ التي فرضت في فبراير/ شباط.
ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى جهود تجمع المهنيين السودانيين، الذي نظم المظاهرات ضد حكم الرئيس عمر حسن البشير المستمر منذ ما يقرب من 30 عاما.
ويمثل التجمع العاملين في مجال الصحة والمحامين والمدرسين، ضمن آخرين، رغم أن البعض قد يجادل بأنه لا يمثل النساء، بالرغم من أن هناك تقديرات تشير إلى أن أكثر من 70 بالمئة من المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع منذ ديسمبر/ كانون الأول هم من النساء.
وأثار التجمع جدلا عندما اقترح أن يخرج الناس لتنظيف الشوارع بدلاً من الاحتجاج يوم 9 مارس/ آذار الفائت.شوارع العاصمة الخرطوم موحلة بشكل عام، وكان هناك شعور بأن ترتيبها سيعيد شعورا بالفخر في المدينة.
ومنذ أن بدأت الاحتجاجات، حظي تجمع المهنيين السودانيين بالإشادة، وخاصة بسبب اللغة الجميلة المستخدمة في بياناته التي تدعو إلى الحراك.
لكن في هذه المرة أخطأ، إذ حث النساء على وجه الخصوص على الخروج للمهمة لأنهن "يهتممن أكثر بالتنظيف".
وقوبلت الرسالة بالغضب من قبل العديد من المتظاهرات، وأثارت جدلاً في وسائل التواصل الاجتماعي بشأن التمييز الجنسي في الانتفاضة.
وبعد ذلك بيوم، أصدر تجمع المهنيين السودانيين، الذي لديه متحدثة باسمه من النساء، اعتذارا عن الخطأ.
وبدأت هذه الاحتجاجات كرد فعل على ارتفاع أسعار الخبز، ثم توسعت لتشكل أخطر تحد لسيطرة البشير على السلطة منذ الانقلاب الذي كان يدعمه الإسلاميون في عام 1989.
"لسنا ملكات"
وبالمثل، بدأت قضية تنظيف الشوارع كغضب من المواقف الجنسية التي يتبناها المتظاهرون الذكور، وتحولت إلى غضب على الطريقة التي تعامل بها النساء في المجتمع السوداني.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، كانت تعليقات، مثل "حتى النساء شاركن في الاحتجاجات"، مثار خلاف.
مشاركة النساء في الاحتجاجات ليست ظاهرة جديدة في السودان، ففي عام 1946، أي قبل 10 سنوات من الاستقلال، خرجت أول طبيبة في البلاد، خالدة زاهر، إلى الشوارع احتجاجا على الحكم البريطاني وتم اعتقالها وجلدها.
بي بي سي