كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على قبول ملامحنا؟
April 2, 2019
من المجتمع
فبعد سنواتٍ طويلةٍ أُنْجِزَتْ فيها الكثير من الدراسات بشأن الكيفية التي تضع فيها وسائل الإعلام الرئيسية معايير غير واقعية للجمال، سواءٌ من خلال عرضها صوراً لمشاهير جرى التلاعب فيها من خلال برامج التحرير الشهيرة في هذا الشأن، أو ما تقدمه من صورٍ لعارضات أزياءٍ بالغات النحافة، باتت عوامل تأثيرٍ ذات طابعٍ مختلفٍ تملأ الصفحات الخاصة بحساباتنا على مواقع التواصل، ولذا فمن السهل تصور أن لهذه المواقع بدورها دوراً سلبياً للغاية على تصوراتنا بشأن هيئتنا الجسدية.
كما أنه من المحتمل أن تكون هناك وسائل من شأنها تنظيم العدد الهائل من الصور التي يمكن أن تراها من خلال حسابك على إنستغرام مثلاً، وذلك لجعلك تشعر برضا أكبر حيال مظهرك وتكوينك الجسدي، أو لكي تكف - على الأقل - عن الشعور بأنك لست على ما يرام في هذا الشأن.
وقبل التطرق إلى مزيدٍ من التفاصيل، ربما يجدر بنا التذكير بأن الدراسات العلمية التي أُجريت بشأن العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والصورة التي يكوّنها المرء عن تكوينه الجسماني لا تزال في مراحلها الأولية، وأن غالبيتها تشير إلى وجود علاقات ترابط بين العوامل المختلفة في هذا الشأن لا أكثر.
ويعني هذا أنه ليس بوسع تلك الدراسات أن تثبت - مثلاً - ما إذا كان تصفح شخصٍ ما لحسابه على "فيسبوك" يُحْدِث لديه مشاعر سلبيةً حيال مظهره، أو أن من يهتمون بمظهرهم أكثر ميلاً لاستخدام هذا الموقع أم لا.رغم ذلك، يبدو أن هناك علاقة ارتباط بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمخاوف التي تراود المرء بشأن صورته الجسمانية. فقد أظهرت مراجعةٌ منهجيةٌ أُجريت لـ 20 ورقةً بحثيةً نُشِرَت عام 2016، أن الأنشطة المرتبطة بالصور مثل تصفحك لها على إنستغرام أو نشرك لها بنفسك، تمثل مشكلةً، خاصةً إذا ما كان الأمر يتعلق بتكوين المرء أفكاراً سلبيةً عن بنيانه الجسماني.لكن هناك طرقاً مختلفةً لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، فهل تتابع فقط ما ينشره الآخرون عليها، أم أنك تلتقط صوراً ذاتيةً "سيلفي" وتحررها وتحملها بنفسك؟ وهل تضم قائمة من تتابعهم على هذه المواقع أصدقاءك المقربين وأفراد أسرتك؟ أم تتألف من عددٍ كبيرٍ من المشاهير والشخصيات المؤثرة على الشبكة العنكبوتية؟
وتشير الدراسات إلى أن هوية من نقارن أنفسنا بهم، تمثل عاملاً رئيسياً في مسألة رضانا عن ملامحنا من عدمه.
وفي هذا الشأن، تقول جاسمين فاردولي، باحثة في مرحلة ما بعد الدكتوراه بإحدى جامعات مدينة سيدني الأسترالية: "يقارن الناس بين مظهرهم ومظهر الأشخاص الآخرين في الصور المنشورة على إنستغرام، أو أي منصةٍ رقميةٍ أخرى يستخدمونها، وهم يرون أنفسهم في أغلب الأحيان أسوأ مظهراً من أقرانهم".
ومن بين الدراسات التي أُجريت في هذا الصدد، دراسة شملت 227 طالبةً جامعيةً، أشرن إلى أنهن نزعن - وهن يتصفحن الصور على فيسبوك - إلى اعتبار مظهرهن أقل جمالاً من ذاك الخاص بأقرانهن أو النساء الشهيرات. لكن ذلك لم يمتد إلى النساء اللواتي يمُتن لهن بصلة قرابة. وتبين أن النساء اللواتي أثرن لديهن المخاوف الأكبر من نوعها بشأن مظهرهن، هن عبارة عن معارفهن أو أقرانهن اللواتي لا يرتبطن بهن بصلةٍ وثيقة.
بي بي سي